التعليم وتطور الحركة الطلابية (2)
تاج السر عثمان بابو
18 February, 2023
18 February, 2023
الحركة الطلابية بعد الاستقلال الفترة : ( 1956- 1969):
1
بعد الاستقلال واجهت البلاد عدم استقرار واستمرارية التجربة الديمقراطية جراء الانقلابات العسكرية ، ودخل السودان في الحلقة المفرغة : ديمقراطية – ديكتاتورية – ديمقراطية - . الخ ، وتأثر جهاز الدولة بتلك الانقلابات ، وفقدت الدولة أغلب كادرها المؤهل بسبب التشريد ، وانهارت الخدمة المدنية ، والتعثر في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية المنوط بها إحداث النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، وتعزيز الديمقراطية والمؤسسات النيابية والدستورية ، وقيام المجتمع الصناعي الزراعي المتطور، رغم إمكانيات البلاد في القطاعين الزراعي والحيواني والتصنيع الزراعي ، وتصدير الذهب البترول والمعادن لإحداث نهضة وطنية ديمقراطية عميقة تنتشل البلاد من الظلمات إلى النور ، وإلى آفاق التنمية والوحدة والسلام والتقدم الاجتماعي،وبعد الإنقاذ رفعت الدولة يدها عن خدمات أساسية مثل : التعليم والصحة الذين دخلا دائرة الاستثمار الخاص.
بالتالي واصلت الحركة الطلابية نضالها في هذه الظروف من أجل استكمال مهام الاستقلال ، وتوفير مقومات التعليم التي اشرنا لها سابقا.
2
واصلت الحركة الطلابية في هذه الفترة نضالها وارتباطها بنبض الشارع ، فقد زاد عدد الجامعات والمدارس الثانوية ،وقامت جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، والجامعة الإسلامية، إضافة لجامعة الخرطوم والمعهد الفني، وقام معهد المعلمين العالي الذي تحول لكلية التربية بجامعة الخرطوم عام 1975 ، وكلية التمريض العالي ، والكلية المهنية ، والحربية والبوليس ، وضباط الصحة ، ومعاهد تدريب المعلمين والمعلمات للمرحلة الوسطى، إضافة لمعاهد فنية مثل: مدرسة البوستة ، التلغراف ، الارصاد.
في فترة الديمقراطية الأولي ( 1956- 1958) لعبت الحركة الطلابية دورا مهما في الحركة السياسية والاجتماعية والثقافية ، علي سبيل المثال لا الحصر :
- تضامن مع المزارعين في حادث عنبر جودة البشع الذي مات فيه اختناقا 380 مزارعا في حبس غير انساني بسبب مطالبهم العادلة في تحسين أوضاعهم.
- طالبت بالحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان والحل السلمي .
- أسهم الطلاب في مناهضة الغزو الاسرائيلي البريطاني الفرنسي لمصر في أكتوبر 1956 ، وأضربوا عن الدراسة، وجمعوا المال وتطوعوا للنضال.
- تظاهر الطلاب في الشوارع تضامنا مع شعب الجزائر.
- تصدى الطلاب لمشروع ايزنهاور الاستعماري الذي جاء لملء الفراغ بالتدخل العسكري في الشرق الأوسط،.
- قاوم الطلاب المعونة الأمريكية المشروطة بالتدخل في الشؤون الداخلية وفقدان السيادة الوطنية.
- تظاهر طلاب جامعة الخرطوم والقاهرة الفرع وطلاب المعهد الفني في منتصف شهر أكتوبر 1958 احتجاجا علي سياسة الحكومة تجاه العمال، وطالبوا بالاعتراف الفوري باتحاد العمال ، ومنح زعماء كينيا حقوق اللاجئين السياسيين، ونددوا بالمعونة الأمريكية ، وطالبوا بسياسة اقتصادية رشيدة، والاتيان بدستور ديمقراطي، كما جاء في خطاب رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم.
إضافة للنشاط الطلابي السياسي ، كان لهم نشاط في المجتمع مثل :
- حملات محو الأمية في الأقاليم .
- ساهم الطلاب بالضغط لادخال تاريخ السودان وإقامة كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية وسودنة الإدارة ، وتأهيل الأساتذة السودانيين ليحلوامحل الأساتذة الأجانب في جامعة الخرطوم.
- دعا الطلاب للتعريب التدريجي.
- كان الاتحاد يشمل كل الطلاب ، ومارس الديمقراطية بحق من أجل دعم وحدته ، بعد أن تمّ ادخال دستور التمثيل النسبي عام 1957 لتمثيل كل الاتجاهات الطلابية حسب وزنها الانتخابي.
- لم ينحز اتحاد طلاب جامعة الخرطوم خارجيا ، فشارك في مؤتمر الاتحاد العالمي للطلاب ، ومؤتمر الطلاب العالمي ، وكان دائما مدافعا عن قضايا الحرية والاستقلال في كل مكان.
إضافة للنشاط السياسي كان الطلاب مبرزين في جميع الميادين : الأكاديميات والرياضة والأدب والفن ، وكانت لهم صحف الحائط وندوات ، وجمعيات اكاديمية وللثقافة والمسرح ، وروابط للكليات و الإقليمية المرتبطة بمشاكل مناطقها ، ونشاط عملي مكتوب وناطق.
3
مقاومة انقلاب 17 نوفمبر ( 1958- 1964)
قاوم الطلاب الانقلاب العسكري ، وتحققت وحدة طلابية أجمعت علي الإطاحة بالحكم العسكري وعودة الديمقراطية ، على سيل المثال من اشكال المقاومة:
- رفع اتحاد طلاب جامعة الخرطوم مذكرة في 10 /9/ 1959 ، طالبت بقيام حكومة مدنية ، ودستور دائم ، وقانون انتخابات لقيام برلمان جديد، واطلاق الحريات الديمقراطية ( انظر نص المذكرة في كتاب ثورة شعب ، اصدار الحزب الشيوعي ، ص 173- 175 ).
- كما اضرب طلاب المعهد الفني واقتحم البوليس دارهم.
- وتضامن الطلاب مع النوبيين ضد تهجيرهم واغراق حلفا.
- رفض الطلاب مصادرة الحريات في الجامعات ، وقاوموا القانون رقم (9) الذي يحرم الطلاب من المشاركة في المسائل القومية، ورفضوا تعديل قانون جامعة الخرطوم الذي قضي علي استقلالها لتصبح تابعة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة.
- تضامن اتحاد طلاب جامعة الخرطوم مع شعب الجزائر في مظاهرة أكتوبر 1961 بمناسبة الذكرى الثانية لثورة الجزائر.
- قاوم الطلاب بعد اشتداد المقاومة ضم جامعة الخرطوم لوزارة المعارف وسلب استقلالها.
تواصلت مظاهرات ومذكرات الطلاب وقدموا التضحيات من : فصل وتشريد ضد الحكم الديكتاتوري حتى جاءت ندوة 21 أكتوبر 1964 في جامعة الخرطوم التي دقت أخر مسمار في نعش الديكتاتورية العسكرية، واستشهد فيها أحمد القرشي عضو رابطة الطلبة الشيوعيين مع آخرين.
– بعدها انفجرت الثورة ،وكان ميثاق أكتوبر الذي كفل استقلال الجامعة وحرية الفكر والبحث العلمي ، والغي قانون الجامعة لسنة 1960 ، وأُعيد العمل بقانون 1956 الذي ينتخب فيه مجلس الجامعة المدير. في
وفي اوائل الستينيات من القرن الماضي بدأت تظهر تنظيمات جديدة وسط الطلاب تدعو للاشتراكية والوحدة العربية مثل : الاشتراكيين العرب ، الاشتراكيين الديمقراطيين والأحرار والجبهة الاشتراكية، وتعددت المذاهب إضافة للتنظيمات الدينية مثل : الجمهوريين التابعين للأستاذ محمود محمد طه الذي أسس الحزب الجمهوري عام 1945 .أي تعددت المذاهب والتنظيمات إضافة لتنظيمي الجبهه الديمقراطية والاتجاه الإسلامي، وظهر الفكر الوجودي في الجامعات والمعاهد العليا.
4
فترة الديمقراطية الثانية (1964- 1969)
قاومت الحركة الطلابية في هذه الفترة الديكتاتورية المدنية و مصادرة الديمقراطية بعد ثورة أكتوبر بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان، وشاركت في جبهة الدفاع عن الديمقراطية، وتصدت لهجوم الإخوان المسلمين علي معرض الفنون الشعبية الذي اقامته جمعية الثقافة الوطنية والفكر التقدمي بجامعة الخرطوم عام 1968، رغم ارهاب الإخوان المسلمين استمر النشاط الثقافي والمسرح الجامعي ، في اثراء الحياة الطلابية ، كما رفضت الحركة الطلابية مع القوى الديمقراطية محكمة الردة للأستاذ محمود محمد طه الذي كان وراءها السلفيون والإخوان المسلمون، ومخطط الدستور الإسلامي المزيف والجمهورية الرئاسية بهدف مصادرة الحريات وإقامة الديكتاتورية المدنية، مما أدي للتوتر وتصعيد حرب الجنوب، وانقلاب 25 مايو 1969.
نواصل
alsirbabo@yahoo.co.uk
1
بعد الاستقلال واجهت البلاد عدم استقرار واستمرارية التجربة الديمقراطية جراء الانقلابات العسكرية ، ودخل السودان في الحلقة المفرغة : ديمقراطية – ديكتاتورية – ديمقراطية - . الخ ، وتأثر جهاز الدولة بتلك الانقلابات ، وفقدت الدولة أغلب كادرها المؤهل بسبب التشريد ، وانهارت الخدمة المدنية ، والتعثر في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية المنوط بها إحداث النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، وتعزيز الديمقراطية والمؤسسات النيابية والدستورية ، وقيام المجتمع الصناعي الزراعي المتطور، رغم إمكانيات البلاد في القطاعين الزراعي والحيواني والتصنيع الزراعي ، وتصدير الذهب البترول والمعادن لإحداث نهضة وطنية ديمقراطية عميقة تنتشل البلاد من الظلمات إلى النور ، وإلى آفاق التنمية والوحدة والسلام والتقدم الاجتماعي،وبعد الإنقاذ رفعت الدولة يدها عن خدمات أساسية مثل : التعليم والصحة الذين دخلا دائرة الاستثمار الخاص.
بالتالي واصلت الحركة الطلابية نضالها في هذه الظروف من أجل استكمال مهام الاستقلال ، وتوفير مقومات التعليم التي اشرنا لها سابقا.
2
واصلت الحركة الطلابية في هذه الفترة نضالها وارتباطها بنبض الشارع ، فقد زاد عدد الجامعات والمدارس الثانوية ،وقامت جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، والجامعة الإسلامية، إضافة لجامعة الخرطوم والمعهد الفني، وقام معهد المعلمين العالي الذي تحول لكلية التربية بجامعة الخرطوم عام 1975 ، وكلية التمريض العالي ، والكلية المهنية ، والحربية والبوليس ، وضباط الصحة ، ومعاهد تدريب المعلمين والمعلمات للمرحلة الوسطى، إضافة لمعاهد فنية مثل: مدرسة البوستة ، التلغراف ، الارصاد.
في فترة الديمقراطية الأولي ( 1956- 1958) لعبت الحركة الطلابية دورا مهما في الحركة السياسية والاجتماعية والثقافية ، علي سبيل المثال لا الحصر :
- تضامن مع المزارعين في حادث عنبر جودة البشع الذي مات فيه اختناقا 380 مزارعا في حبس غير انساني بسبب مطالبهم العادلة في تحسين أوضاعهم.
- طالبت بالحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان والحل السلمي .
- أسهم الطلاب في مناهضة الغزو الاسرائيلي البريطاني الفرنسي لمصر في أكتوبر 1956 ، وأضربوا عن الدراسة، وجمعوا المال وتطوعوا للنضال.
- تظاهر الطلاب في الشوارع تضامنا مع شعب الجزائر.
- تصدى الطلاب لمشروع ايزنهاور الاستعماري الذي جاء لملء الفراغ بالتدخل العسكري في الشرق الأوسط،.
- قاوم الطلاب المعونة الأمريكية المشروطة بالتدخل في الشؤون الداخلية وفقدان السيادة الوطنية.
- تظاهر طلاب جامعة الخرطوم والقاهرة الفرع وطلاب المعهد الفني في منتصف شهر أكتوبر 1958 احتجاجا علي سياسة الحكومة تجاه العمال، وطالبوا بالاعتراف الفوري باتحاد العمال ، ومنح زعماء كينيا حقوق اللاجئين السياسيين، ونددوا بالمعونة الأمريكية ، وطالبوا بسياسة اقتصادية رشيدة، والاتيان بدستور ديمقراطي، كما جاء في خطاب رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم.
إضافة للنشاط الطلابي السياسي ، كان لهم نشاط في المجتمع مثل :
- حملات محو الأمية في الأقاليم .
- ساهم الطلاب بالضغط لادخال تاريخ السودان وإقامة كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية وسودنة الإدارة ، وتأهيل الأساتذة السودانيين ليحلوامحل الأساتذة الأجانب في جامعة الخرطوم.
- دعا الطلاب للتعريب التدريجي.
- كان الاتحاد يشمل كل الطلاب ، ومارس الديمقراطية بحق من أجل دعم وحدته ، بعد أن تمّ ادخال دستور التمثيل النسبي عام 1957 لتمثيل كل الاتجاهات الطلابية حسب وزنها الانتخابي.
- لم ينحز اتحاد طلاب جامعة الخرطوم خارجيا ، فشارك في مؤتمر الاتحاد العالمي للطلاب ، ومؤتمر الطلاب العالمي ، وكان دائما مدافعا عن قضايا الحرية والاستقلال في كل مكان.
إضافة للنشاط السياسي كان الطلاب مبرزين في جميع الميادين : الأكاديميات والرياضة والأدب والفن ، وكانت لهم صحف الحائط وندوات ، وجمعيات اكاديمية وللثقافة والمسرح ، وروابط للكليات و الإقليمية المرتبطة بمشاكل مناطقها ، ونشاط عملي مكتوب وناطق.
3
مقاومة انقلاب 17 نوفمبر ( 1958- 1964)
قاوم الطلاب الانقلاب العسكري ، وتحققت وحدة طلابية أجمعت علي الإطاحة بالحكم العسكري وعودة الديمقراطية ، على سيل المثال من اشكال المقاومة:
- رفع اتحاد طلاب جامعة الخرطوم مذكرة في 10 /9/ 1959 ، طالبت بقيام حكومة مدنية ، ودستور دائم ، وقانون انتخابات لقيام برلمان جديد، واطلاق الحريات الديمقراطية ( انظر نص المذكرة في كتاب ثورة شعب ، اصدار الحزب الشيوعي ، ص 173- 175 ).
- كما اضرب طلاب المعهد الفني واقتحم البوليس دارهم.
- وتضامن الطلاب مع النوبيين ضد تهجيرهم واغراق حلفا.
- رفض الطلاب مصادرة الحريات في الجامعات ، وقاوموا القانون رقم (9) الذي يحرم الطلاب من المشاركة في المسائل القومية، ورفضوا تعديل قانون جامعة الخرطوم الذي قضي علي استقلالها لتصبح تابعة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة.
- تضامن اتحاد طلاب جامعة الخرطوم مع شعب الجزائر في مظاهرة أكتوبر 1961 بمناسبة الذكرى الثانية لثورة الجزائر.
- قاوم الطلاب بعد اشتداد المقاومة ضم جامعة الخرطوم لوزارة المعارف وسلب استقلالها.
تواصلت مظاهرات ومذكرات الطلاب وقدموا التضحيات من : فصل وتشريد ضد الحكم الديكتاتوري حتى جاءت ندوة 21 أكتوبر 1964 في جامعة الخرطوم التي دقت أخر مسمار في نعش الديكتاتورية العسكرية، واستشهد فيها أحمد القرشي عضو رابطة الطلبة الشيوعيين مع آخرين.
– بعدها انفجرت الثورة ،وكان ميثاق أكتوبر الذي كفل استقلال الجامعة وحرية الفكر والبحث العلمي ، والغي قانون الجامعة لسنة 1960 ، وأُعيد العمل بقانون 1956 الذي ينتخب فيه مجلس الجامعة المدير. في
وفي اوائل الستينيات من القرن الماضي بدأت تظهر تنظيمات جديدة وسط الطلاب تدعو للاشتراكية والوحدة العربية مثل : الاشتراكيين العرب ، الاشتراكيين الديمقراطيين والأحرار والجبهة الاشتراكية، وتعددت المذاهب إضافة للتنظيمات الدينية مثل : الجمهوريين التابعين للأستاذ محمود محمد طه الذي أسس الحزب الجمهوري عام 1945 .أي تعددت المذاهب والتنظيمات إضافة لتنظيمي الجبهه الديمقراطية والاتجاه الإسلامي، وظهر الفكر الوجودي في الجامعات والمعاهد العليا.
4
فترة الديمقراطية الثانية (1964- 1969)
قاومت الحركة الطلابية في هذه الفترة الديكتاتورية المدنية و مصادرة الديمقراطية بعد ثورة أكتوبر بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان، وشاركت في جبهة الدفاع عن الديمقراطية، وتصدت لهجوم الإخوان المسلمين علي معرض الفنون الشعبية الذي اقامته جمعية الثقافة الوطنية والفكر التقدمي بجامعة الخرطوم عام 1968، رغم ارهاب الإخوان المسلمين استمر النشاط الثقافي والمسرح الجامعي ، في اثراء الحياة الطلابية ، كما رفضت الحركة الطلابية مع القوى الديمقراطية محكمة الردة للأستاذ محمود محمد طه الذي كان وراءها السلفيون والإخوان المسلمون، ومخطط الدستور الإسلامي المزيف والجمهورية الرئاسية بهدف مصادرة الحريات وإقامة الديكتاتورية المدنية، مما أدي للتوتر وتصعيد حرب الجنوب، وانقلاب 25 مايو 1969.
نواصل
alsirbabo@yahoo.co.uk