الجوع كافر
د. عبد اللطيف البوني
19 February, 2013
19 February, 2013
عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]
الانباء المؤكدة القادمة من دولة الجنوب تقول ان هناك مجاعة طاحنة خاصة في الشريط الذي يجاور دولة السودان وقال لي صديق مقيم في الرنك ذكرت اسمه هنا من قبل ان الناس (مافضل ليها الا ان تاكل بعضها ) بينما الجيش الشعبي يقتحم وياخذ ما يحلو له من المواطنين المعدمين فهذا الجيش مازال يتعامل بعقلية حرب الغويرلا هذا مع تاخر المرتبات سلفاكير من جانبه اعلن عن المجاعة في اكثر من ولاية وبشجاعة يحسد عليها النميري رحمه الله عليه (وهذة قصة اخرى)
الذين يظنون ان المجاعة في الجنوب تهدد نظام الحركة الشعبية الحاكم مخطئون لعدة اسباب اولها ان الحكومة الجنوبية مازالت تتعامل بعقلية الثوار وان شئت قل المتمردين فليس لها قضية مع معاش الناس حتى بعد الاستقلال فالتحرير قبل التعمير مازال مفعوله ساريا بدليل انهم اغلقوا ابار النفط حتى لايشفطه المندكورات (تاااين خرطوم) فنحن نموت من الجوع لكي تسمتع الاجيال القادمة بخيرات بلدها ثم ثانيا وهو الاهم الدولة لاجود لها في معظم الجنوب ومناطق المجاعة خاصة فهناك شعب وحكومة فقط فالجوعى في ذلك الشريط المشار اليه لاينظرون الي جوبا ولاينتظرون منها شئ بالتالي لن يهددوا حكومتها باي تهديد لابل ينظرون الي جيرانهم الشماليين فان خيبوا رجاؤهم فسوف ينظرون لهم نظرة اعداء وهذا مايسعى اليه البعض
بالطبع في هذا الجو المشحون بالعداء وحشد الجيوش وقطاع الشمال وتعبان دينق وحركات دارفور المسلحة والذي منه ومع استدعاء روح (شوت تو كل) اي صوب واطلق واقتل وتصدر اخبار الجمعة للعربات المقبوض عليها وهي محملة ومتجه نحو الجنوب لن يجرؤ احد على المطالبة بان بان يطالب بفتح الحدود وتصدير الذرة للجنوب ناهيك عن المطالبة باغاثة جوعى الجنوب ولكن دعونا نضع الامر في اطار اوسع شوية ونسال اليس لدينا واجب انساني تجاه جيراننا لنا واخوة في الانسانية كانوا جزءا منا في يوم من الايام ؟ من ناحية دينية هذا الشريط عدد المسلمين في الاسرة الواحدة منه اكثر من حملة الديانات الاخرى لابل حتى هؤلاء غير المسلمين يلبسون الجلابية والعمة والعراقي والسروال يتسمون باسماء الشماليين ذكرنا الاديان لانه غدا سيظهر لهم من الاديان الاخرى من يطعهم
طيب خلونا نضع الانسانية والاديان جانبا ونتكلم من ناحية اقتصادية فالسودان يعاني هذة الايام من وفرة في الذرة وهبوط في اسعاره و مزارعوا القضارف صاحوا قائلين( الروب) فالاسعار نزلت من اربعمائة جنية الي ثلاثمائة جنيه للاردب وهذا يعني ان الحصاد قد توقف فتح باب التصدير لم يحل المشكلة فارتيريا سوقها محدود وتكلفة التصدير للبلاد الاخرى كبيرة فلو مخرت الشاحنات من القضارف الي الجنوب حيث السوق القديم (اكل وشراب) ويضاف لذلك الان المنظمات العالمية التي قد تشتري بالاخضر الابراهيمي او مايعادله فان المزارعون سوف يهتزون طربا ويكتمل الحصاد وهذا كله بشرى للموسم القادم
تاني خلونا نرخي الانسانية والاديان والاقتصاد ونتكلم شوية سياسة فلو قالت الحكومة انها بغض النظر عن اتفاقيات التعاون ومقايضة النفط بالامن وبغض النظر عن قطاع الشمال والدوشمان الذي يدور في المنطقتين انها على استعداد للسماح للمنظمات الطوعية السودانية بان تغيث جوعى الجنوب ويمكن لحكومة الجنوب اوالمنظمات هناك ان تتفاوض معها لكي تضمن وصول الاغاثة للجماعة المستهدفة وليس للحكومة او الجنود المحاربين , تخيلوا الكسب السياسي الذي يمكن ان يؤدي الي ازالة الاحتقان القائم الان والذي قد يكون بداية لحلحلة حالة الحرب .. ...مؤكد ان هناك من يقل (اكان كلامك لموا عليك )
(ب)
المقال ادناه نشر في العاشر من فبراير الجاري
الجماعة طلعوا العصي
دولة جنوب السودان ومن خلفها امريكا واخرون يطالبون بتنفيذ الجزء المتعلق بالنفط في اتفاقيات التعاون الموقعة بين الرئيسين البشير وكير في اديس اببا في سبتمبر الماضي دون ربط ذلك بالاتفاقيات الامنية التي تعثر تنفيذها بحجة ان النفط لم يعد له مشكلة لافي الاتفاق ولافي التنفيذ فكل الشغلانة ابار تفتح وانابيب تضخ ومعالجات فنية تتم . ولكن الخرطوم حلفت بالطلاق بانه ولابرميل نفط يدخل السوق طالما ان الاتفاقيات الامنية لم تنفذ بصورة عامة والارتباط بين دولة الجنوب وجيش قطاع الشمال على وجه الخصوص
دولة الجنوب سعت بكل ما لديها من دبلوماسية وسند دولي وافريقي لاجبار السودان على تنفيذ اتفاقية النفط وقبول مقترح امبيكي الخاص بايي فكان التلويح بنقل الخلافات لمجلس الامن حيث يكثر اصدقاء دولة الجنوب المخلصين وكرباج الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة فضغوط دولة الجنوب على السودان الدبلوماسية والسياسية واضحة للعيان ولكن يبدو ان دولة الجنوب لم تكتفي بتلك الضغوط الخارجية المرئية ففتحت دولابها المحلي واخرجت منه عدة عصي ولعل اكبرها واكثرها قدرة على احداث الامر المطلوب عصاة الماء والكلا
الاستاذ الصحفي الشاب بصحيفة السوداني / محمد حمدان والذي عودنا على النظر الدقيق الواعي في مناطق التماس بين السودان وجنوب السودان كتب تقريرا ضافيا في يوم الخميس المنصرم عن احوال الرعاة في بحر العرب والمحنة التي بدات تواجههم جراء وجود الجيش الشعبي في الطريق الذي كان يعبره الرعاة بمواشيهم الي الجنوب بعد نهاية فصل الخريف للتمتع بالماء والكلا في دولة جنوب السودان وهذا الامر اثر على قبليتي المسيرية والبقارة بمواشيهم الذي يقدر عددها بثلاثة ملايين راس وهي كل ثروتهم التي يعيشون بها فمنعها من التوجه جنوبا وعبور بحر العرب يعني الحكم بالاعدام عليها وعليهم بعيدا عن تقرير محمد حمدان يمكن اضافة قبائل رفاعة في النيل الازرق وقبائل سليم في النيل الابيض
منذ الازل والي العام الماضي كانت عمليات التنقل والترحال بين القبائل كانت تتم بتنظيم عرفي قبلي وبكل سلاسة ولكن قبل فترة كتبنا في هذا المكان الصيحة (اين الدينكا ؟ ) التي اطلقها القيادي المسيري السيد /بشتنة ومن خلال نشرة العاشرة في تلفزيون السودان عندما قال ومن خلال التلفون انهم بصدد التوجه جنوبا ولكنهم للاسف لم يجدوا نظرائهم الدينكا الذين كانوا يتفاهمون معهم فكل الذي امامهم هو الجيش الشعبي وهاهو الاستاذ محمد حمدان يؤكد ما ذهب اليه بشتنة من ان زعماء العشائر الدينكاوية قد اختفوا او اخفيوا ليحل محلهم الجيش الشعبي الذي اكل ودون ان يطرف له جفن كل الابقار التي ذهبت للجنوب من تلقاء نفسها دون ان يتبعها اصحابها
عليه ومما تتقدم ان القبائل العربية وبمواشيها لم تعد في مواجهة قبائل الجنوب انما اصبحت في مواجهة دولة الجنوب ممثلة في جيشها النظامي , اها ماذا تريد دولة الجنوب ؟ تريد البترول , تريد ابيي , تريد سماحة وحاجات تانية حامياني . ما العمل ؟ الحل النهائي والبعيد والناجع هو توطين الرحل ليس للاستغناء عن دولة الجنوب فقط انما لاعادة تخطيط المنطقة اقتصاديا وربطها بالسوق المحلي والعالمي وهذا يشبه بالضبط فكرة دولة الجنوب بالاستغناء عن خط انابيب السودان والبحث عن بدائل اخرى كخط جديد عبر كينيا او التناكر او .. .اذن الشغلانة محتاج لحل اسعافي عاجل والمفتاح عند النجار والنجار عاوز عروس والعروس ...و... (شفتو كيف ؟)