التنحي أو التنحي !!

 


 

 

أطياف
سقوط قتلى وجرحى ، واعتداء على الزملاء الصحفيين والإعلاميين بالضرب ، صورة قاتمة ظالمة ، وسحب الغاز المسيل للدموع تحجب سماء العاصمة الخرطوم التي شهدت ارضها معارك ضارية بين الثوار البواسل والقوات الأمنية التي لجأت للاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع في محاولة واضحة لمنع الثوار من الوصول الي القصر الجمهوري ، ومواكب ٣٠ ديسمبر كانت شبيهة لمواكب ٣٠ يونيو ٢٠١٩ والتي تحدى فيها الشعب السوداني السلطات التي فرضت كل اساليب القمع من القتل والتعدي والاعتداء وقطع خدمة الانترنت والهواتف السيارة .
وتثبت الثورة في كل يوم جديد أنها السلاح الأقوى المشحون والمعبأ بإرادة وصمود الشعب الذي لايشبهه صمود ولا يضاهيه صبر وقوة تحمل هذا الشعب الذي اصبح قدوة الشعوب العربية والأفريقية والعالمية التي جلست متفرجة تتعلم منه الدروس .
وماحدث أمس لم يكن مشهداً يكشف قوة الثورة السودانية المجيدة وجسارة شبابها ماحدث يكشف ضعف وهوان امبراطورية البرهان الآيلة للسقوط ، والتي لن تصمد أكثر من ذلك، مهما حاولوا ترميمها وماتبقى لن يفيد البرهان قدر ما يجعل زوال عرشه يأتي بصورة مهينة ومخجلة ،. فإن كان الرجل يملك ولو 1% من صحوة ضمير فليتنحى ، ليستجيب البرهان مرة واحدة لهذا الشعب وللثورة التي اقسمنا قبل انه في خدمتها ، ليكفر البرهان عن قسمه بتقديم خدمة واحدة التنحي لاخيار غيره ، فقوات الشعب المتمثلة في شبابها تحيط به من جميع الاتجاهات ، تشدد عليه الخناق ، ولن تتركه ينام ليلة واحدة ، هذا الشعب العنيد لم يخيفه السلاح ولا الموت ولا القتل ولا الاغتصاب إذا ما الذي يخيفه ؟!
لن تفيد البرهان حاوياته وأسواره العالية التي شيدها لحماية نفسه فالملك لله وحده ينزعه ممن يشاء وقت مايريد ويشاء ، وعله استجاب لكنه يهيئ الأسباب.
الثورة قالت كلمتها وفرضت سيطرتها وأسكتت خصومها وجعلت الحسرة تلازم الذين ترجلوا عن قطارها أزهرت وأينعت وأثمرت لذلك هي لا تنتظر ، الا بيان التنحي او اعلان الخلع والإزاحة .
فليغتنم البرهان هذه الفرصة في ماتبقى من أيامه ويكتب بيان التنحي ويتحسس بزته العسكرية ويظهر بكل ثبات يليق بقيادة الجيش السوداني والمؤسسة العسكرية العظيمة ذات التاريخ العريض ويحفظ ماء وجهه ويغادر ليمنح هذا الوطن فرصة السير في طريق الامن والاستقرار ، فلا يعقل ان يتجاوز البرهان هبة هذا الشعب وغليان الشارع ، واشتعال لهيب الثورة بكل هذا الاتقاد الذي لامجال لإخماد نيرانه .
فمؤسف ان يدرك البرهان حقيقة ان الشعب لايريده حد التضحية بروحه الغالية ، ومؤلم ان يواصل في سيره وفي قمعه وجبروته غير آبه ، دون ان يتعظ بمن سبقوه في الحكم والسلطة والزوال ، الا يسأل نفسه عن كيف كانت خواتيمهم عندما كانت هكذا بدايات ، هذا الحاضر المظلم لن ينقشع غسقه الا بقرار شجاع من رئيس مجلس السيادة او من المؤسسة العسكرية ، ان كانت حقا تسمى قوات الشعب المسلحة .
طيف أخير :
الرحمة والمغفرة لشهداء ديسمبر وعاجل الشفاء للمصابين
+++++
نود مشاركتكم لارسال النتيجة في بريد السيادي
استبيان ” الجريدة “ … هل يعني لكم قرار الفريق أول عبدالفتاح البرهان إعادة صلاحيات جهاز المخابرات العامة ومنحه وفقاً لحالة الطوارئ الحصانة وحق الاعتقال مزيدا من الاحتقان ونهاية حتمية لحكمه
الرابط
https://web.facebook.com/groups/203236545281007/permalink/244956004442394
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة
////////////////////////////

 

آراء