الجيش السوداني يساعد روسيا على تنفيذ خططها في أفريقيا
رئيس التحرير: طارق الجزولي
6 June, 2024
6 June, 2024
السودان يحاول الاستفادة من الدول والأنظمة العسكرية التي استعانت بروسيا لتثبيت أركان حكمها، وهو ما تترجمه زيارة كباشي إلى مالي والنيجر.
الذهاب بعيدا في استفزاز الغرب
الخرطوم – العرب/ وجد قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان في روسيا حليفا جيدا محتملا، وقرر الذهاب بعيدا في استفزاز الغرب، من خلال عدم الاقتصار على بناء علاقات متينة مع موسكو بل أيضا مساعدتها على تنفيذ إستراتيجيتها في أفريقيا.
وليس صدفة أن يقوم نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، رفقة وزراء الخارجية والمالية والمعادن، بزيارة إلى روسيا حاليا، بينما يقوم نائب قائد الجيش الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، رفقة وزير الدفاع، بزيارة إلى كل من مالي والنيجر.
وبدأ ملف العلاقات بين السودان وروسيا يزداد سخونة إثر عودة الحديث عن ضخ دماء في اتفاقيات عسكرية سابقة بينهما، وتحول تمدد موسكو في الساحل الأفريقي إلى تهديد إستراتيجي للمصالح الغربية وفرض كماشة روسية عليها.
سببُ التزامنِ بين زيارة كباشي إلى مالي والنيجر وزيارة مالك عقار إلى موسكو هو التقارب بين روسيا وقادة البلدين
وأدلى السفير السوداني في موسكو محمد سراج بتصريحات لوكالة الأنباء الروسية سبوتنيك قال فيها “إن الخرطوم لن تتخلى عن التزاماتها ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، وإن المشكلة تكمن في بعض الإجراءات التنفيذية، وإن البلدين وقعا على الاتفاقية التي سيتم بموجبها بناء القاعدة العسكرية”.
ومؤخرا أشارت وسائل إعلام محلية إلى وجود مسودة اتفاق سوداني – روسي تمتد 25 عاما، وتنتهي برغبة أحد الطرفين في إنهاء اتفاق تقدم من خلاله روسيا إلى الجيش السوداني “عتادا حربيا وفق برتوكول منفصل، ولن يتعدى التواجد الروسي 300 شخص، ولا يزيد عدد السفن الموجودة بنقطة الدعم الفني أربع قطع”.
ووقع السودان وروسيا في نهاية عهد الرئيس السابق عمر البشير عام 2019 على اتفاقية لإنشاء مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان.
وأعلن مساعد قائد الجيش الفريق أول ياسر العطا في 25 مايو الماضي أن موسكو طلبت منحها نقطة تزود بالوقود في البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخيرة، وقال إن البرهان سيوقع على الاتفاقية المنظمة للطلب الروسي قريبًا.
وقال المحلل السياسي السوداني محمد توشين إن “الزيارات المتبادلة لقادة الجيش وأعضاء مجلس السيادة إلى موسكو على فترات زمنية متقاربة تبرهن على أن السودان يرغب في توطيد علاقاته مع روسيا، على أمل أن يتم الحصول على الدعم اللازم سياسيّا وعسكريّا، والتأكيد على أن السودان بوضعه الحالي مازال قادرا على صنع تحالفات جديدة”.
oo
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “روسيا تسعى للوصول إلى ساحل البحر الأحمر، بقطع النظر عن تسمية الإطلالة عليه، لكنها تشكل أهمية كبيرة لتأثيرها على إيصال الدعم والإمداد إلى مناطق سيطرتها في الساحل الأفريقي، وتوظف حاجة السودان إلى تطوير منظومة التسليح، خاصة أن الجيش يعتمد على السلاح الروسي”.
ولفت إلى أن السودان يحاول الاستفادة من الدول والأنظمة العسكرية التي استعانت بروسيا لتثبيت أركان حكمها، وهو ما تترجمه زيارة كباشي إلى مالي والنيجر.
وتمثل زيارة مالك عقار إلى موسكو تطورا مهما بعد زيارات متبادلة بين السودان وروسيا، بدأها في أبريل الماضي مدير جهاز المخابرات العامة الجنرال أحمد مفضل عندما شارك في فعاليات الملتقى الثاني عشر لكبار القادة الأمنيين الذي استضافته روسيا.
ملف العلاقات بين السودان وروسيا بدأ يزداد سخونة إثر عودة الحديث عن ضخ دماء في اتفاقيات عسكرية سابقة بينهما
وبحث مفضل خلال الزيارة ملف العلاقات الثنائية مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف الذي زار بورتسودان في مايو الماضي، والتقى مسؤولين على رأسهم الجنرال البرهان، مؤكدا في ختام زيارته أن “مجلس السيادة هو السلطة الشرعية التي تمثل الشعب السوداني وجمهوريته”، في إشارة توحي بالتنصل مما تردد سابقا حول دعم عناصر فاغنر الروسية قوات الدعم السريع، وتوقف ما جرى الحديث عنه مؤخرا بشأن التوقيع على صفقات أسلحة بين السودان وأوكرانيا.
وقالت تقارير سودانية إن سبب ارتباط زيارة كباشي إلى كل من مالي والنيجر بزيارة مالك عقار هو التقارب بين موسكو والقادة العسكريين في البلدين الأفريقيين، ما يعني أن هناك بعدا سياسيا في التزامن، وأن السودان يريد تعزيز علاقاته مع روسيا من خلال مساعدتها على تنفيذ إستراتيجيتها في قارة أفريقيا.
وأفاد بيان صحفي سوداني بأن كباشي سيجري خلال زيارته إلى النيجر ومالي، التي بدأت الثلاثاء، مباحثات تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والسودان وسبل تعزيزها، و”تطورات الحرب الدائرة الآن وتأثيرها على المحيط الإقليمي والدولي”.
ويقوم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بزيارة إلى كل من الكونغو برازافيل وتشاد في سياق تعزيز وجود بلاده في أفريقيا، وزودت موسكو النيجر بأنظمة دفاع جوي، ومئة مدرب عسكري، وتريد إنشاء ممر تجاري لنقل الموارد الطبيعية من منطقة الساحل إلى روسيا عبر موانئ في ليبيا والسودان.
الذهاب بعيدا في استفزاز الغرب
الخرطوم – العرب/ وجد قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان في روسيا حليفا جيدا محتملا، وقرر الذهاب بعيدا في استفزاز الغرب، من خلال عدم الاقتصار على بناء علاقات متينة مع موسكو بل أيضا مساعدتها على تنفيذ إستراتيجيتها في أفريقيا.
وليس صدفة أن يقوم نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، رفقة وزراء الخارجية والمالية والمعادن، بزيارة إلى روسيا حاليا، بينما يقوم نائب قائد الجيش الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، رفقة وزير الدفاع، بزيارة إلى كل من مالي والنيجر.
وبدأ ملف العلاقات بين السودان وروسيا يزداد سخونة إثر عودة الحديث عن ضخ دماء في اتفاقيات عسكرية سابقة بينهما، وتحول تمدد موسكو في الساحل الأفريقي إلى تهديد إستراتيجي للمصالح الغربية وفرض كماشة روسية عليها.
سببُ التزامنِ بين زيارة كباشي إلى مالي والنيجر وزيارة مالك عقار إلى موسكو هو التقارب بين روسيا وقادة البلدين
وأدلى السفير السوداني في موسكو محمد سراج بتصريحات لوكالة الأنباء الروسية سبوتنيك قال فيها “إن الخرطوم لن تتخلى عن التزاماتها ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، وإن المشكلة تكمن في بعض الإجراءات التنفيذية، وإن البلدين وقعا على الاتفاقية التي سيتم بموجبها بناء القاعدة العسكرية”.
ومؤخرا أشارت وسائل إعلام محلية إلى وجود مسودة اتفاق سوداني – روسي تمتد 25 عاما، وتنتهي برغبة أحد الطرفين في إنهاء اتفاق تقدم من خلاله روسيا إلى الجيش السوداني “عتادا حربيا وفق برتوكول منفصل، ولن يتعدى التواجد الروسي 300 شخص، ولا يزيد عدد السفن الموجودة بنقطة الدعم الفني أربع قطع”.
ووقع السودان وروسيا في نهاية عهد الرئيس السابق عمر البشير عام 2019 على اتفاقية لإنشاء مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان.
وأعلن مساعد قائد الجيش الفريق أول ياسر العطا في 25 مايو الماضي أن موسكو طلبت منحها نقطة تزود بالوقود في البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخيرة، وقال إن البرهان سيوقع على الاتفاقية المنظمة للطلب الروسي قريبًا.
وقال المحلل السياسي السوداني محمد توشين إن “الزيارات المتبادلة لقادة الجيش وأعضاء مجلس السيادة إلى موسكو على فترات زمنية متقاربة تبرهن على أن السودان يرغب في توطيد علاقاته مع روسيا، على أمل أن يتم الحصول على الدعم اللازم سياسيّا وعسكريّا، والتأكيد على أن السودان بوضعه الحالي مازال قادرا على صنع تحالفات جديدة”.
oo
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “روسيا تسعى للوصول إلى ساحل البحر الأحمر، بقطع النظر عن تسمية الإطلالة عليه، لكنها تشكل أهمية كبيرة لتأثيرها على إيصال الدعم والإمداد إلى مناطق سيطرتها في الساحل الأفريقي، وتوظف حاجة السودان إلى تطوير منظومة التسليح، خاصة أن الجيش يعتمد على السلاح الروسي”.
ولفت إلى أن السودان يحاول الاستفادة من الدول والأنظمة العسكرية التي استعانت بروسيا لتثبيت أركان حكمها، وهو ما تترجمه زيارة كباشي إلى مالي والنيجر.
وتمثل زيارة مالك عقار إلى موسكو تطورا مهما بعد زيارات متبادلة بين السودان وروسيا، بدأها في أبريل الماضي مدير جهاز المخابرات العامة الجنرال أحمد مفضل عندما شارك في فعاليات الملتقى الثاني عشر لكبار القادة الأمنيين الذي استضافته روسيا.
ملف العلاقات بين السودان وروسيا بدأ يزداد سخونة إثر عودة الحديث عن ضخ دماء في اتفاقيات عسكرية سابقة بينهما
وبحث مفضل خلال الزيارة ملف العلاقات الثنائية مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف الذي زار بورتسودان في مايو الماضي، والتقى مسؤولين على رأسهم الجنرال البرهان، مؤكدا في ختام زيارته أن “مجلس السيادة هو السلطة الشرعية التي تمثل الشعب السوداني وجمهوريته”، في إشارة توحي بالتنصل مما تردد سابقا حول دعم عناصر فاغنر الروسية قوات الدعم السريع، وتوقف ما جرى الحديث عنه مؤخرا بشأن التوقيع على صفقات أسلحة بين السودان وأوكرانيا.
وقالت تقارير سودانية إن سبب ارتباط زيارة كباشي إلى كل من مالي والنيجر بزيارة مالك عقار هو التقارب بين موسكو والقادة العسكريين في البلدين الأفريقيين، ما يعني أن هناك بعدا سياسيا في التزامن، وأن السودان يريد تعزيز علاقاته مع روسيا من خلال مساعدتها على تنفيذ إستراتيجيتها في قارة أفريقيا.
وأفاد بيان صحفي سوداني بأن كباشي سيجري خلال زيارته إلى النيجر ومالي، التي بدأت الثلاثاء، مباحثات تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والسودان وسبل تعزيزها، و”تطورات الحرب الدائرة الآن وتأثيرها على المحيط الإقليمي والدولي”.
ويقوم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بزيارة إلى كل من الكونغو برازافيل وتشاد في سياق تعزيز وجود بلاده في أفريقيا، وزودت موسكو النيجر بأنظمة دفاع جوي، ومئة مدرب عسكري، وتريد إنشاء ممر تجاري لنقل الموارد الطبيعية من منطقة الساحل إلى روسيا عبر موانئ في ليبيا والسودان.