الجرتق.. بين مطرقة الجغامسة وسندان البلابسة

 


 

رباح الصادق
26 September, 2024

 

أزمعت أن أقدم ندوة عن الجرتق بالمركز الثقافي السوداني بالدوحة بعد غد الجمعة الموافق 27 سبتمبر، وكانت أطروحتي الرئيسية أن الإسعافات الأولية للتراث يجب أن تبدأ فورا ولا تنتظر حتى تخرب سوبا كلية، وأن هذا هو المستفاد من الخبرة الإقليمية والعالمية، ولكن بدأ هجوم كثيف من كل الجهات، وهو ليس بمستغرب، فلولا ضيق النظر العام ولو كان بالسودان رجل رشيد (أعني الرشد العام) لما ولجنا هذه الحرب ولما توغلنا فيها ولما استمر الناس يلوكون جغما وبلا بعد أن كاد السودان يهلك أو هلك ولم يوارى بعد.

أولًا بدأت جماعة سوا المنظمة تشفق من الهجوم وخاطبوني لتأجيل الندوة حتى يجعلوا عنوانها مقبولا، فقلت إنني لا أرى مسوغا للتأجيل وأريد أن أدق ناقوس الخطر حول التراث الثقافي غير المادي والمادي اليوم قبل الغد، وإني لا أخشى ما يصيبني من أسهم قصيرة النظر أو عاجزة عن إدراك أهمية التراث وحملته المهددين بهذه الحرب، فإذا كانوا يخشون من سهام النقد فإني أتفهم ذلك وأشكرهم على إتاحة المنبر بداية، وأتقبل إلغاء الندوة بصدر رحب لكني لن أؤجلها.

وبينما نحن نتدبر الأمر اتصل نائب السفير بالمركز الثقافي وقرر منع قيام الندوة، ونُقل لي أن ذلك لأسباب أمنية منها الخوف على سلامتي الشخصية ومن أن أتعرض لهجوم وهتافات (بل بس)!

وهذه بمثابة رسالة أرسلها للسفارة: لم أخش أن يقال عني انصرافية وغير مدركة لأوجاع وطني، ولا أخشى سهام البلابسة قطعًا، ولا أظنكم تخشون علي من الهتاف في بلد تمطره الدانات.. لكنه حكمكم على مركزكم أنفذه ولا أقره..
والحمد لله رب العالمين.

 

 

آراء