التوم هجو نائب رئيس الجبهة الثورية لإذاعة “عافية دارفور”: (1-3)
التاريخ لن يرحم الصادق المهدي وعليه أن يسجل موقفه الواضح بدلا عن العمل ضد تغيير النظام
الحلو يتقدم جنوده الآن قائدا لا كالجبناء الذين يرسلون أبناءهم للمصايف
إسقاط النظام يمثل وسيلة هدفنا نحو وطن ديموقراطي تسود فيه قيم العدل والمساواة
واشنطن- صلاح شعيب
قال التوم هجو في حوار أجرته معه إذاعة (عافية دارفور) من مقر إقامته في واشنطن إنه ليس المهم السؤال عن استفادة الجبهة الثورية أو خسارتها من هجومها على مناطق في شمال كردفان وذلك بسبب أن الحدث نفسه يمثل رد فعل طبيعي للنهج الذي اختطه النظام منذ تحقيق انقلابه العسكري. وأضاف هجو" حمل السلاح مفروض علينا منذ الانقلاب والذي جاء ليوقف مسيرة السلام والتي بدأت بتوقيع اتفاقية الميرغني- قرنق..أي شي تم بعد ذلك إنما هو رد فعل لفعل أحدثه النظام مع السبق والترصد..إنه رد فعل منذ موت أول جندي حارس للقائد العام فتحي احمد علي..منذ مقتل جرجس، وضباط رمضان، ومئات الآلاف في دارفور، وحرق الأرض والزرع فيها، والاغتصاب والإبادة الجماعية..الذي حدث في أم روابة هو رد فعل لعدوان النظام الذي رفع في لحظة نشوته شعار المنازلة بالسلاح منذ الخطبة الشهيرة للبشير واستمر النظام في هذا المنهج إلي ما قبل المفاوضات الأخيرة بينه والحركة الشعبية، قطاع الشمال..الجبهة الثورية لها (منفستو) واضح للحل السياسي والعمل المسلح هو آخر الخيارات التي أجبرنا عليها نهج النظام الدموي. حقيقة المسالة ليست في ماذا استفدنا أو أي خسارة منيت بها الجبهة الثورية..أكرر حمل السلاح نهج مفروض على الشعب السوداني وليس هدفنا القتال.. وحتى إسقاط النظام يمثل وسيلة هدفنا نحو وطن ديموقراطي تسود فيه قيم العدل والمساواة ويوقف فيه نزيف الحروب والإبادة والمحافظة على ما تبقى من السودان..وسنسلك في سبيل هذا الهدف كل الطرق وإذا تاب النظام وسلم السلطة فنوقف رفع السلاح في وجوه قادته..أما إذا استمر النظام في إراقة الدماء باسم الدين والعنصرية فنحن سنواصل نضالنا.."
وكيف تنظرون إلى اتهامات الحكومة بأن الجبهة الثورية ارتكبت انتهاكات ضد المواطنين أثناء هجومها على شمال كردفان؟
الاتهامات الموجهة ضدنا أمر مكرر درج النظام عليه، وهو ذات النظام المدان عالميا بسبب الإبادة والاغتصاب وإراقة الدماء وهو يتعامل بنهج أن الهجوم خير وسيلة للدفاع..ونيابة عن قيادات الجبهة الثورية نعلن تحدينا للبشير وعبد الرحيم محمد حسين إن يكونوا لجنة دولية لتقصي الحقائق ويتقدموا بشكوى للمحكمة الدولية.. وإذا تورطت الجبهة الثورية في انتهاكات سيذهب كل قادة الجبهة إلى المحاكمة لتبرئة أنفسهم ولكن بشرط أن يذهب البشير ووزير دفاعه أيضا. ما يقوله الإعلام الحكومي حول الانتهاكات التي ارتكبتها قواتنا مجرد كذب وهي تشويه مقصود ومتعمد ضد الجبهة الثورية.. لقد كنت مستشارا للشؤون الدينية مع حاكم ولاية النيل الأزرق السابق مالك عقار واعلم أخلاقه والآن أنا قريب من كل قادة الجبهة الثورية وأدرك ما يبذلونه من جهد لتحذير قادتهم الميدانيين من عدم الاحتكاك مع المواطنين أو إيذاء أي فرد مهما كانت الظروف..والناس يعلمون أي دين نعبد ويعلمون كذلك أي دين طبقه البشير وأي عنصرية ارتبطت بها سياساته..ولسنا في حاجة لتذكير الناس بتصريحات "أمسح..أكسح..قشو ما تجيبو حي" إنني أوجه رسالة للنظام ليفتح لنا منابره، كل المنابر، للمناظرة حول سجلنا الأخلاقي وسجل قادته..وحينها سنفضحهم ونتحدث عمن الذي يغتصب الأطفال، ويسمم آبار المياه ويغتصب النساء، وسنفضحهم بدعايتهم العنصرية..إن كل ما نشره النظام عن تعامل قواتنا مع المواطنين ليس أكثر من هراء..ولقد استغلوا إمكانيات الشعب ولكن سيأتي صوت الحقيقة قريبا وسيعرف الناس من الذي سرق ونهب وأباد الناس جماعيا..ويكفي هؤلاء الشرفاء الذين يحملون السلاح أنهم يحملون أرواحهم في كتفهم دفاعا عن أهلهم ومبادئهم، ولو أنهم كانوا يريدون متاع الدنيا الزائل لما عرضوا أنفسهم للموت نهارا وليلا..هؤلاء المقاتلون لديهم مبادئ وأخلاق وهم وأهلهم ضحايا للسحل وانتهاكات حقوق الإنسان ونتيجة لما ذاقوه من زبانية النظام فإنهم يكرروا هذه التجارب على الآخرين..وهدفهم الأوحد هو القبض على رؤوس النظام وتقديمهم للمحاكمة، وإقامة وطن يسع الجميع، وليس من همومهم غير هذه الأحلام الوطنية التي يحلم بها كل سوداني وسودانية..
أشارت الحكومة أنها قضت على رتل من السيارات التابعة للجبهة الثورية في أبو كرشولا وأنها قتلت عددا كبيرا من جنودكم، كيف ترد على هذه التصريحات الحكومية؟
إذا راجعتم سجل النظام وعدد الجنود الذين قادهم إلى محارق الجنوب ودارفور، وكذلك من قتلهم منذ مجيئه إلى لسلطة لوجدت أن عدد الذين أبادهم النظام يساوي كل جيوش إفريقيا وإذا أحصينا عتاده الذي أهدره النظام في معاركه هذه لوجدنا أنها كلها تابعة للقوات المسلحة التي وظفت ثمانين من المئة من ممتلكات الشعب للحرب..في كثير من معارك الجبهة الثورية كان جنود الحكومة يتركون العربات ويهربون وبالتالي يغنمها جنود الجبهة الثورية..النظام كاذب في كل قاله عن ملاحقة وقتل جنود الجبهة الثورية وهناك قلة قليلة تصدقه، وهي أقلية المؤتمر الوطني..كل قوات الجبهة الثورية محتفظة باسلحتها وليس هناك خسائر في صفوفها.
وأين الحلو..أهو فعلا حي؟
النظام قتل الحلو منذ بدء انفجار المعركة في جنوب كردفان. ولاحقا كذب نفسه وقال إنه صيب وأقلته طائرة إلى نيروبي، ثم كذب نفسهم وقال إنه أصيب بسرطان وسافر إلى أمريكا. وهاهم يواصلون الكذب ويقولون إن قذائفهم قتله في جنوب كردفان وهي القذائف التي يرسلونها ولا تصيب إلا الأبرياء من أبناء شعبنا هناك. لقد ذهب قرنق، ويوسف كوة، وخليل إبراهيم، ولكن هل نجح النظام في إخماد حركة الحقوق وإعادة الديموقراطية والمساواة لكل شعبنا في الشمال والغرب والشرق والوسط والجنوب؟ القضية ضد النظام ليست مفروضة بواسطة أفراد..القائد الحلو يقاتل الآن مع جنوده ويتقدم صفوفهم وليس كما يفعل الجبناء الذين يرسلون جنودهم إلى الميدان وأبناؤهم يقضون الصيف في الخارج. أي شخص في الميدان عرضة للاستشهاد ونطمئن جماهير الشعب والمجموعة المتسلطة أنه إذا استشهد "مليون عبد العزيز الحلو ومالك ومني" فلن تتوقف حركة الثورة السودانية.. الصراع هو صراع حقوق ووطن وغير متصل بفرد زائل..لقد اغتالوا د.خليل ولكن ماذا حدث؟ ووقعوا اتفاقا صوريا مع جماعة منشقة من العدل والمساواة ولكن أين هي العدل والمساواة، ومن الذي يقاتل في أم روابة ودارفور..هل هي شبح العدل والمساواة؟ لقد استغلوا الشعب عن طريق الإعلام ليكذبوا ويكذبوا حتى كتبوا عند الله كذابين..ساعة النصر ستزف آن عاجلا أو آجلا، وسيرى الشعب السوداني قريبا جحافل النصر في الخرطوم.
صرح السيد الصادق المهدي بأن الجبهة الثورية لا تتبنى برامج قومية، وذلك بعد هجوم قوات الجبهة الثورية على أم روابة، فكيف تقيمون رؤية زعيم حزب الأمة؟
أشعر بأسى عميق لما قاله السيد الصادق، وإذا صح أن ما نشر صادر من رجل مثل الصادق فهذه مأساة..والصادق هو أول من توجه إليه الأسئلة عن مأساة البلاد في الأربع وعشرين سنة الماضية فهو الرجل الذي أعطته الجماهير الأمانة وحزبه كان يملك وزارات الدفاع والأمن والداخلية. إنه يتحمل التفريط الأساسي في حاضر ومستقبل البلاد. الصادق ظل طوال عمر النظام يتخذ مواقف لا تقدم شيئا للبلد. فهو ليس لديه موقف شجاعة وواضحة مثل القائد البطل نقد الله شفاه الله والتحية له ورفاقه في الدرب..هذه المواقف التي يتخذها الصادق سيسجلها له التاريخ عن سقوط قائد من القيادات الكبيرة..كان ينبغي للصادق أن يكون آخر القائلين بأن الجبهة الثورية لا تتبنى برامج قومية..فنحن كقيادات كلنا جلسنا معه ليل نهار وجلسنا مع مندوبه للفجر الجديد والذي شارك معنا في صياغة مشروع الفجر الجديد..إذن كيف يقول الصادق إننا لا نملك رؤية أو مواقف قومية؟.. فلنفترض أنه ليس لدينا مواقف وطنية أين موقفه هو وأين موقف حزب الأمة الآن؟..ومع ذلك أننا نقدر لقيادات الحزب داخل وخارج السودان نضالاتهم ونحترم ونقدر مواقفهم ضد النظام.. الصادق يحتاج إلى أن يسجل موقفه هو بدلا عن القيام بدور سالب وضد التغيير. فالتاريخ لا يرحم..أقول هذا بكل صراحة لعلمي أن الفجر الجديد تبنى ورقتي البديل الديمقراطي لتحالف الإجماع الوطني وكان حزب الأمة له دور في إنجاز الورقتين..فليرجع الصادق إلى بيان المكتب السياسي لحزبه والذي لم يقل أن ميثاق الفجر الجديد ليس قوميا وأشار البيان إلى أن للحزب له تحفظات فقط على بعض ما تضمنته وثيقة الفجر الجديد، وأكد الحزب في بيانه أنه سيواصل الحوار مع مكونات الجبهة الثورية للوصول إلى كلمة سواء. كيف يقول الصادق إننا نشكل خطورة على البلد..من الذي يشكل خطورة لحياة الناس..أهو النظام القائم الذي أنقلب عليه وفصل الجنوب وقتل أهالي السودان في جميع مناطقهم أم نحن؟ ومن يشكل خطورة على الناس في ام دوم وكجبار ودارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، أوليس هو النظام نفسه والذي لم يحتمل رأي قياداته أمثال غازي وود ابراهيم وحتى قطبي المهدي الذي قال إن النظام أصبح مثل الدواء الذي فقد صلاحيته؟ على الصادق أن يصحح مواقفه وإلا فهو شريك في هذه المأساة وسيتحمل مسؤولية الجريمة التاريخية.
ثم ماذا بعد توقيع الفجر الجديد..هل أثمر التوقيع عن تقدم في شكل العلاقة بين المنادين بالحل السلمي والعسكري؟
الفجر الجديد مسيرة وطنية ولن تتوقف..الظروف التي تعمل فيها مكونات الجبهة معروفة ورغم ذلك تجدنا نسعى إلى تحقيق هذا المشروع، وهو مشروع وطني. وبصفتي أترأس لجنة المتابعة والتنسيق التي كونت بعد ميثاق الفجر لمتابعة الاتصالات مع كل القوى السياسية ما نزال نتحرك لانجاز مهامنا رغم محاولة النظام محاصرة الفجر الجديد. أولوياتنا تتقدم وتتأخر في ظل انهيارات النظام الأخيرة والذين وقعوا على الميثاق خرجوا من السجن وجلسوا مع ود إبراهيم وقدموا عزاءهم لأهل أم دوم والتقوا بالسائحين ولدينا مفاجآت سنقدمها قريبا. طموحاتنا كبيرة ولكننا كما تدركون نعمل في ظل حصار سياسي وإمكانيات غير متوفرة وموارد شحيحة ومع ذلك أخرجنا أفاعي النظام من جحورها وأصيب أهل النظام بهستيريا لمجرد ورقة وقعت عليها القوى السياسية. والنظام حاصر وثيقة الفجر ولكنه لن يحاصر تطلعاتنا للفجر الجديد وما حدث في شمال كردفان برهان على أن عزيمة الثوار لانجاز ذلك الفجر لن ترجع للوراء. إن الظلم واحد في أم دوم كما في دارفور وجنوب كردفان وإسقاط هذا النظام هو الحل ولا يستطيع أن يتهرب..والفجر الجديد هو نتاج وضوح الرؤية ونحن نتحرك بقوة عسكرية موحدة الآن وهي قوة الفجر الجديد. هم كانوا يعتقدون أن توحيد القوى العسكرية من رابعة المستحيلات.. من ناحية أخرى رؤية الفجر الجديد رؤية قابلة للتنقيح وصراعنا لتحقيق الفجر الجديد هو صراع بين أهل حق وأهل باطل ونحن أصحاب حق ومظلومين..وهذا النظام يبتز في الداخل والخارج ولكنه ينهار من داخله. الآن لا يوجد أحد من النظام يتكلم عن المشروع الحضاري والدين كان آخر كرت..وكرت القبلية الذي يستخدمه النظام الآن سنرد عليه بوحدة المعارضة سياسيا وعسكريا.
أما التخوفات الصادقة من الجبهة الثورية وميثاق الفجر فنستطيع أن نرد عليها أما التخوفات الأخري التي يفتعلها النظام فهي أغراض يفعلها لحماية نفسه وتخويف الناس. ليس هناك أي مكون في مكونات الجبهة الثورية يتبنى الانفصال..ومن ماذا ينفصلوا..من بلدهم التي ناضلوا من أجلها وروا أرضها بالدماء؟ إنهم يريدون تحرير كل البلد تحريرا شاملا لينعم كل مواطن بحقوقه بلا تمييز عرقي أو ديني..وما يقال عن تمييز المنطقتين ليس له علاقة بالواقع. فهاتان المنطقتان ظلتا ضحية حرب تجاوزت الثلاثين سنة ولم تشهد تنمية ولم يزرها مسؤول حكومي منذ الاستقلال. أتمنى أن يذهب الناس لهذه المناطق ليقيموا أوضاعها ويعودوا ليقولوا لنا الحقيقة.. كنت قد عملت في مناطق النيل الأزرق وزرتها قرية قرية.. وفي مرة اصطحبت وفدا من السفارة المصرية على قمته القنصل المصري وذهبنا إلى مناطق لم يطأ مسؤول سوداني قدماه فيها وكاد القنصل المصري أن يبكي من التهميش والإهمال الذي وجده سكان تلك المناطق من المسؤولين..المسؤولون في الخرطوم لا يعرفون شيئا عن هاتين المنطقتين إنهم يأتون بالطائرات ولا يوجد مسؤول امتطي عربة ليتفقد المواطنين هناك. في الانتخابات الأخيرة التي أجراها النظام كان كبار المسؤولين يستخدمون الطائرات للدعاية الانتخابية في النيل الأزرق ويستكثرون الاستعانة بالعربات لتفقد قرى المواطنين. ومع ذلك فإن كل ما جاء في ميثاق الفجر ليس إلا مشروع خاضع للحوار حين نخلق الجو الصحي والمعافى...والمهم هو أن الميثاق يرسم ملامح المستقبل والذين صاغوه قادرون إلى الاستماع إلى وجهات نظر مغايرة لمصلحة التغيير.
نواصل