التجاني السيسا أمل وتحدي (2) من (3) … بقلم: محمد محمد خير
3 March, 2010
أقاصي الدنيا
أوجزت يوم أمس بعضا من سيرة موّارة تعود للدكتور التجاني السيسا المرشح بقوة للاسهام في وضع حد – ليس بالنهائي – لأزمة دارفور من خلال منبر الدوحة ، أقول ليس بالنهائي لأن طبيعة الأزمة لا تقبل حزمة حل واحد بحكم تنوع وتباين الالتفاف سواء من قواها أو سندها الإقليمي أو فاعلياتها الدولية أو (المركز الخفي) الذي لا يعرف أحد موقعه .
برز اسم الدكتور التجاني بعد وضح للأطراف الاقليمية والدولية أن عبدالواحد محمد نور الذي ينتمي لقبيلة الفور – وهي ذات قبيلة السيا – أنه لا يرغب مطلقا في حل الأزمة لأسباب عديدة تتصل كلها بحسابات شخصية ، فهو يعي أن عودة النازحين من قبيلة الفور تعني النهاية الحقيقية للأزمة لما لهم من ثقل في المعسكرات ، وبعودتهم ستعود الحياة لمناطق الفور لطبيعتها وهذا ما يتعارض مع طموحاته المرتبطة باستمرار الأزمة ليستمر دوره كقائد دارفوري يرفض كل الحلول ويلوح بالمستحيل ويظل في الضوء الاعلامي غير آبه بأن ثمن هذا الموقف يدفعه أهله في معسكرات النازحين دون معظم القبائل الدارفورية الأخرى .
عبدالواحد هو الأقرب ( للمركز الخفي ) الذي يحرك مفردات الأزمة ليصوغ بها جملة ضغط في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهذا المركز يريد الاستمرار بالأزمة كي تظل ضغوطاته فاعلة في الدول المشار إليها ، حتى إن لم تكن متصلة بدارفور وعبدالواحد يسيطر على مظهر الأزمة المتجلية في معسكرات البؤس وفي المظهر الإنساني العام ، وقد التقت وتطابقت استراتيجية (المركز الخفي ) مع طموحات عبدالواحد فاتحدا على خلفية المصلحة لدى كل .
يعتقد عبدالواحد وكذلك ( المركز الخفي ) أن استمرار هذه الأزمة في شقها الإنساني سيضاعف ضغوط المجتمع الدولي لمنح دارفور حق تقرير المصير ورغم أن الطرفين يعلمان أن ذلك يقع في خانة المستحيل إلا أن الفائدة المتبادلة بينهما في استمرار الأزمة هو الذي يجمع بينهما الآن .
في ظل هذا الكسب المتبادل بين عبدالواحد و ( مركز إدارة الأزمة الخفي ) لن يتغير الوضع الإنساني في دارفور ولن ينتهي مظهر الأزمة وسيظل معسكرات النزوح مسرحا ثابتا وستنشأ أجيل جديدة تربت في كنف المعسكرات التي تتعارض تفاصيلها اليومية مع حياة الفور المستقرة . يجيئ التجاني المسكون بقضية أهله من موقع يختلف تماما عن عبدالواحد فهو يسعى عبر تسوية سلمية وعادلة وذات كبرياء وكرامة لإنهاء هذا الوضع الشاذ ضمانا لاستقرار أهله وعودتهم ، إذا هنالك فرق جوهري بين الرجلين الأول يقدم قبيلته قربانا لــ (مركز خفي ) ويسعى لاستدامة الأزمة ويجني ريعها والثاني يحذو نحو وذع حد لها ضمن مطالب لا أعتقد أن الحكومة ستمانع في الاستجابة لها لطي هذا الملف . التجاني سياسي عقلاني متمرس ومسنود بتجارب علمية وأكاديمية وسياسية ودولية ويفهم اللغة السياسية استندادا لتجاربه منذ عام 1990م والرجل كان من الرموز البارزة لحزب الأمة كما أشرنا بالأمس ضمن منظومة التجمع الوطني وظل يلهج بلغة نقدية داخل الكيانين وله رؤية وتحليل ومتابعات وهو ليس بذلك السياسي ( الهوين ) الذي يتجاوب مع الإغراء ويستجيب له ، إنه رجل شاهق بارتفاع جبل مرة وله أسانيد قبلية ميزته ( كدمنقاوي ) داخل أسرة الفور وهو رمز من رموز الإضاءة الديمقراطية داخل المجتمع السوداني .
غدا نواصل بإذن الله.
mohamed ahmed [sudaninexile195@hotmail.com]