الانهيار الاقتصادي! وامكانيات تفاديه!

 


 

 

اسماعيل ادم محمد زين

قرأت لصلاح جلال رسالة حول حتمية الانهيار الاقتصادي وقد استعان برؤية لخبير في ذات الشأن،مؤكدا علي ضرورة الاستعانة بالمؤسسات المعروفة للخروج من الازمة او الكارثة التي ادخلنا فيها المتصارعان علي السلطة،ولكنه لم يقدم اي رؤية او حلول.لنتائج الصراع،مثل تفشي العطالة والمجاعة الماثلة .ومن هنا علينا البحث في الحلول.
علينا البدء فورا في تعزيز منظمات المجتمع المدني لتحريك المجتمعات المحلية في كل المناطق.بما في ذلك تلك الواقعة تحت سيطرة الاطراف المتصارعة علي السلطة.
علينا التأكيد علي ان الديموقراطية هي السبيل الوحيد للحكم وتحقيق السلام والاستقرار.وان الوصول الي الحكم لا بد ان يتم عبر الانتخابات.كما علينا تقديم نموذج حي حتي في العمل الطوعي لتقديم الخدمات للمواطنين, علينا اشراك المواطنين ودعوتهم للمشاركة والتطوع وتسلم القيادة وللمساهمة في كافة الانشطة.مثل جمع التبرعات المالية والعينية للمطاعم والتكايا.يجب ان نري في القيادة،الافضل والاروع،اهل العلم والمعرفة والشجاعة. يجب ان نري القيادات التي تتمتع بالكفايات المطلوبة للقيادة! وهو امر فد خبرناه.فقد غابت القيادة وهربت.
وهنا تبرز اهمية الاتصالات والتواصل،لا بد لنا من انشاء نظام جيد وفعال.فقد فشلت شركات الاتصالات التقليدية في تقديم خدماتها ولم يجد المواطن ،الا النظام الجديد الذي يعتمد علي الاقمار الصناعية ولا يحتاج الي بنية مكلفة،مثل الابراج ومولدات الكهرباء والوقود المكلف.اذ لا تزيد تكلفة الوحدة علي ال 600 دولار اميركي واشتراك شهري لا يتعدي ال 100 دولار.مع امكانية التعاقد مع شركة اسبيس اكس لتقديم الخدمة لكافة انحاء السودان وبتكلفة تقل كثيرا عن تكلفة الاجهزة المستخدمة حاليا وتكلفة النظم النقليدية.فقد توصلت اسبانيا الي عقد مع الشركة لتغطية كل مساحة البلاد بتكلفة 100 مليون دولار! في العام.مع ادراكنا بان الخدمة مضمونة وامنة ولا يمكن لاحد التحكم فيها او مراقبتها! اا بد للشعب السوداني من التمتع بحريته كاملة.وعلي السلطة ان تخدمه،لا ان تتسلط عليه.سلطة لديها العلم والمعرفة وعلي استقامة وتخضع للمحاسبة والتغيير.ومن المدهش بان الدعم السريع يقدم الآن خدمة الاتصالات الفضائية في مناطق سيطرته ولكن بتكلفة عالية.وهو لا يملك المعرفة التي تمكنه من تقديم الخدمة لكافة انحاء البلاد.فهو لا ينظر بعيدا عن مصلحته الانية.ومن المفارقات،توقف افراده من نهب موبايلات المواطنين،بعد ادراكهم للمكاسب التي يحصلون عليها من وجود الهواتف مع أصحابها! كما اصبحوا يقدمون الكاش للمواطنين،مقابل نسبة من المبلغ المحول.وهنا يأتي مقترح ادخال العملة الرقمية في البلاد،ليتم استخدامها جنبا لجنب مع العملة الورقية وتدريجيا سيجدها المواطن اكثر امانا وسهولة في معاملاته المالية.بيعا وشراء.
سيؤدي ادخال العملة الرقمية لتحقيق اهداف لا يمكن حصرها،منها: تقليل استهلاك العملة الورقية وتكاليف طباعتها.كما تحد من تزويرها.اضافة الي ادخال السيولة الي المصارف،اذ يمنح كل فرد ما يعادل قيمة نقوده ،رصيدا في حسابه،يستخدمه بذات الطريقة الحالية،بالتحويل او السحب لاي معاملة، بيعا او شراء.وهي طريقة خبرها الناس نتيجة الحرب واعتمدوا عليها في معاملاتهم وفي تحويل الاموال الي ذويهم وفي كافة معاملاتهم. علينا الاسراع في انجاز العملة الرقمية,فقد خبرها المواطن وادرك فوائدها.ببساطة يذهب المواطن بالكاش الي أي مصرف لتوريد ما لديه من كاڜ وفتح حساب فورا بالرصيد الذي اودعه البنك ومن بعد يستخدمه بالموبايل مثلما يحدث حاليا.ودون اي قيود علي المعاملات.وليت البنوك تهدي العميل موبايلا جديدا عليه رقم الحساب و الرصيد ،ليشرع فورا في انجاز معاملاته. علينا ان نواكب العالم في ادخال العملة الرقمية باعتبارها من ضمن اساليب الاصلاح الاقتصادي والمالي.
وفي ذات الوقت علينا ادخال الذهب في شكل سبائك في النظام المالي.بصك سبائك باوزان مختلفة, تقدم الي كافة البنوك بقيمة رصيدها لدي بنك السودان.ومن بعد تقوم البنوك ببيع السبائك الي كافة المتعاملين بالسعر اليومي العالمي للذهب بالعيار المحدد،18,22 او 21 قيراط.فلنستخدم عدالعيار المتداول حاليا وهو 21.ولنبدأ باوزان تتراوح بين 4 جرامات الي 20 جراما.حتي نتوصل الي السبيكة الاكثر طلبا.وهنا لا بد من تعاون المواصفات وبنك السودان ،وزارة المالية والبنوك.لانجاح هذا المشروع الهام،للاستفادة من انتاج الذهب و زيادته.ولتحريك عجلة الانتاج والاقتصاد ولتقوية النظام المصرفي.اذ يمكن ان تصبح السبائك وسيلة لضمان القروض والسلفيات, دون تعقيدات او اجراءات معقدة ودون رسوم للرهن او لتقييم الاراضي و العقارات.(تفاصيل المشروع علي النيت).
ثم نقدم علي النفير العام لاعادة البناء و التعمير والتخطيط.وفقا لسياسة جديدة،تحدد اتجاهات المصارف المائية،خطوط الكهرباء والمياه حتي لا يعترض اي شخص علي مسارات ايا من هذه الانشطة.مع ادخال الصرف الصحي لكافة الاحياء والمدن. ولنبدأ بالاسهل والاقل تكلفة.مثل الانظمة المستخدمة في بعض الدول العربية وذلك بنقل المخلفات بالعربات الي مواقع بعيدة لتنقية المياه واعادة استخدامها في زراعة الاحزمة الشجرية والغابات،بما يلطف الجو ويحد من زحف الرمال.
ايضا يمكن للدولة ان تحرك المواطنين للمساهمة في انتاج الحبوب،الذرة،القمح،الدخن وغيرها من المحاصيل لتوفير الطعام ولتصدير الفائض ولاغراض الصادر.
علينا السعي بجدية لاسواق الدول المجاورة،فهي تستورد كافة طعامها من كل بلاد العالم.اذ يمكننا المنافسة،خاصة اذا توجهنا الي النفير وانشاء الشركات الكبيرة.مع تجويد الانتاج،التعبئة والتغليف الجيد ومواكبة متطلبات المستهلك في كل مكان.
علينا بمشاريع كبيرة تستوعب ملايين الايدي العاملة. مثلا:مشروع لانتاج الصمغ العربي،واخر لانتاج السمسم،ومشروع للذرة واخر القطن وانتاج الاسماك..والخضروات..الخ.مشاريع الصادر.اذ لدي السودان ميزات نسبية في كثير من المنتجات.
وعلينا ان ندرك بان اقتصاديات السودان لا تشبه اقتصاديات الدول الاخري،فهو لا يتأثر كثيرا بمؤشرات الاداء المعروفة.فما زال اقتصادا بدائيا،قابلا للتجريب والتطوير.كما ان المواطن مرن وصبور و يمكنه مواكبة المتغيرات بسهولة.كل ما يحتاج اليه قيادة جيدة،نزيهة،تتحلي بالقيم وعلي استقامة.تتحري الصدق والامانة وحب الاخرين...اثرة وشجاعة.
اصلاح البلاد امر في غاية البساطة والسهولة.اذا وجد قيادة.

azaim1717@gmail.com

 

آراء