جاءت مواكب 17 أغسطس يوم التوقيع علي "الوثيقة الدستورية" لتؤكد أن الثورة تُولد من جديد، كما عبرت شعارات الجماهير في" قاعة الصداقة" في "ساحة الحرية" ، وزخم وصول قطار عطبرة مثل : " ثوار أحرار حنكمل المشوار" ، " الشعب يريد قصاص الشهيد" ، " الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية"، "مدنيااااو"، " الويل لشعب لم يكمل ثورته" ، " المجلس يسقط كلو "، ..الخ. مما أكد أن الشارع هو الحاسم في تغيير الموازين لمصلحة استمرار الثورة حتي تحقيق أهدافها، ورفض قطع الطريق أمامها بتسوية مفروضة من قوى دولية واقليمية ، ليست لها مصلحة في قيام نظام حكم مدني ديمقراطي مستقر في المنطقة ، ولحماية مصالحها في نهب أراضي وموارد السودان ، وضمان استمرار تحالفاته واتفاقاته الأمنية والعسكرية، وفي الحلف العربي الاسلامي لحرب اليمن ، واستمرار ارسال الجنود السودانيين اليها والي ليبيا ، مما يؤدى للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخري، وإلغاء سيادتنا الوطنية .
برغم الاتفاق المنقوص وعيوبه الذي كرّس هيمنة العسكر علي السلطة، وأبقي علي القوانين المقيدة للحريات بما فيها قانون الأمن ، والمليشيات " دعم سريع ، كتائب الظل ، الدفاع الشعبي ، الوحدات الجهاية الطلابية"، وفرّط في السيادة الوطنية، الا ان شعب السودان سوف يواصل نضاله من أجل القضايا التي قامت من أجلها الثورة التي ما زالت جذوتها متقدة، ويزيل المتاريس التي وضعتها قوى الثورة المضادة لقطع الطريق أمام تنفيذ أهداف الثورة ، وينتزع حقوقه الكاملة في الديمقراطية والسلام وتحسين الأوضاع المعيشية والسيادة الوطنية.
يستمر نضال شعبنا في المحاور التالية :
- إلغاء قانون الأمن وكل القوانين المقيدة للحريات ، وتصفية المعتقلات ومتابعة قضية المفقودين والذين فقدوا ذاكرتهم .
- كفاءات وطنية في أجهزة الحكم الوطنية بعيدا عن المحاصصات الحزبية والشللية .
- تكوين لجنة التحقيق الدولية المستقلة في مجزرة فض الاعتصام، ومحاسبة المسؤولين عنها.
- الترتيبات الأمنية بحل كل المليشيات خارج القوات النظامية " دعم سريع ، مليشيات الدفاع الشعبي ، كتائب الظل ، الوحدات الجهادية الطلابية" ، وجمع كل الأسلحة خارج القوات النظامية.
- تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية بعقد مؤتمر اسعافي عاجل يعالج التدهور الشامل في الأوضاع المعيشية وخدمات التعليم والصحة والكهرباء والماء وبقية الخدمات، وإعادة تأهيل المشاريع الصناعية والزراعية والخدمية التي توقفت، بما يدعم الإنتاج ويقلل من الاعتماد علي المعونات الخارجية ، ويقوى الصادر وموقف العملة السودانية ، ويوفر فرص عمل للعاطلين ، ولجم النشاط الطفيلي في السوق ، بوقف تهريب السلع والذهب والأموال..الخ.
- ابعاد كل الفاسدين من الخدمة المدنية والنظامية ، ومحاكمة الفاسدين والذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية من رموز النظام الاسلاموي الدموي، واستعادة أموال وممتلكات وأراضي الشعب المنهوبة ، وتحرير الإعلام ليصبح اعلاما للشعب ، ومعبرا عن ثورته وأهدافه في الديمقراطية والسيادة الوطنية ، وعكس تراثه وثقافته المتنوعة.
- اصدار قرار سياسي بعودة كل المفصولين من الخدمة المدنية والنظامية للعمل، وتسوية أوضاع من تجاوز سن المعاش.
الحل الشامل والعادل لقضايا مناطق دارفور وجبال النوبا ، وجنوب كردفان والشرق ، بوقف الحرب، واشراك كل الحركات والجماهير في تلك المناطق في الترتيبات الانتقالية ، ومخاطبة جذور الأزمة التي تتلخص في: التنمية غير المتوازنة ، وغياب الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع ، غض النظر عن الدين أو اللغة أو الثقافة أو العرق أو المعتقد السياسي أوالفلسفي. وعودة النازحين لقراهم والتعويض العادل لهم ، وتأهيل مناطقهم بتوفير خدمات التعليم والصحة والماء والكهرباء ، والعناية البيطرية. الخ ، وإعادة المستوطنين إلي مناطقهم وبلدانهم، وفتح مسارات الاغاثة للنازحين حتى عودتهم لقراهم ، وعقد المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية لتحديد شكل الحكم ، وينتج عنه دستور ديمقراطي يشارك فيه الجميع.
- إعادة النظر في كل الاتفاقات العسكرية والدولية والاقليمية التي تمس السيادة الوطنية ، ووقف ارسال قواتنا لليمن ، والابتعاد عن سياسات المحاور والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، وقيام سياسة خارجية تقوم علي المنفعة والاحترام المتبادل ، لمصلحة شعب السودان.
- مواصلة الثورة في قاعدة المجتمع بانتزاع النقابات وقانون ديمقراطي بإلغاء قانون نقابة المنشأة وقيام نقابة الفئة، ومواصلة النضال من أجل تحسين أوضاع العاملين المعيشية بتركيز الأسعار وزيادة الأجور ، وترقية الخدمة المدنية ، وتصفيتها من آثار التمكين، وتحقيق قوميتها ومهنيتها، وترقية أوضاع العاملين الاجتماعية والثقافية، وتكوين لجان المقاومة والاضراب ، وقيام الجمعيات التعاونية التي تخفف أعباء المعيشة ، وتوفير السكن، والاصلاح الشامل في الخدمة المدنية الذي تلعب فيه النقابات درا كبيرا.
- تقوية لجان المقاومة في الأحياء ، وتكوين لجان الحكم المحلي ، والاهتمام بصيانة المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات ، واصحاح البيئة وحملة تشجير الأحياء والمدن، وقيام الجمعيات التعاونية ، وربات البيوت التي تسهم في تحسين الأوضاع المعيشية ، وتلجم الارتفاع الجنوني في الأسعار، وقيام المكتبات وتوفير احتياجات الأندية الرياضية والمراكز الثقافية ، وحماية وتحسين الميادين الرياضية، ومواصلة تصفية العناصر الارهابية في الأحياء وكشف اوكارها.
جذوة الثورة مازالت متقدة ، فلابد من الوحدة، وقيام أوسع جبهة للديمقراطية باعتبارها مفتاح الحل للأزمة السياسية ، واليقظة ضد مخططات الثورة المضادة لضرب الثورة ، فلا بديل غير مواصلة التصعيد في الشارع باعتباره الضامن لحماية الثورة واستمرارها حتى تحقق أهدافها الكاملة ، ونجاح الفترة الانتقالية ، حتي انجاز دستور ديمقراطي بمشاركة الجميع ، وقانون انتخابات ديمقراطي بمشاركة الجميع ، وقيام مفوضية انتخابات محايدة ، تضمن قيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، ومواصلة النضال حتى قيام الدولة المدنية الديمقراطية.
alsirbabo@yahoo.co.uk
//////////////////