(البركاتا)
أشرف عبدالعزيز
17 January, 2023
17 January, 2023
الصباح الجديد –
في لحظة تنفس الصبح بعد عسعسة الليل لمحت أمس صبايا يافعين يحملون جولات في ظهورهم خرجوا مبكرين ليس للذهاب الى المدارس التي هي مغلقة بأمر الحكومة لعجزها عن دفع رواتب المعلمين ..خرجوا ليبحثوا عن رزق لهم من داخل (كوش النفايات) المنتشرة على الأرصفة وذلك خشية أن ينافسهم رصفائهم في هذه المهنة التي إمتهنها كثيرون وباتت خير معين لهم .
وفي المقابل تجد والي الخرطوم (الانقلابي) يملأ الدنيا ضجيجاً والاعلام زعيقاً بانجازات حكومته وتكذبه هذه (الجولات) المحمولة على ظهور هؤلاء الشباب، وتبين عجزه في أنه لم يوفر لهم فرص للتعليم ولا للعمل وساهم في أن يزيدوا الأزمة بـ(نبش) الأوساخ المكدسة في الطرقات لتتدهور الأوضاع البيئية فالمواطنين لن يجدوا خياراً بعد (البركتة) غير لم هذه الأوساخ وحرقها غير مكترثين لما يحدث من مضار بيئية نتيجة هذا السلوك.
لو كانت الحكومة جادة في حل أزمة هؤلاء اليافعين لاستوعبتهم في عملية فرز هذه النفايات (صلبة – سائلة) ولعادت بارباح ربما كفتها كل التكلفة الخاصة بالنظافة ومدت الخزانة بالعملات الصعبة، لكن ذلك ليس في أجندة حكومة الخرطوم التي تفلح في سد عجزها من جيب المواطن..... وحتى الوقود الذي انخفض سعره عملت على اضافة رسوم عليه دون أن تخطر المواطن (أم غمتي).
كيف لا تحذو حكومة العاصمة هذا الحذو وأمامها د. جبريل ابراهيم وزير المالية الذي يعتمد في موازنته الكارثية على (جيب) المواطن في وقت تشهد فيه القطاعات الانتاجية تراجعاً أثر على حركة الصادر والوارد، بجانب المستوردين والمصدرين الذين تعرضوا لخسائر فادحة، بسبب سياسات جبريل التي اقعدت القطاع الانتاجي، وفاقمت حالة الغلاء في ظل تجاهل الدولة الاهتمام بمعاش الناس وتخفيف اعباء المعيشة المتدهورة.
الدولة التي تدعي (تصحيح المسار) بدأت قبل إجازة الموازنة الجديدة، في تطبيق زيادات كبيرة وغير مسبوقة في استخراج الأوراق الثبوتية مثل استخراج وثائق السفر ورخصة القيادة وغيرها، وهذا يعد من الحلول السهلة، وكان يفترض البحث في كل البدائل الممكنة لكن الحكومة تختار الأسهل والذي يتحمله المواطن في أغلب الأحوال، وهذا الأمر يضخ في خزينة الدولة أموال كبيرة وسريعة.
والسؤال أين تذهب هذه الأموال ولماذا لا تعود خدمات لصالح المواطن المطحون بالجبايات؟ وإذا كانت الحكومة عاجزة ما الذي يجعل جبريل ومناوي يعطلان التسوية السياسية لتحقيق الاستقرار السياسي وعودة الدعم الخارجي خاصة وأن كلاهما (جبريل ومناوي) يرفعان شعارات التهميش ولكن يبدو أنهما غير مهتمان بما يحدث في قاع المجتمع، وكيف توزع بعض الاطفال بين تعاطي (الآيس) وبين (البركتة)..عن أي تهميش يتحدثون؟
الحكومة الحالية تعتبر أكبر حكومة على مر تاريخ الحكومات السودانية لا تعرف طريقاً للإيرادات غير (البركتة) وتترك جيوب المواطنين خاوية كما يترك (البركاتا) الصغار الأوساخ بعد (نبشها) مضطرين ..هذه حكومة تستحق أن تكون ضمن موسوعة (جينيس) في ادمان الفشل.
الجريدة
في لحظة تنفس الصبح بعد عسعسة الليل لمحت أمس صبايا يافعين يحملون جولات في ظهورهم خرجوا مبكرين ليس للذهاب الى المدارس التي هي مغلقة بأمر الحكومة لعجزها عن دفع رواتب المعلمين ..خرجوا ليبحثوا عن رزق لهم من داخل (كوش النفايات) المنتشرة على الأرصفة وذلك خشية أن ينافسهم رصفائهم في هذه المهنة التي إمتهنها كثيرون وباتت خير معين لهم .
وفي المقابل تجد والي الخرطوم (الانقلابي) يملأ الدنيا ضجيجاً والاعلام زعيقاً بانجازات حكومته وتكذبه هذه (الجولات) المحمولة على ظهور هؤلاء الشباب، وتبين عجزه في أنه لم يوفر لهم فرص للتعليم ولا للعمل وساهم في أن يزيدوا الأزمة بـ(نبش) الأوساخ المكدسة في الطرقات لتتدهور الأوضاع البيئية فالمواطنين لن يجدوا خياراً بعد (البركتة) غير لم هذه الأوساخ وحرقها غير مكترثين لما يحدث من مضار بيئية نتيجة هذا السلوك.
لو كانت الحكومة جادة في حل أزمة هؤلاء اليافعين لاستوعبتهم في عملية فرز هذه النفايات (صلبة – سائلة) ولعادت بارباح ربما كفتها كل التكلفة الخاصة بالنظافة ومدت الخزانة بالعملات الصعبة، لكن ذلك ليس في أجندة حكومة الخرطوم التي تفلح في سد عجزها من جيب المواطن..... وحتى الوقود الذي انخفض سعره عملت على اضافة رسوم عليه دون أن تخطر المواطن (أم غمتي).
كيف لا تحذو حكومة العاصمة هذا الحذو وأمامها د. جبريل ابراهيم وزير المالية الذي يعتمد في موازنته الكارثية على (جيب) المواطن في وقت تشهد فيه القطاعات الانتاجية تراجعاً أثر على حركة الصادر والوارد، بجانب المستوردين والمصدرين الذين تعرضوا لخسائر فادحة، بسبب سياسات جبريل التي اقعدت القطاع الانتاجي، وفاقمت حالة الغلاء في ظل تجاهل الدولة الاهتمام بمعاش الناس وتخفيف اعباء المعيشة المتدهورة.
الدولة التي تدعي (تصحيح المسار) بدأت قبل إجازة الموازنة الجديدة، في تطبيق زيادات كبيرة وغير مسبوقة في استخراج الأوراق الثبوتية مثل استخراج وثائق السفر ورخصة القيادة وغيرها، وهذا يعد من الحلول السهلة، وكان يفترض البحث في كل البدائل الممكنة لكن الحكومة تختار الأسهل والذي يتحمله المواطن في أغلب الأحوال، وهذا الأمر يضخ في خزينة الدولة أموال كبيرة وسريعة.
والسؤال أين تذهب هذه الأموال ولماذا لا تعود خدمات لصالح المواطن المطحون بالجبايات؟ وإذا كانت الحكومة عاجزة ما الذي يجعل جبريل ومناوي يعطلان التسوية السياسية لتحقيق الاستقرار السياسي وعودة الدعم الخارجي خاصة وأن كلاهما (جبريل ومناوي) يرفعان شعارات التهميش ولكن يبدو أنهما غير مهتمان بما يحدث في قاع المجتمع، وكيف توزع بعض الاطفال بين تعاطي (الآيس) وبين (البركتة)..عن أي تهميش يتحدثون؟
الحكومة الحالية تعتبر أكبر حكومة على مر تاريخ الحكومات السودانية لا تعرف طريقاً للإيرادات غير (البركتة) وتترك جيوب المواطنين خاوية كما يترك (البركاتا) الصغار الأوساخ بعد (نبشها) مضطرين ..هذه حكومة تستحق أن تكون ضمن موسوعة (جينيس) في ادمان الفشل.
الجريدة