التوقيع بالأحرف الأولي علي الاتفاق كان أفضل من جدولته

 


 

 

تنتابني حزمة من الظنون والشكوك لدرجة الخوف، بأن لا يتم تنفيذ هذه الإجراءات التي توافق عليها القوم بشأن عودة الحكم المدني، كما أعلن بشكل رسمي خلال يومين الماضيين .
ومصدر خوفي التجارب السابقة ..وأن هذه المدة الفاصلة مابين الإعلان وتدرج زمان التوقيع بين كل حدث وآخر حتي تكتمل العملية السياسية في اساسياتها بينما تبقي بعد التوابع الي مشاورات اخري...أقول أن هذا التدرج وهذه الفواصل الزمنية يكمن بين طياتها شياطين الجن والإنس من المعارضين ، وربما من الفرقاء أنفسهم...وأسألوا التأريخ القريب إن كنتم لا تتذكرون.
: لهذا، كنا نتمني أن يتم التوقيع علي ماتم الوصول إليه من تفاهمات بالأحرف الأولي...وهي عملية قانونية معمول بها في الكثير من الاتفاقيات الدولية وفقا لمعاهدة فيينا لقانون المعاهدات
لسنة 1969.
: وعبارة التوقيع بالأحرف الأولي، كما ورد في الدوريات العلمية، تأتي ، دائما، في سياق تسلسل العملية التفاوضية بعد إتمام عملية التفاوض الطويلة المرهقة ، وكتابة النص .وتأتي ايضا في سياق الرضا من الأطراف
المتعارضة علي بنود الاتفاق أو المعاهدة ..وكل ذلك قد حدث في الاجتماعات المطولة التي عقدت بحضور الأطراف الموقعة علي الاتفاق الاطاري في موجهاته الأولي وبحضور الضامن والمنسق الأقليمي والدولي..
: وتأتي أهمية التوقيع بالأحرف الأولي علي تلك التفاهمات التي تم التوصل إليها، بأن فيها شيئ من الضمان لاستكمال العملية السياسية والسير بها حتي التوقيع النهائي في الحادي عشرة من أبريل القادم..ولا يوجد أي ضمان آخر يعتد به...وعدم الإفاء
بالعهود سمة بارزة في السياسة السودانية.
: أعود واقول، نحن لازلنا نتمسك بالاتفاق الاطاري باعتباره الحل المتاح حاليا للمشكلة السودانية..ولهذا نشفق كثيرا علي مساراته عندما تتباعد خطواته..ولهذا ايضا نتمني أن يصدق الفرقاء هذه المرة والتمسك بما توافقوا عليه من حلول..وان تتبدد مخاوفنا ونجد ونلتمس صدقا من كل الأطراف في سعيها حتي اكتمال تلك الفترات الزمنية...وأن تتجنب الأطراف التصريحات السالبة والتعليقات الشوفانية المغرضة..فإن هم فعلوا ذلك فإن بلادنا الحبيبة سوف تنعم بالأمن والأمان الذي حرمت منه...وان لم يفعلوا ذلك فإن هذا النكوص هو الخراب والدمار وهذا ما لا نريده لبلادنا الحبيبة.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
/////////////////////

 

 

آراء