البطاحين ليس طرفا في الحرب والصلح خير

 


 

 

قال الله تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
قال الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً).
وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ).
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَاماً).
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا).
ونمتثل في هذه الحرب بما قاله عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه "تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا" وفي رواية أخرى “تلك دماء طهر الله منها أيدينا فلنطهر منها ألسنتنا".
معظم الحروب في التاريخ القديم والحديث انتهت بالصلح ووقف الحرب وقليل جدا من الحروب التي انتهت بانتصارات ساحقة. وواجبنا جميعا ان نسعى للصلح وان لا ندعو للقتال وننفخ في اشعال نيران الحرب بين أبناء الوطن.
قال الله تعالى:﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ۞ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
السؤال: ما ذنب الجندي في الدولة التي تبغي إذا كان خروجه أو امتناعه عن الحرب يعتبر خروجاً أيضاً عن سلطانه؟
الشيخ بن عثيمين: ليس خروجاً عن السلطان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الطاعة في المعروف». وهذا ليس من المعروف أن يقاتل الرجل أخاه المسلم أو يقتله، بل يجب عليه أن يرفض هذا الأمر ولا يخرج، وفي هذا الحال قد يكون رفضه من أكبر الأسباب الداعية إلى عدم البغي؛ لأنه إذا رفض هذا لم يكن بيد الباغي قوة يبغي بها على غيره.
بناءً على المسؤولية التاريخية لقبيلة البطاحين التي عرفت بالسلم والسلام وهي مكون أصيل في مجتمع ولاية الخرطوم ان تصلح بين الاخوة الاعداء في هذه الحرب ونظر إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بوطننا العزيز والانفس التي أزهقت والممتلكات التي نهبت وسلبت ودمرت نطالب الطرفين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بالوقف الفوري لهذه الحرب اللعينة حيث المنتصر فيها خاسر ولا منتصر فيها، بل إن الخاسر الأكبر هو الوطن وضررها خطير على السودان. يخوض الشباب غمار هذه الحرب المهلكة والخاسرة في الدنيا والاخرة وهي تلبية لأطماع شخصية من قيادات غير مسؤولة ولم تدرك أبعاد الدمار والخراب الذي لحق بالبلاد والعباد. وبكل أسف الحالة التي وصلت إليها العاصمة المثلثة وحجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية من جراء الحرب الدائرة وذاكرة الشعب السوداني تحتفظ بعجرفة الفلول واستعلاءهم والشبكة العنكبوتية متاحة بها المعلومات ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تعج بالمدح والثناء من فلول النظام البائد على قوات الدعم السريع بدءا من المخلوع البشير وما دونه وتم رفدها بالعدة والعتاد وفصل لها قانون يحميها وارتكبت جرائم بشعة في دارفور يندي لها جبين الزمان واشركوها في جريمة فض الاعتصام والغدر بالشباب العزل وهي نفسها التي تذم وتخون الان عند الاختلاف ولن يفيد محاربة الحقائق وبتر الكلام وتحميله ما لا يحتمل. ومع هذا كلنا نخطئ، وكلنا نذنب ونطلب الصفح عنًا والحلم علينا، فهل نصنع معروفا في الوطن بالصلح بين اخوة الامس أعداء اليوم، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
ظهرت مقاطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام وبعض الاقلام تسعى لجر البطاحين لهذه الحرب وأطلق بعض المجهولين إشاعات مغرضة واخبار كاذبة خاطئة وستستمر هذه الفرية وتتجدد في وسائل التواصل الاجتماعي، مفادها أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو قد تم استهدافه في مناطق البطاحين بالوادي الأخضر بعد بابكر ومات وقبر بها فهذا الخبر عارٍ عن الصحة ويجافي الواقع، ولا ندري ما الهدف من الزج باسم البطاحين في الصراعات والمعتركات.
ويسأل البعض اين البطاحين؟ بدلا عن أن يسأل: اين الأجهزة النظامية؟ نحن نعلم يقينا أن المقصود هو جر البطاحين لهذه الحرب. البطاحين حرروا أسراهم من الدعم السريع في نفس الليلة وبعد ساعتين فقط.
ولكن كان يجب أن تكون الاسئلة: أين الشرطة؟ وأين الاحتياط المركزي؟ وأين جهاز المخابرات؟ وأين المباحث؟ وأين الجيش من تحرير اسراه حيث تصرف عليه 80% من ميزانية الدولة. والبطاحين مواطنين كسائر الشعب لن ينخرطوا في هذه الحرب وظللنا نراقب كل أساليب ومكر الفلول وصناعة المسيرات باسم البطاحين لجر البطاحين في هذه الحرب. والشيخ عبد العزيز ابن البطاحين رحمه الله من قيادات حزب الامة في المنطقة وحدث ضرب النار في شارع الكلس الذي يسكن فيها الناس من مختلف قبائل أهل السودان وليس البطاحين فقط وليس مقصودا في شخصه فهي بلا شك جريمة بشعة. ولا شك أن الدعم السريع فقد التعاطف الشعبي بسبب ممارساته البشعة التي لا يقرها دين ولا عرف ولا قانون.
نؤكد للجميع أن لقبيلة البطاحين مجلس شوراها ومكتبها القيادي وهي الجهة الرسمية التي تمثل القبيلة وأي بيان يصدر عن غيرها لا يمثل رأي القبيلة.


elnagarco@yahoo.com

 

آراء