الجالية السودانية بمصر .. محاولة لخلق وأقع جديد !!! … بقلم: نادية عثمان مختار
مفاهيم
Nadiaosman2000@hotmail.com
في معظم الدول العربية التي زرتها ، كانت توجه لي الدعوات للمشاركة في بعض الإحتفالات والفعاليات التي يقيمها ( النادي السوداني) أو دور السودان بتلك البلدان فكان أول ما يلفت نظري هو إتساع تلك الأندية من حيث المساحة ، وإستراتيجية موقعها جغرافياً بوقوعها في الغالب في منتصف المدينة أو بالقرب منها ، بالإضافة لأعداد أبناء الجالية الكبيرة التي يزدان بها المكان ، وبمختلف سحناتها في تلك الدول التي قدر لي المولى زيارتها وسعدت بلقاء أبناء بلدي فيها !
ومابين تلك الجاليات ووضعها وتأثيرها ودورها وأماكن أنديتها وديارها وبين وضع الجالية في جمهورية مصر العربية من السودانيين كانت المقارنة وكان الوضع غاية في الإختلاف من وجهة نظري !!
هنا في القاهرة من حيث الأمكنة فـ (دار السودان الأم) كما يسمونه يمتاز بموقع جغرافي جيد حيث يقع في منطقة وسط البلد بشارع شريف ، بالإضافة لجمعية صاي ، بينما تتوزع بقية الأندية الأخرى ما بين مناطق عين شمس وستة اكتوبر وغيرها !
هنا في مصر لكل مجموعة قبلية جمعية أو ناد تسيطير عليه حيث للدناقلة ناديهم وللشوايقة أيضا وللمحس والسكوت ولأبناء جبال النوبة ووووو الخ !!
بعض هذه الدور والأندية مرضي عليها من قبل السفارة السودانية وأيضا من قبل مكتب المؤتمر الوطني بمصر وبعضها يعاني التهميش ، وبعضها لا يريد تدخل أي جهة حكومية في شأنه من الأساس كما يقول بعض أعضائها !!
ولكل هذه التفرقة الحادثة ، ولأن أبناء الجالية التي تسمي نفسها بالقديمة والأخرى التي تسمي نفسها بالحديثة ليسوا على معرفة وتواصل بما يكفي ، لكل هذا قامت مجموعة من أبناء شباب الجالية بمبادرة ليست الأولى من نوعها ، وذلك لتوحيد أبناء الجالية في مصر وجمعهم في كيان واحد ، رغم إختلاف قبائلهم ومعتقداتهم وأفكارهم وتوجهاتهم وأيدلوجياتهم وإنتماءتهم السياسية !
الفكرة تتلخص بأن يكون لأبناء الجالية في مصر جميعهم دون إستثناء ولا مسميات القديم والحديث ( كيان) و( دار) يجمع الكافة تحت منظومة عمل واحدة تعمل من أجل حلحلة مشكلاتهم المتمثلة في عدم تطبيق الحريات الأربعة التي تشمل حرية الإقامة والعمل والتاشيرة والتنقل ؛ بالاضافة للمشكلات الأخرى المتعلقة بالدراسة والعلاج وماشابه ذلك !
الفكرة قد تبدو صعبة التنفيذ ولكنها بادرة طيبة تحمد لمن قاموا بها ، خاصة وأنهم شباب لا ينتمون لأي جهة سياسية ، بل أن هدفهم الأساسي هو أن يكون للجالية ( دار) يجمعهم كأبناء السودان بعيداً عن مظلة أي جهة حكومية وحزبية كما قالوا !!
إستخدم هؤلاء الشباب الفيسبوك للحديث عن الفكرة وللإستماع لمقترحات أكبر قدر من السودانيين في مصر لتطويرها وإنزالها الى أرض الواقع ، وكان أول لقاء لهذه المجموعة مع بعض أبناء الجالية في قاعة صغيرة بمنطقة الجيزة ، وهناك دار النقاش حول ماهية الفكرة وكيفية تطويرها وتم طرح للكثير من المشكلات التي تواجههم كجالية وقد إستوقفتني بعض الإفادات من شباب قالوا أن السفارة لا تتعامل معهم بشكل جيد وتقوم بتهميشهم بحسبان أنهم ( لا بقوا سودانيين لا حصلوا المصريين) وذلك في إشارة لإعتبارات (اللهجة) وقد تأثرت لشاب يقول ( ذنبنا إيه إننا بنتكلم مصري ما احنا اتولدنا وإتربينا وإتعلمنا هنا) ؟!
وذكر آخر عرّف نفسه بأنه ( مواطن سوداني) أن السفارة تتعامل معهم بنظام ( المن والأذى) في إشارة إلى إنها تعطي أبناء الجالية حقهم في تمليك الأراضي في داخل السودان وماشابه من خدمات على إنها ( منحة) تستوجب الطاعة والولاء ؛ وأيد فكرة إنشاء (كيان مستقل) لأبناء الجالية يستطيعون من خلاله التعبير عن مشكلاتهم وتفاعلهم مع القضايا الوطنية بعيداً عن أي مؤثرات من السفارة أو غيرها في مصر !
( كيان الجالية المستقل) هو فكرة وحلم وخلق جديد في بداياته ويحتاج للكثير من الجهد والدعم لإنزاله لأرض الواقع فهل يصمد الحلم إلى أن يصبح حقيقة ؟!
هذا ما ستقوله قادمات الأيام ويبقى أن نزجي التحية لمن قاموا بالمبادرة ونتمنى لهم التوفيق !
و
التحية لك ..مصر يا أخت بلادي يا شقيقة !
( نقلاً عن أجراس الحرية)