البطل.. لا يزوغ !!

 


 

 

مفاهيم

Nadiaosman2000@hotmail.com
عندما قرأت خبراً عن نفي المعارضة دعوتها لأي أحد للخروج للتظاهر أول أمس مقروناً بتأكيدات الشرطة على أنها على أهبة  وكامل إستعدادتها لصد أي تجمعات غير قانونية ، وإتخاذها لكافة التحوطات اللأزمة كما جاء على لسان ناطقها الرسمي ، شعرت بالرثاء لحال الإثنين !!
رثيت لحال معارضة تنفي عن نفسها ( تهمة) الدعوة للمظاهرات ، وشرطة على أهبة الإستعداد لصد مظاهرات ( منفية) مسبقاً !!
وبين هذا وذاك سمعت حديثاً للسيد مستشار رئيس الجمهورية صلاح عبد الله قوش قبيل أيام على شاشة التلفزيون القومي حيث قال فيما معناه أن ما حدث في تونس ومصر لن يحدث في السودان بحسبان أن المعطيات لقيام الثورة هناك مختلفة ؛ ولا يوجد مثلها في البلاد ؛ وقال إن الثورات التي قامت في تلك البلاد كان وراءها ( الإسلاميون) والسودان يحكمه الإسلاميون في إشارة لـ ( إنتفاء ) أسباب قيامها  ( من أساسو) !!
ولكن هل صحيحاً أن من كانوا في ميدان التحرير ( مثلاً) جميعهم (أخوان مسلمون) ؟ الإجابة لا .. هم أبناء مصر تجمعوا دون أي مظلات سوى مظلة الشعب المصري الذي أراد التغيير والإصلاحات ومحاربة الفساد في بلده ليس إلا ..! هذه من وجهة نظري ؛ ومن واقع وجوه رأيتها بأم عيني في ذلك الميدان بعضها يرتدي (الصليب) على صدره والبعض يطلق لحيته والأغلبية لا هذا ولا ذاك !!
وأدهشني كذلك قول سعادته بأنه لا يوجد فساد في ( قمة) السلطة في حكومة السودان ، بينما خرج بعده بأيام قلائل القيادي بالمؤتمر الوطني (الحاج سوار) ليقول بأن الفساد موجود وأنهم يقومون بمحاسبة المفسدين وسارقي قوت الشعب ولكن وفق ( فقه السترة) أو كما قال !!
عندما تحدث السيد قوش قال عن ما يمكن إعتباره شبه ( مدينة فاضلة) لا فساد فيها ولا مفسدين في الخرطوم ! وعندما حدثنا حاج سوار قال بأن الفساد موجود ولكنه يستوجب ( السترة) .. فهل هذا حديث يرضي رب العباد الذي يريدون تطبيق شرعه كاملاً غير منقوص في السودان ؟
أي شرع هذا الذي يتستر على سارق لقوت الشعب يا سادة بالله عليكم ؟!
وفي رهيد البردي توجه السيد نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه بحديث لجموع أبناء المنطقة ، وقد كان الحديث عاطفياً للغاية تفاعل معه الناس تهليلاً وتكبيراً ، ووعد بإنشاء المشاريع لأهل المنطقة وكل ذلك جيد ؛ لكن إستوقفتني عبارته عندما تحدث عن الذي يحدث في المنطقة العربية من حولهم فقال فيما معناه إن البعض يستغربون أنه شخصياً والسيد الرئيس يجوبون البلاد شرقها وغربها ويتحدثون عن المشاريع والإصلاحات القادمة بينما يعتقد أولئك ( البعض) أنه كان من المفروض أن يكون الرئيس ونائبه يجرون الترتيبات الأمنية ( عشان يزوغوا) !
قالها الرجل وأضحة ( نحنا ما بنزوغ) !
وهذا ممتاز للغاية !.. ولكن يبقى الرأي للشعب ، وأعني رجل الشارع السوداني وليس بالضرورة نخبته وكبار معارضته !
نعم .. فالكلمة يجب أن تكون للمواطن فهو صاحب الكلمة الأولى فيما يتعلق ببقاء هذه الحكومة أو ( زوغانها)!
هو الذي يمكن أن ( يمنحها) الفرصة حتى إستكمال فترتها شريطة أن تعمل ليلاً ونهاراً لإجراء كافة التغييرات الكبيرة والجذرية التي تراعي الله في قوت الشعب ومعيشته ، ولتعي الحكومة أن كلمة الشعب هي العليا دون شك !
ولكن إذا رأى الشعب أنه لا يستطيع صبراً على الحكومة ؛ أو قال أنها لم تبذل قصارى جهدها لارضائه بدءا بتخفيض السلع الأساسية للمواطن والتغييرات الدستورية المطلوبة ومروراً بإعلاء رأية الحوار مع الكافة وليس المعارضين فقط والذين لا يمثلون كامل سواد الشعب السوداني ؛ فلا أظن حينها أن الشعب سيطيق صبراً حتى تكمل الحكومة مدتها وتذهب ! ووقتها إن قال ( لا ) فلا راد لكلمته !!
وسيبقى الخيار الأفضل آنذاك هو ( كب الزوغة) لكامل صف الحكومة عاجلاً ، أو البقاء وتحمّل ما سيحكم به الشعب !!
و
وطن الجدود نعم الوطن !
( نقلاً عن أجراس الحرية)

 

آراء