التغيير لا يحدثه القابعون فى منازلهم!

 


 

 


royalprince33@yahoo.com
كتب أحد القراء ردا على مقالى السابق بعنوان: (هل يفجر التراس الهلال والمريخ الثوره السودانيه)، جاء فيه : " قعدتوا تكوسوا ليها عند ناس الكورة والنساء وين 45 مليون سوداني ؟ وين الجامعات؟ وين الاحزاب السياسية ؟ اقولها وبكل صدق فقدنا المصداقية في كل من هو سوداني لا كيزان و لا غير الكيزان . الكل بتاع مصلحه . وكونوا الناس تخرج الشارع ما أظن".
وكأن الرياضيين وناس (الكوره) والنساء لا دور لهم يرجى فى الفعل الوطنى والثورى وفى احداث (التغيير) المنتظر والذى يعيد السودان لأهله وثقافته التى ورثوها من الأجداد.
و(ناس) الكوره هؤلاء كان لهم دور فاعل وملحوظ فى نجاح الثوره المصريه.
اما (النساء) وهن أكثر من نصف المجتمع السودانى .. للأسف بعضهن (مخدوعات) رغم ما حصلن عليه من تعليم بمساندتهن لمن يرون بأنهن غير مؤهلات لقيادة دوله مثل السودان مع ان المرأة قادت دوله فى حجم (بريطانيا) .. وبتايدهن لعصابه (فاسده) تتبتى فكرا (ظلاميا) وأستعباديا يرى بأن المرأة يجب أن تكون على النصف فى الشهاده والميراث من شقيقه الرجل، حتى لو كانت احداهن استاذة قانون تخرج القضاة والمحامين ووكلاء النيابه!
وكأنى بذلك القارئ .. يريد أن يقول، من حق (المؤتمر الوطنى) وحده أن يخاطب النساء وأن يضمن مساندتهن بالخداع وبالتعدد مثتى وثلاث مع ترك الخانه الرابعه خاليه للظروف، وبمعاقبة حوالى 45 الف امرأة فى عام واحد فى ولايه الخرطوم، أكثرهن كانت عقوبتهن (الجلد)، ولا أدرى أين هم الرجال من هذا العدد ، مثلما يرى من حق (المؤتمر الوطنى) وحده أن يشحذ همم (الشباب) الذى اضاع (النظام) الكثيرين منهم بالقضايا الأنصرافيه والأغانى الهابطه فى تخطيط تآمرى مقصود.
وبالعوده لعنوان المقال اعلاه اقول، كثيرا ما يسألنى احدهم الا تعرف (فلان) ؟ وحينما أجيبه بالنفى، يقول لى " كيف ذلك فهذا الرجل ينتمى للحزب الفلانى أو من أقطابه المعروفين".
فأرد عليه يا أخى تاريخ السودان يحتاج الى مراجعه و(غربله) فكثير من الأسماء البارزه والأسر المعروفه لولا علاقتهم (المميزه) بالأستعمار وبالأنظمه (الديكتاتوريه) لم سمع بهم أحد ولما عرفوا ولما كونوا تلك الثروه الطائله.
يا أخى لقد أنتهى ذلك الزمان فالأنسان الوطنى سوف تجده فى الشارع يشارك الناس همومهم ولا تحتاج ان تبحث عنه ويشارك فى الندوات ويكتب ويقدم من أجل الوطن ما يستطيعه، لا يبقى قابعا فى منزله ينتظر بعد أن يتحقق التغيير وتنجح الثوره أن يحمل على الأكتاف ويوضع على رأس النظام أو يكلف بوزارة من الوزارات.
يا أخى لابد من أن يتغير هذا الفهم ، حيث لا يعقل أن يضحى الشهداء بارواحهم الطاهره من أجل الوطن، فيعيش ابناؤهم وأهلهم من بعدهم فى تعب وشقاء، بينما ينعم ابناء من والوا الأستعمار والأنظمه الديكتاتوريه والشموليه بحياة مرفه وأن ينالوا تعليما فى ارقى الجامعات.
ولهذا .. وبعد (التغيير) القادم لا محالة فى ذلك، لابد أن تكون أول وزارة تعلن فى النظام الثورى الجديد هى وزارة تعنى (باسر الشهداء وبالمصابين ومن شردوا من الخدمه بسبب مواقفهم الوطنيه) وبخلاف ذلك لا قيمه للتغيير ولأسقاط النظام وسوف يتكرر المشهد.
وعلى سبيل المثال فالشاب السودانى المهندس (محمد حسن عالم) الذى قال لنافع على نافع فى وجهه (انت اسوأ من وطأت اقدامه الثرى) لا يمكن أن تجد فى المستقبل شابا كان ينتمى لزمرة القابعين فى منازلهم، فى وضع أفضل منه بعد التغيير، مع أنى اعلم بأن (العالم) لا ينتظر من وراء عمله جزاء أو شكورا، فهذا شاب استثنائى والأستثنائيون لا ينتظرون مقابلا من خلف عمل وطنى شجاع.
آخر كلام :-
قال (طه الضرير) فى الأدب الشعبى السودانى فى رده على صديقه (ود ضحويه):
باكل حارة ما ضق بارده ماك داريني؟
واسعل مني ربعاي البعرفو قريني
حس اب جقرة والقربين دوام باريني
انا اخو اللينة كان يبقى الكلام عانيني


 

آراء