الثلاثي غير المرح في السياسة السودانية: الكيزان والشيوعيون والحركات المسلحة (3)

 


 

 

الثلاثي غير المرح في السياسة السودانية يكتمل بعد ( الكيزان + الشيوعيون ) بالضلع الثالث مما ابتلى به الله سبحانه وتعالى البلاد والعباد وهو الحركات المسلحة بقيادة لوردات الحرب والجالسين على كراسي السلطة الآن من أمثال آركو منواي الغائب ذهنيا وجبريل الذي لا أدري ولا هو يدري من الهدف من وجوده فيما وصل إليه .
كانت هذه الحركات وقادتها يبحثون عن السلطة بغباء مطلق ويغلفون هذه الشهوة البليدة بتبني قضايا المواطنين ويداعبون أحلام البسطاء بحديثهم عن التهميش والعنصرية ويعدونهم بالآمال العراض إلى أن سقطوا في أكثر من امتحان لمصداقيتهم سقوطا مخجلا .
جاء انقلاب البرهان ليكشف سوآتهم ، فهم الآن بيدهم أكبر وزارة في الحكومة وهي المالية وعلى رأسها ( الدكتور ) جبريل أو الفكي جبرين لا فرق فهو لا يزيد في تفكيره عن فكي في قرية نائية غارقة في جهلها . لا أعرف هو دكتور في أي تخصص وأخشي ما أخشاه أن يدعي أنه متخصص في الاقتصاد !
أما حاكم أكبر إقليم في البلد الذي هو أكبر من مساحة فرنسا ماكرون وأغنى منها ( السيد ) منواي فأمره يحير المجنون قبل العاقل ، رجل يعيش في الأوهام إلا من لحظات وعى تطل عليه من حين لآخر ، ولحظات غيبوبته أطول من حضوره ، رجل لا يعرف رئيسه هل هو عبد الفتاح السبسي أم البرهان هل تتوقع أن يعرف مشاكل أهله الذين أشك في أنه يعترف بوجودهم أصلا .
لا أريد أن أتحدث عن عبد الواحد نور فهو رجل يخاف أن يتخذ موقفا ايجابيا واحدا ، فهو يقف حيث هو بأمر من يمولونه ، وإلى الآن لم يرسوه على بر ؟ ويظن أنه قائد المتفرد من بين إخوانه الذين يخونهم صباح مساء .
أما عبد العزيز الحلو فله من القرارات ما لا عرفه أحد من قبله ولا أظن أن سيأتي من بعده من سيقول بها ، وهي ترهات تصلح للتسلية ليس أكثر ، وموهوم مثل صاحبه عبد الواحد نور .
ومادامت هذه الحركات تنتمى لاقليم واحد وتسمى الحركات الدارفورية فكان المفروض ان تتوحد فيما بينها لكنها متنافرة لأن غرضهم ليس دارفور وإنما عينهم على كراسي السلطة في الخرطوم .
إن تستعجب فتعجب من اشتداد أوار الاقتتال هذه الأيام في دارفور حتى وصل لمدينة ( الجنينة ) ، وحاكم دارفور أبنها ، ووزير المالية ابنها وقائد أكبر قوة عسكرية من أولادها ، كلهم جالسون وكأنهم يشاهدون حربا في كوكب المريخ .
بيد أبناء دارفور السلطة ،والمال ، والقوة ، ولكن تنقصهم عناصر تفصل بين الوطنية والخيانة ، والطهارة والخبث ، والصلاح والفساد . والعجز والقدرة .
فهؤلاء تنقصهم الوطنية ، والطهارة والصلاح والقدرة ، فهم آتوا لمناصبهم عبر الخيانة والخبث والفساد وما داموا عاجزين فإنهم أمتطوا أحلام البسطاء والمحرومين وارتقوا على جماجم أهلهم ، فهل تتوع منهم أن يحلوا مشكلة أويصلحوا حالا .
هذا الثلاثي كالعوار في وجه السياسة السودانية ، يحتاج إلى الاستئصال الكامل ، وإلا فلن تبرأ الساحة السودانية مما هي فيه .
وهؤلاء خلف كل ما نراه الآن ، فالرهان ما كان سيكون له وجود لولا هؤلاء ، ولا حميدتي الذي لم يرتع إلا على يد الكيزان اللئام ونظام البشير الذي تبناه ومهد له ، ليكون يده الباطشة ، قبل أن يلوح له وهم أنه يمكنه حكم البلد ، ونسي أصله وفصله وجهله . وحقيقي جوع كلبك يتبعك فإذا أشبعته أكلك .

zahidzaidd@hotmail.com
///////////////////////////

 

آراء