البرهان ما بين الهزيمة والنصر والمراوغة (1)

 


 

 

ضد الانكسار
هل الواقع السياسي يفرض على المؤسسة العسكرية أن لا تتجاوز الثكنات و حماية الحدود أو عليها التدخل فى الشؤون السياسية وممارستها...؟ هل مازلنا فى مرحلة التغول فى السلطة..؟ . أهم الأسباب التى جعلت اطماع العسكر فى السلطة تزيد ضعف الأحزاب وكافة المكونات السياسية وصراعاتها بالإضافة إلى دور السياسي المرتزق الذي يمتدح حكم الطغاة .
القضية الكبرى تبرير تدخل الجيش فى الشأن العام... قد يكون ضعف الأحزاب محفز على هذا التدخل خاصة وأن هناك احزاب كانت تستنجد بالمؤسسة العسكرية من أجل الوصول للسلطة وتلك احزاب لا ثقل سياسي لها وتدرك تماما آن الانتخابات لن توصلها للسلطة.... المطلوب أن يكون الجيش فى وضع حياد.. يتفرغ لحماية حدود البلاد... مازال الوضع مختل فى توضيح العلاقة بشأن السياسى خاصة وأن محاولات الهيمنة بصورة مباشرة او غير مباشرة مرفوضة..
ظلت المؤسسة العسكرية بصفة عام فى الوطن العربي والافريقي رافضة إلى دورها الذي نصت عليه الدساتير دائما تقف ضد الديمقراطية التى تؤسس لبناء دولة القانون واصبح دورها يتجاوز الثكنات إلى شريك اوحاكم مطلق فى الفعل السياسي رغم انه تدخل مرفوض من دعاة الديمقراطية الذين يرفضون الحكم الذي تحرسه الدبابات ويطلق الرصاص على العزل ويعتقل ويعذب ويجعل السيارات المصفحة تجوب الشوارع معلنه الحكم ليس للقانون وإنما للقوة...
خطاب البرهان بداية لمرحلة جديدة من التمكين بغياب السلطات التشريعية... فما يحدث هو إعادة حكمهم بصورة تدعم خط الانقلاب وتمنحه المشروعية عبر آلية مصنوعة وتسليم السلطة جاء مشروط حتما سيكون لاجسام مصنوعة او احزاب صغيرة انتهازية ...
كأنهم يحاولون بهذا الخطاب الخروج من الأزمة السياسية عبر تعويم القضايا الحقيقية... ما يحدث مناورة..
ذكر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان (الوطن غير خاضع لحسابات النصر والهزيمة) فعلا لذلك وحدة وتماسك البلاد قائمة على قرارات حاسمة يتم فيها اولا إيقاف هذا القمع الدموي ومحاكمة الذين اجرموا فى حق هذا الشعب وإكمال مطلوبات الفترة الانتقالية لن تتم بالمراوغة او الخطابات التخديرية... حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة يحددها الشارع وليس العسكر والتحول الديمقراطي لا يتم إلا إذا تم دمج أو تسريح تلك الجيوش و انتشارها ليس فى المدن بل يكون فى الحدود للحماية و فرض هيبة الدولة فى مدن دارفور وجنوب كردفان...
المرحلة لا تحتمل مراوغات سياسية و لا حوار مدعوم من الخارج تتدخل فيه بعض الدول بشكل سافر فى شؤون البلاد...
يبقى الحل فى مرحلة انتقالية بعيدة عن المحاصصات السياسية أو التعينات الفوقية تمهد إلى انتخابات
حرة تبني اساس دولة ديمقراطية متينة ومستقرة..
لا انكر القضية تكمن فى الأحزاب الانتهازية و تدخل العسكر فى الشأن السياسي...
القادم أفضل بإذن الله

&في كل دكتاتورية، يشارك عدد كبير من المثقفين في جرائم الحكومة.

هيرتا مولر
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
Ameltabidi9@gmail.com

 

آراء