التجمع الاتحادي .. نقص القادرين علي التمام !

 


 

 

استبشر الفضاء السياسي العام خيراً ببزوغ نجم كيان التجمع الاتحادي في حقبة ديسمبر العاصفة كممثل موضوعي لتيار الوسط الكبير الذي ابعدته لزمن طويل عن قلوب القطاع الاكبر من السودانيين المشرئبة الي اجسام سياسية غير مؤدلجة ولا صاحبة مشاريع تغيير جذرية عنيفة علقة الطائفية و الاحتكار الاسري التي شابت التيارين الرئيسيين من قوي الوسط امةً و اتحادي.

بالرغم من البدايات الاستهلالية المبشِّرة لمشروع التجمع الاتحادي وادواره المشرِّفة في حقبة ديسمبر و ما بعدها الا ان هنالك العديد من الاسئلة التي لا يمكن القفز عليها قبل تقييم التجربة بصورة موضوعية:

✍️المؤتمر العام ..سيزيف الاتحاديين الابدي

بالرغم من النجاح النسبي في قيام الكثير من مؤتمرات الولايات و الفرعيات الا ان الفشل في الوصول للمؤتمر العام كان بمثابة المنقصة التي لا يغطيها اي نجاح ولا يبرر لها اي ظرف ، نعم ربما يمكن تفهم التأخير بدعوي وباء الكرونا و ظروف الانقلاب ولكن الفشل التام في عقد المؤتمر بالرغم من معرفة اهميته التاريخية لما يمثله من تحدي مستمر لكل الحقب الاتحادية و بالرغم من ان التكليف الوحيد للمكتب التنفيذي التوافقي الحالي من العام ٢٠١٩ هو العمل علي قيام المؤتمر العام سيفتح الباب علي اسئلة كثيرة و موضوعية عن اسباب الفشل في الوصول للمؤتمر حتي الآن علي الرغم من نجاح بعض الفرعيات في عقد اكثر من مؤتمر خلال هذه المدة !

✍️ الصفوية بعيدا عن الريف .. قريبا من المدينة

السودان بلد ذو اغلبية ريفية ، سكاناً و ثقافةً ، الطريق الي البرلمان فيه يمر عبر ( الحواشة ) و ( البلدات ) و القري و الدساكر ، وهذه حقيقة استوعبتها الاجيال المؤسسة للاجسام الاتحادية و عملت من خلالها و لكن و ربما بتأثير من الدعاية الثقافية اليسارية التي غلبت علي السنوات الاخيرة من مسيرة النضال الوطني ابتعد الجيل الاتحادي الحي الحالي عن الريف و اقترب من المدينة متناسياً ان الانحراف عن الالتحام بالجماهير الحقيقية عبر اعتناق تصورات مدينية محدودة للوطن لا تذهب ابعد من مقاهي ( اتني ) و ارصفة شارع الستين و موقف شروني ستفقد التيار الوسطي العريق تفرده و اصالته .

✍️ كثيرا من التشنج قليلا من الحكمة

الاحزاب الوسطية رسالة طمأنينة للمواطن السوداني في زمن كثرة الزعازع و قلة الاوتاد ، و التجمع الاتحادي لم يفقد اصوات الحكمة بالكلية ، و لكن علو صوت الخطاب المتشنج في حقبة ما بعد ديسمبر لا يمكن ان لا يثير القلق في بلد يتوق فيه الناس الي خطاب يستوعب التعدد الاثني و الثقافي و يحترم الارث الديني و الشعبي العريق و يسامح و يجمع الكلمة و الجهد لصناعة تاريخ جديد لبلد انهكته الخلافات و الضغائن السياسية .

✍️ والآن ما العمل ؟
العمل علي تسريع قيام المؤتمر العام هو واجب الساعة الذي لا يقبل التأخير ، و عقد المؤتمرات التداولية و التنشيطية بعد استيعاب كافة الحادبين بغض النظر عن الخلافات الشخصية مع ضمان وجود تمثيل واسع و حقيقي لقوي الريف هو الطريق الحقيقي الي جسم اتحادي معافي و قريب من نبض الشارع السوداني الكبير لأن اي تمثيل انتخابي واسع سيكون حتماً انعكاس للروح الوسطية و الحكيمة التي تغلب علي المزاج السوداني العام.

mohfaragalla@yahoo.com

 

آراء