*الفيديو التربوي الذي أنتجه استديو ترتار يقدم لنا درساً مهماً بطريقة رمزية مبسطة، وهو يحكي لنا قصة حياة عزة منذ ان كانت طفلة وهي تنشد أنشودة الأطفال الشهيرة : لما كنت صغيرة بلعب بالشراب
.. ماما لبستني الجزمة والشراب، حتى أصبحت ربة منزل وأسرة. *عزة كانت تردد هذه الأنشودة بفرح طفولي وهي تحاول لفت إنتباه أمها لها وللعبة التي كانت تحملها، وكانت الأم مشغولة في المطبخ، لم تهتم بابنتها وقالت لها دون ان تلتفت لها : عزة .. العرس العرس. *تكرر هذا المشهد المحبط لعزة وهي تحاول إطلاع أمها على نجاحها في المدرسة وعلى حصولها على الشهادة، وتميزها وتفوقها الدراسي ، والجوائز التي حصلت عليها .. وأمها كانت مهمومة فقط بالعرس لعزة !!. *ينتقل الفيديو إلى مرحلة اخرى في حياة عزة، وفي هذه المرحلة تتحول الأغنية المصاحبة لتكون : العديل والزين أنا مناي ليه .. قالو الحسن وحسين فرشو شدو ليه، ويستمر مسلسل الإحباط لعزة. *تتزوج عزة وتحضر إلى منزل أمها وهي تلعن بصورة درامية : خش تخش فيك حيطة، ويدخل زوجها وهو يقول لأمها : كيفك ياحاجة؟ وتجيب الأم موجهة حديثها لإبنتها : عزة .. الولادة الولادة. * بعد فترة تجئ عزة لبيت أمها و تدخل قائلة : أمي أنا جيت .. الله يسلمك .. الله يبارك فيك .. والأم تسأل وين الأولاد وتجيب عزة : هديل جايين وراي، ويدخل الصغار بضجيجهم المعهود في بيت الحبوبة.. ليبدأ من جديد مسلسل عزة والعرس، لكن هذه المرة مع عزة وبنتها التي كانت تردد ذات الأنشودة التي كانت عزة ترددها : لما كنت صغيرة بلعب في التراب. *هذا الفيديو الرمزي يعالج مسألة تربوية طرقها الأدباء والكتاب في أنماط مختلفة من كتاباتهم وهم يرمزون للقول الذي إستنكره الرحمن الرحيم في محكم تنزيله على الذين كانوا يبررون إستمرارهم في ضلالهم القديم قائلين : هكذا وجدنا أباءنا، أو بعض الأباء والأمهات وأولياء الامور وهم يضربون الصغار ويعنفوهم/ن ويقهروهم/ن وهم يقولون : "نحن ربونا كده.". دون أن يدركوا الاثار السالبة لهذا الأسلوب التربوي الذي قد يطمس شخصية الصغار ويسبط هممهم/ن ويضيق عليهم/ن مساحات الإجتهاد والإبتكار والتميز.