البرهان يعلن انقلابه على المكون المدني الانتقالي. فمتى يذيع بيان الغاء الوثيقة الدستورية ويأخذ كل السلطة؟

 


 

 

isammahgoub@gmail.com

طلب مني الاستاذ صلاح شعيب تعليقا صوتيا قصيرا لإذاعة (الحُرّة) حول الانقلاب العسكري الذي أُعْلِن عن احباطه أمس الثلاثاء 21.9.21 في السودان. قلت فيه:
بعد المعلومات المتضاربة حول مَن هم وراء الانقلاب والاتجاهات السياسية للانقلابيين، والمواقف الخطيرة والواضحة التي أعلن عنها اليوم الأربعاء الجنرال عبد الفتاح البرهان امام جنوده في قاعدة وادي سيدنا العسكرية، فإنّ أيّ مراقب وحريص على مستقبل الانتقال لنظام ديمقراطي يتأسس بعد مُحاسبة النظام السابق وتفكيك دولة حزبه لإقامة دولة المواطن والوطن، سيجد نفسه أمام السؤال المفتاح التالي: هل ما حدث انقلاباً عسكرياً كان يعمل حقاً لاستلام السلطة أم أنّه حراكاً عسكرياً يصب في العديد من التحركات التي يقوم بها الناظر تِرِك مع فلول النظام البائد في شرق السودان وشماله، مع ما تقوم به شبكات وعصابات إجرامية من نهب وترويع للمواطنين، وكل ذلك ليتمكن الجانب العسكري في السلطة الانتقالية من إلغاء الوثيقة الدستورية لإنهاء الفترة الانتقالية واستلام كل السلطة؟ في تقديري هذا هو السؤال المهم الذي يتبادر الى الذهن.
إن كلمة الجنرال البرهان أمام الجنود وهجومه الشديد حاد اللهجة على القوى السياسية التي حرّكت الثورة وصنعتها مع الأجيال الشابة، تكشف عما سيحدث غداً في القريب العاجل.
في رأيي، انتهى الزواج غير الشرعي بين الثورة والعسكر.. إمّا أن تستمر الثورة لتحقق كامل أهدافها أو تَدْخُل البلاد في عهد عسكري يسنده فلول النظام السابق وجماعات الإسلام السياسي الذي اسقطتهم الثورة وأنهت حكمهم ولكنها لم تستطع أن تفكك سلطتهم أو تحاسبهم على ما ارتكبوا من جرائم في حق الوطن والمواطنين طيلة ثلاثين عاما سابقة.
إنّ الذين تولوا المسؤولية من المدنيين بعد نجاح الثورة يتحملون كامل مسؤولية إضاعة الثورة وتبديد مكاسبها وجر السودان لحكم العسكر الذي يعمل على إعادة عقارب الساعة للوراء واشراك فلول النظام السابق في الحكم أو على الأقل وقف محاسبتهم ليعودوا له من خلال نافذة حكم العسكر.

 

 

آراء