الجنرال البرهان ومبادرة الشيخ الطيب الجد و(حصان طروادة)
عبد القادر محمد أحمد/المحامي
9 August, 2022
9 August, 2022
في عدة محاولات يائسة لإجهاض الثورة، وضع الجنرال برهان نفسه أمام تحدي المصداقية، ولم تكن النتيجة لصالح المصداقية.
لقد ظل العسكر يكيدون للثورة بخلق وتأجيج الأزمات، ثم يقول البرهان أن المسؤولية تقع على الحكومة التنفيذية، وواقع الحال يشهد على دور العسكر المتعمد في إفشال المرحلة الإنتقالية.!
ثم يعيد البرهان وضع مصداقيته في الميزان، فيسمي ما قام به في 25 أكتوبر بتصحيح المسار، والواقع يشهد بأنه إنقلاب يشكل أكبر جريمة في حق وطن يبحث عن الخلاص، بعد أسر امتد لثلاثين عاماََ.!!
ولما فشل في المضي بإنقلابه للأمام أصدر البرهان بيانه الذي يعلن فيه خروج الجيش من الحكم والسياسة، ويطلب من المدنيين تشكيل الحكومة، وفي الوقت الذي لا زال فيه الناس بين مكذب ومصدق، خرج الشيخ الطيب الجد، بمبادرة تفوض العسكر بتشكيل الحكومة، فإذا بالجنرال ينسى إلتزامه بالخروج من الحكم والسياسة، ويعلن تأييده ومباركته للمبادرة، بما يعني إستعداده بأن يقوم (هو) بتشكيل الحكومة التي طلب (هو) من المدنيين تشكيلها. .!!!
هذا ما كان من أمر المصداقية، أما بالوقوف على مبادرة الشيخ التي تقوم على إشراك الجيش في السياسة والحكم، فنجدها قد حددت محاور وأهداف وعهدت مهمة تنفيذها لمكونات على رأسها (الطرق الصوفية والطوائف والجماعات الدينية والادارات الأهلية)، ومعلوم أن تاريخ وسيرة الطرق الصوفية تقول أنها محل إحترام وتقدير الشعب السوداني، كجماعات دينية مهتمة بنشر الإسلام برفق ومحبة، وحرص على الأمن والسلام والنسيج الاجتماعي، بعيداً عن السياسة ومنعرجاتها، ورغم أن الأنظمة الشمولية تحاول استغلال بعضها سياسياََ لكن معظمها ظلت محصورة في مجالها الديني، فتخيلوا سادتي ما قائم الآن من خلافات واختلافات بين القوى المدنية، ثم لتأتي مبادرة الشيخ لتضم إليها طرق صوفية وطوائف وجماعات دينية وإدارات أهلية، على ما بينها هي ذاتها من خلافات وإختلافات .؟!!! بالإضافة إلى المؤتمر الوطني المطلوب ضمه بمنطق المبادرة الذي ينادي بأن لا يستثني الحوار أحد؟!!
إن وحدة قوى الثورة أمر مطلوب، لكن كيف يكون المؤتمر الوطني من قوى الثورة التي ما قامت إلا لإنهاء حكمه وإزالة تمكينه وإسترداد المال العام منه ومن أنصاره؟! تمهيداََ لانتخابات حرة ونزيهة.
لقد تم حل حزب المؤتمر الوطني بأمر الثورة، لكنه عاد للمشهد بوقوف أنصاره وراء إنقلاب 25 أكتوبر ! ودخولهم في صراع يومي مع الثورة ! وما هذه المبادرة إلا شكل من أشكال ذلك الصراع ! فكيف يكون من قوى الثورة وهي تهدف لهزيمته وهو يهدف لوأدها ؟!
إن ما أوردته معلوم للكافة، لكنه نقاش هادئ مع مولانا الجد، بعيداً عن منطق (الكلب والجمل)، ليتكرم بسحب مبادرته/ تهم، وإلا فمصيرها الفشل الحتمي.
نعود لسعادة الجنرال برهان لنسأل: ما الذي جعلة يؤيد المبادرة وينسى تعهده بالخروج من السياسة؟! يلاحظ أن المبادرة تنص على: (التسامح الأهلي والوطني عبر آلية المصارحة والمصالحة)، ورغم أنه هدف تنص عليه معظم المبادرات، لكن الفرق هو أن المكون العسكري يرى أن الآلية بالتشكيل الذي يسيطر عليه شيوخ الطرق الصوفية والجماعات الدينية ورجال الإدارة الأهلية، ستكون أكثر إجتهادا وإصراراََ في البحث عن مخرج آمن للعسكر، أو المزيد من تعقيد المشهد، لتبرير التعجيل بالانتخابات.!
إن صح هذا الفهم أو لم يصح، فإن هذه المبادرة تؤكد بأن محاولات إفشال عودة الثورة لمسارها لن تتوقف، فلا سبيل لمواجهتها إلا بوحدة قوى الثورة، وعلى رجال المقاومة المبادرة بصناعة الحدث قبل أن يصنعهم.!، بأن يتداركوا أمرهم ويهتموا بالفعل السياسي الذي لا يحتمل تصلب المواقف، ويخطوا نحو الحوار الجاد مع بقية القوى المدنية، فالثورة هي الباقية وهي المنتصرة.
والنداء المخلص الذي يمكن توجيهه للثوار وأسر الشهداء، هو أن يفدوا هذه الثورة العظيمة بدماء الجرحى والشهداء، بأن لا يكون الهاجس هو الثأر والتشفي، فراحة وفرحة الجرحى والشهداء وأسرهم، في إنتصار الثورة وبلوغ غاياتها الكبرى،بإذن الله.
aabdoaadvo2019@gmail.com
لقد ظل العسكر يكيدون للثورة بخلق وتأجيج الأزمات، ثم يقول البرهان أن المسؤولية تقع على الحكومة التنفيذية، وواقع الحال يشهد على دور العسكر المتعمد في إفشال المرحلة الإنتقالية.!
ثم يعيد البرهان وضع مصداقيته في الميزان، فيسمي ما قام به في 25 أكتوبر بتصحيح المسار، والواقع يشهد بأنه إنقلاب يشكل أكبر جريمة في حق وطن يبحث عن الخلاص، بعد أسر امتد لثلاثين عاماََ.!!
ولما فشل في المضي بإنقلابه للأمام أصدر البرهان بيانه الذي يعلن فيه خروج الجيش من الحكم والسياسة، ويطلب من المدنيين تشكيل الحكومة، وفي الوقت الذي لا زال فيه الناس بين مكذب ومصدق، خرج الشيخ الطيب الجد، بمبادرة تفوض العسكر بتشكيل الحكومة، فإذا بالجنرال ينسى إلتزامه بالخروج من الحكم والسياسة، ويعلن تأييده ومباركته للمبادرة، بما يعني إستعداده بأن يقوم (هو) بتشكيل الحكومة التي طلب (هو) من المدنيين تشكيلها. .!!!
هذا ما كان من أمر المصداقية، أما بالوقوف على مبادرة الشيخ التي تقوم على إشراك الجيش في السياسة والحكم، فنجدها قد حددت محاور وأهداف وعهدت مهمة تنفيذها لمكونات على رأسها (الطرق الصوفية والطوائف والجماعات الدينية والادارات الأهلية)، ومعلوم أن تاريخ وسيرة الطرق الصوفية تقول أنها محل إحترام وتقدير الشعب السوداني، كجماعات دينية مهتمة بنشر الإسلام برفق ومحبة، وحرص على الأمن والسلام والنسيج الاجتماعي، بعيداً عن السياسة ومنعرجاتها، ورغم أن الأنظمة الشمولية تحاول استغلال بعضها سياسياََ لكن معظمها ظلت محصورة في مجالها الديني، فتخيلوا سادتي ما قائم الآن من خلافات واختلافات بين القوى المدنية، ثم لتأتي مبادرة الشيخ لتضم إليها طرق صوفية وطوائف وجماعات دينية وإدارات أهلية، على ما بينها هي ذاتها من خلافات وإختلافات .؟!!! بالإضافة إلى المؤتمر الوطني المطلوب ضمه بمنطق المبادرة الذي ينادي بأن لا يستثني الحوار أحد؟!!
إن وحدة قوى الثورة أمر مطلوب، لكن كيف يكون المؤتمر الوطني من قوى الثورة التي ما قامت إلا لإنهاء حكمه وإزالة تمكينه وإسترداد المال العام منه ومن أنصاره؟! تمهيداََ لانتخابات حرة ونزيهة.
لقد تم حل حزب المؤتمر الوطني بأمر الثورة، لكنه عاد للمشهد بوقوف أنصاره وراء إنقلاب 25 أكتوبر ! ودخولهم في صراع يومي مع الثورة ! وما هذه المبادرة إلا شكل من أشكال ذلك الصراع ! فكيف يكون من قوى الثورة وهي تهدف لهزيمته وهو يهدف لوأدها ؟!
إن ما أوردته معلوم للكافة، لكنه نقاش هادئ مع مولانا الجد، بعيداً عن منطق (الكلب والجمل)، ليتكرم بسحب مبادرته/ تهم، وإلا فمصيرها الفشل الحتمي.
نعود لسعادة الجنرال برهان لنسأل: ما الذي جعلة يؤيد المبادرة وينسى تعهده بالخروج من السياسة؟! يلاحظ أن المبادرة تنص على: (التسامح الأهلي والوطني عبر آلية المصارحة والمصالحة)، ورغم أنه هدف تنص عليه معظم المبادرات، لكن الفرق هو أن المكون العسكري يرى أن الآلية بالتشكيل الذي يسيطر عليه شيوخ الطرق الصوفية والجماعات الدينية ورجال الإدارة الأهلية، ستكون أكثر إجتهادا وإصراراََ في البحث عن مخرج آمن للعسكر، أو المزيد من تعقيد المشهد، لتبرير التعجيل بالانتخابات.!
إن صح هذا الفهم أو لم يصح، فإن هذه المبادرة تؤكد بأن محاولات إفشال عودة الثورة لمسارها لن تتوقف، فلا سبيل لمواجهتها إلا بوحدة قوى الثورة، وعلى رجال المقاومة المبادرة بصناعة الحدث قبل أن يصنعهم.!، بأن يتداركوا أمرهم ويهتموا بالفعل السياسي الذي لا يحتمل تصلب المواقف، ويخطوا نحو الحوار الجاد مع بقية القوى المدنية، فالثورة هي الباقية وهي المنتصرة.
والنداء المخلص الذي يمكن توجيهه للثوار وأسر الشهداء، هو أن يفدوا هذه الثورة العظيمة بدماء الجرحى والشهداء، بأن لا يكون الهاجس هو الثأر والتشفي، فراحة وفرحة الجرحى والشهداء وأسرهم، في إنتصار الثورة وبلوغ غاياتها الكبرى،بإذن الله.
aabdoaadvo2019@gmail.com