البرهان والاسلاميون يسددون فواتير الحماية الصينية الروسية لنظام الحكم الجديد في الخرطوم

 


 

 

لم يحدث في تاريخ الدولة السودانية ان قام رئيس سوداني بزيارة بلد اخر لطلب الحماية بصورة مباشرة من رئيس دولة اخري كما فعل المعزول البشير عندما زار روسيا في اخريات سنين حكمه البغيض وهو في قمة الخوف من الانهيارات الاقتصادية والغضب الشعبي المتصاعد في الشارع السوداني ليجلس في حضرة الرئيس الروسي بوتين ويخاطبه قائلا امام كاميرات الاعلام ومحطات التلفزة العالمية ..
" نحن هنا من اجل طلب حماية الرئيس الروسي "
الذي اكتفي بدوره بالصمت والنظر اليه ولم يظهر اي رد فعل علي ذلك الطلب الغريب ولم يرد عليه حتي بعبارة من اجل المجاملة والرجل ضيف في بلاده بعد ان قطع تلك المسافات الطويلة من اجل هذا الطلب الغريب والمهين .
حدث ذلك في الوقت الذي كانت فيه ماكينة التعبئة و الدعاية العقائدية لهولاء المتاسلمين تقوم علي مدي سنين طويلة بغسل ادمغة الصبية المضللين من صغار السن بزعمهم الدفاع عن العقيدة والوطن واشياء من هذا القبيل وتقوم بتوظيف السجع والشعر والكلمة والاغاني والاناشيد الحماسية من اجل هذا الغرض قبل الدفع بهولاء الصبية الي الاحراش والغابات ليخلوا لهم الجو في الخرطوم من اجل العلو في البنيان وكنز المال الحرام من عائد الثروات المنهوبة والجبايات المتعددة الاشكال والالوان والاغراض ...
يتلاحظ هذه الايام في خرطوم مابعد الانقلاب وبعد اجتماع شمل الفلول وبقايا الاخوان وسدنة النظام المباد مع البرهان وقائد الدعم السريع هو قلة عمليات الهرولة العشوائية الي عاصمة الدولة العبرية وتوقف نسبي لعمليات الملق والمداهنة والحديث عن القرابة التاريخية مع بني اسرائيل وقصة الاتفاقية الابراهيمية التي بشرت الناس بنهاية الصراع العربي الاسرائيلي بأبعاده التاريخية والعقائدية المعروفة البالغة التعقيد والتبشير بنهاية القطيعة بين العرب واسرائيل والعالم الاسلامي العريض علي يد شرذمة من سحرة العلاقات العامة من المرتشين وبعض الفنانين وعارضي الازياء والسادة البراطمة من الاعراب والسودانيين ..
ومن المفارقات العجيبة ان اسرائيل نفسها احتار دليلها ولم تتوصل الي حقيقة دوافع ذلك النفر الغريب الاطوار من الاعراب والسودانيين المندفعين الي احضانها بصورة مفاجئة بحثا عن حماية عروشهم ومصالحهم ومن عجب انه ليس لدي اسرائيل ما يمكن ان تجود به في هذا الصدد وهي الدولة المحصورة جغرافيا في محيط معادي الي حد كبير وتخوض بدورها معركة بقاء ومصير ووجود ..
تراجع طلبات الحماية السودانية العشوائية من اسرئيل تحول بعد عودة الاسلاميين التدريجية الي مؤسسات الدولة والحكم خلال اسابيع قليلة الي تنسيق استراتيجي فعلي وتبادل للمصالح من اجل ضمان الحماية الروسية- الصينية للنظام الاخواني الجديد الذي يتشكل الان عبر القيام بعملية ترميم للمقبرة الانقاذية القديمة .
تفضل جنرال الدعم السريع الرجل الثاني في الحكومة السودانية بزيارة روسيا في اليوم الاول لبداية الحرب مع اوكرانيا وتحولت الصفقات الموقعة بين موسكو والخرطوم الي استثمار واسع في الذهب وبقية المعادن الثمينة بغض النظر عن الارقام الحقيقية لعائد تلك العمليات..
وجاء في الاخبار اليوم ان السودان قد اعلن عن اتفاق بين الخرطوم وموسكو على إعفاء حملة الجوازات الدبلوماسية من تأشيرة دخول البلدين ، وذلك خلال اجتماعات مشتركة في موسكو . بمعني الغاء الحدود والقيود المتعارف عليها في علاقات الدول ببعضها البعض وبمعني انه يمكن للمسؤول الروسي ان يدخل السودان في اي وقت من اي منفذ جوي وبري والعكس ايضا وهذا امر لايحدث في العادة الا بين الدول التي تربط بينها اتفاقيات دفاع مشترك في مواجهة عدو واحد وظروف مماثلة .
صدرت تعليمات عليا بالامس لموظف بدرجة وزير في وزارة الخارجية السودانية بشجب واستنكار الزيارة التي قامت بها شخصية امريكية معروفة الي تايوان واصدار بيان للتاكيد علي حق الصين في السيادة علي تايوان في موقف واضح لالبس ولاغموض فيه بطريقة تؤكد علي عملية الاصطفاف المحوري و المصالح السودانية الصينية الروسية المشتركة في مواجهة المعسكر الغربي الامريكي بل في مواجهة انتفاضة الشعب السوداني فروسيا اليوم ليست هي روسيا الامس البلد الاشتراكي الذي كان يفتح معاهدة وجامعاته بالمجان لطلاب الدول النامية وليست ذلك البلد الذي كان يدعم حركات التحرر الوطني وانظمة الحكم الوطنية في كل انحاء العالم بدون اجر او مقابل وماينطبق علي روسيا السابقة ينطبق علي الصين التي لم يتبقي فيها اثر للماركسية غير الصور واللافتات المعلقة في الشوارع والطرقات ..
الصين وروسيا يدعمون اليوم ايران الارهابية ويبيعون السلاح لتركيا وقطر الذين يمدون بدورهم فرق الموت الجهادية والجماعات التفجيرية في سوريا واليمن والعراق وسيناء المصرية باسلحة الفتك والدمار والالغام والمتفجرات.
باختصار الذي يملك القدرة علي اتخاذ هذا النوع من المواقف من رابع المستحيلات ان يتصالح مع شعبه او يتنازل طواعية عن السلطة والحكم لاحد عن طريق المفاوضات اللهم الا اذا كان الطرف الاخر يبحث عن مفاوضات توفر له مقدار معلوم من حصة الحكم والامتيازات ..
او مشاركة صورية في الحكم و برلمان ومؤسسات النظام كما حدث بعد اتفاقية نيفاتشا الموقعة بين بعض القوي السياسية ونظام الانقاذ والتي انتهت بتفكيك المعارضة السودانية ثم تقسيم البلاد ..
الشارع السوداني وحدة يملك القدرة بعد الله علي اختراق هذا الوضع الشائك البالغ الخطورة والتعقيد بالاصرار والصمود وعدم الوقوع في الشراك الخبيثة والاستمرار في المواجهة مهما بلغت التضحيات بطريقة تجبر النظام العالمي الراهن علي اتخاذ قرار فرض الحماية الدولية المباشرة للشعب السوداني في ساعة معينة ..
عندها سيبطل مفعول الدعم الروسي والصيني للاسلاميين واعوانهم من بعض العسكريين وستنتصر ارادة السودانيين ...

/////////////////////////////

 

آراء