البشير يلعن إبليس

 


 

جمال عنقرة
11 April, 2009

 

        يثبت الرئيس البشير كل يوم أن رهاننا عليه لم يكن خاسراً، وأنه لن يخسر أبداً. فخطاب الرئيس يوم أمس في مدينة زالنجي الدارفورية حمل أكثر مما نحلم. وليت ما أقول اليوم وقوفاً مع هذا الخطاب يقرأ مقروناً مع ما كتبته قبل أيام قلائل في هذه المساحة تعليقاً علي مشاهد العودة الميمونة للرئيس من قمة الدوحة تحت عنوان (البشير بين الهجرة والفتح)         أول ما قدمه الرئيس البشير بين يدي خطابه لمستقبليه من أهل دارفور في زالنجي قوله (تعالوا يا أخوان نلعن إبليس). ثم تحدث عن الذي حل بأهل السودان من فتن بسبب الخلافات والاختلافات التي نزلت بهم فشقت صفهم وجعلتهم شيعاً وطوائف يذيق بعضهم بأسه بعضاً. ونادي أهل السودان عموماً وأهل دارفور خصوصاً ليجعلوا من هذا العام 2009م عاماً للسلام والعودة الطوعية للنازحين واللاجئين. ونادي بأن يستلهم أهل السودان الحكمة الدارفورية القديمة في حل النزاعات. فليكن الحل أهلياً يجلس له أهل السودان تحت ظل شجرة وارفة يجردون حسابهم ويتحاسبون فيحاسبون المخطيء، ويردون للمظلوم حقه، ويسددون الديات والتعويضات، ويجبر بعضهم ضرر بعض. فإذا بانت الحقائق يتراضون ويتذكرون قوله تعالي في محكم تنزيله (ومن عفا وأصلح فأجره علي الله) فيتم العفو وتكتمل المصالحة ويعود السودانيون أخوانأ لا يظلم بعضهم بعضاً ولا يسلمونهم.         وأبان الرئيس البشير أن مثل هذا العمل يتطلب تجرداً وإخلاص نية، وأعلن عهداً للناس جميعاً، ولله من قبل ومن بعد أن يكون أكثر الناس صدقاً وتجرداً وعطاءً، وقال إنه لم يعد له في الدنيا مطلب، فهو كما قال (كراع في الدنيا والتانية في الآخر) فكيف إذا جرت الثانية الأولي وصار الرجل في لحظة من أهل الآخرة، وسقطت عنه الأسماء والألقاب والوظائف وأصبح مجرد (جنازة) فلمثل هذا اليوم قرر البشير أن يكون أكثر أهل السودان عطاء من أجل السلام والوحدة، فلعن إبليس ودعا الناس جميعاً ليلعنوا إبليس اللعين.        المرحلة الثانية التي بشر بها الرئيس بعد أن يوحد أهل السودان صفهم ويبسطوا أمنهم، هي مرحلة التنمية والبناء. لأن دارفور كانت رائدة وقائدة في ذلك، ولأنها تمتلك ما يؤهلها لهذه القيادة والريادة فلو تحقق الأمن في ربوعاها فهي قادرة بإذن ربها علي أن تعيد ذكراها الأولي عندما كانت تحمل الكسوة والمخمل، وكانت تغيث الملهوف، وتعطي المحروم، وتجبر خاطر المظلوم. ولأن الرئيس البشير لا يرضي بغير هذه العودة الميمونة لذاك التاريخ التليد جدد البشير رفضه لأية دعوة لعودة منظمات الإغاثة المشبوهة، فالسودان لن يقبل بعد ذلك أن تكون يده الدنيا ويد غيره العليا. ثم ختم خطابه بدعاء لله تعالي لأن يوحد صفنا ويجمع كلمتنا ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويحفظ البلاد والعباد من الشرور والفجور.        إن خطاب البشير في زالنجي يحتاج لأن يتحول إلي برنامج عمل، وإلي سياسة عامة للدولة ولكل القوي السياسية وغير السياسية، الحاكمة والمحكومة. فالمطلوب من أهل السودان جميعاً أن يلعنوا إبليس، ويتناسوا كل خلافاتهم واختلافاتهم من أجل تحقيق ما بشر به الرئيس البشير بأن نجعل من هذا العام عاماً للسلام والعودة الطوعية ليكون العام الذي يليه عام البناء والتنمية والتعمير بإذن الله القادر القدير. 

 

آراء