الجرائم لا دين لها ولا جنس ولالون

 


 

 

 


كلام الناس
 

*طالعت بالعددرقم 4024 من صحيفتكم الغراء"النهار" يوم الثلاثاء الماضي خبراً في الصفحة الأولى بعنوان" ملبورن سيدة مدن العنف" .. أعياد أستراليا إتشحت بدماء العصابات وضحايا المرور.

*جاء في متن الخبر أن قناة تلفزيون ال"سي ان إن" الامريكية بثت تقريراً إخبارياً قالت فيه إن عصابات المهاجرين السودانيين جعلوا ملبورن مرتعاً للقتل والجريمة دون أن تتمكن السلطبات الأمنية والسياسية من وضع حد لهذا الفلتان.
*ليس هناك إختلاف على ضرورة التنبيه لمثل هذه الظواهر السالبة التي إنتشرت في الكثير من بلدان العالم، لكن لابد من الإنتباه أيضاً للأخطاء التي تحدث في بعض الأحيان في أسلوب صياغة الخبر الذي امل أن يكون خطأ في الترجمة، لأنه لايمكن تعميم مثل هذا الأحكام على مكون مجتمعي بعينه في دولة متعددة الثقافات والأعراق.
• *مثل هذه الأحكام المسمومة أحياناً تنسب بعض الجرائم الإرهابية لدين السلام والرحمة المهداة للعالمين، يساعد في ذلك تبني بعض جماعات الغلو والتكفير لهذه الجرائم المريبة التي تتنافى مع كل القيم والاخلاقيات التي إتفقت عليها كل الرسائل السماوية.
• * أعود للخبر الذي دفعني للكتابة إليكم من أجل المساهمة في تجلية الحقيقة دون تحيز او إنحياز، خاصة وأن اصابع الإتهام ظلت توجه للإستراليين من أصول أفريقية وهم عدة جنسيات وبلدان افريقية.
• لابد من تأكيد حقيقة خطأ تصنيف الجرائم على أسس دينية أو عرقية وأن مثل هذا التصنيف لن يعالج هذه الجرائم بل ربما يزيد من تفاقمها بردود الفعل السالبة، الأمر الذي يؤجج الفتن المجتمعية بلا طائل.
• * إنه من الظلم لكل السودانيين نسبة هذه الجرائم إليهم دون غيرهم من مكونات النسيج المجتمعي الأسترالي خاصة بعد إنقسام دولة السودان للأسف إلى دولتين .. مع بقاء الحقيقة الموضوعية الأهم التي تؤكد أن الجرائم لادين لها ولا جنس ولالون، وأنها منتشرة في المجتمعات الإنسانية في كل بقاع العالم.

noradin@msn.com

 

آراء