الجيل الراكب راس!!
أشرف عبدالعزيز
19 December, 2022
19 December, 2022
الصباح الجديد –
يوم 19 ديسمبر كان لوقت قريب يوم لاحياء ذكرى واحدة ولكنها عزيزة على الشعب السوداني فهو اليوم الذي أعلن فيه استقلال السودان من داخل البرلمان ..ونتيجة لفشل الحكومات المتعاقبة لم يعد للاحتفال بذكرى استقلال السودان من داخل البرلمان مذاقاً خاصاً أو زخماً أو صدى بل تم تجاهله من معظم الحكومات خاصة الانقاذ التي حاولت اطفاء كل نيران الوطنية والاستعاضة عنها بأيدولوجية تنظيم أحادي وديكتاتورية مستبدة.
في المقابل ظلت البلاد ترزح تحت وطأة حكم العسكر وإن أبدى قيادات الأحزاب نوايا حسنة فعبدالله خليل سلم حكومة حزب الأمة للجنرال عبود وكان مصيره السجن في زنازين الرجاف ، وبتحالف مع العسكريين إستولى الحزب الشيوعي على الحكم أو كان الأكثر تأثيراً على مايو الحمراء ولكن إنتهى شعر العسل بين النميري والشيوعيين باعدام العراب عبدالخالق محجوب وزملائه الشفيع أحمد الشيخ وبقية الرفاق .
ظن الاسلاميون أنهم استفادوا من التجارب الماضية ومن أخطاء معركة القوى الوطنية في 1976 ووضعوا خطة استراتيجية وإخترقوا الجيش وتمكنوا من السيطرة على بعض مفاصله لينفذوا الانقلاب ، وبعد عام اعلنوا الشريعة وسيطروا على مفاصل البلاد وقدموا تضحيات جسام من أجل بقاء نظامهم ولكن دبت الخلافات في أوصالهم واستفرد العسكر بالحكم بعد أن وضعوا شيخ الحركة الاسلامية الدكتور الترابي في السجن وسجن ذوي القربى أشد مضاضة خاصة عندما يستغل العسكر نهازي الفرص من تلاميذه الذين لعبوا مع الشيخ وأنصاره لعباً ضاغطاً قتلوا فيه الابرياء ويتموا كثير من الأسر ومع ذلك كتبت نهايتهم بمن ولدوا من رحم الانقاذ وشربوا علقم الخيانة من وسط صفوفهم وهكذا قدر المأفونين.
حتى لا نذهب بعيداً فالفكرة من هذا السرد أن المؤسسة العسكرية منذ تأسيسها كقوة دفاع السودان مؤسسة منضبطة لم تتأثر بحركة السياسيين وفي كثير من الاحيان ردت على استغلالهم لها بالنكوص على خياراتهم والتخندق في خندق مصالحها إلا أن جاء الثوار الذين أطلقوا على أنفسهم (الجيل الراكب راس) وأطلقوا شعارهم (العسكر للثكنات) وفسروه بأنه ليست لديهم أي عداوة مع المؤسسة العسكرية وإنما حريصون على إصلاحها ودمج القوات والمليشيات المتعددة في جيش قومي واحد ، مهمته تنحصر في حماية الدولة المدنية وسيادتها من أي عدوان.
صحيح فقدنا شباب أعزاء في اطار هذه المعادلة الجديدة ولكن الراية لم تسقط وحتى الاتفاق الاطاري الحالي الذي قطع شوطاً في حسم كثير من القضايا العالقة لم ولن يكن بالإمكان لولا صمود وجسارة هؤلاء الشباب الذين حددوا عنوان الدولة القادمة بأنها مدنية كاملة الدسم طال الزمان أو قصر ، لذلك التحايا الخالصة لهم ولنضالهم المستمر من أجل أن يتحقق حلمهم ، فهم من جعل ليوم 19 ديسمبر ذكرى ثانية تتجلى عظمتها في حسم أكبر طاغوت جثم على صدر البلاد والغاً في الفساد ومدمراً للموارد ومبدداً للثروات ..التحية لكم (الجيل الراكب راس) في ذكرى إنطلاق الثورة .
الجريدة
يوم 19 ديسمبر كان لوقت قريب يوم لاحياء ذكرى واحدة ولكنها عزيزة على الشعب السوداني فهو اليوم الذي أعلن فيه استقلال السودان من داخل البرلمان ..ونتيجة لفشل الحكومات المتعاقبة لم يعد للاحتفال بذكرى استقلال السودان من داخل البرلمان مذاقاً خاصاً أو زخماً أو صدى بل تم تجاهله من معظم الحكومات خاصة الانقاذ التي حاولت اطفاء كل نيران الوطنية والاستعاضة عنها بأيدولوجية تنظيم أحادي وديكتاتورية مستبدة.
في المقابل ظلت البلاد ترزح تحت وطأة حكم العسكر وإن أبدى قيادات الأحزاب نوايا حسنة فعبدالله خليل سلم حكومة حزب الأمة للجنرال عبود وكان مصيره السجن في زنازين الرجاف ، وبتحالف مع العسكريين إستولى الحزب الشيوعي على الحكم أو كان الأكثر تأثيراً على مايو الحمراء ولكن إنتهى شعر العسل بين النميري والشيوعيين باعدام العراب عبدالخالق محجوب وزملائه الشفيع أحمد الشيخ وبقية الرفاق .
ظن الاسلاميون أنهم استفادوا من التجارب الماضية ومن أخطاء معركة القوى الوطنية في 1976 ووضعوا خطة استراتيجية وإخترقوا الجيش وتمكنوا من السيطرة على بعض مفاصله لينفذوا الانقلاب ، وبعد عام اعلنوا الشريعة وسيطروا على مفاصل البلاد وقدموا تضحيات جسام من أجل بقاء نظامهم ولكن دبت الخلافات في أوصالهم واستفرد العسكر بالحكم بعد أن وضعوا شيخ الحركة الاسلامية الدكتور الترابي في السجن وسجن ذوي القربى أشد مضاضة خاصة عندما يستغل العسكر نهازي الفرص من تلاميذه الذين لعبوا مع الشيخ وأنصاره لعباً ضاغطاً قتلوا فيه الابرياء ويتموا كثير من الأسر ومع ذلك كتبت نهايتهم بمن ولدوا من رحم الانقاذ وشربوا علقم الخيانة من وسط صفوفهم وهكذا قدر المأفونين.
حتى لا نذهب بعيداً فالفكرة من هذا السرد أن المؤسسة العسكرية منذ تأسيسها كقوة دفاع السودان مؤسسة منضبطة لم تتأثر بحركة السياسيين وفي كثير من الاحيان ردت على استغلالهم لها بالنكوص على خياراتهم والتخندق في خندق مصالحها إلا أن جاء الثوار الذين أطلقوا على أنفسهم (الجيل الراكب راس) وأطلقوا شعارهم (العسكر للثكنات) وفسروه بأنه ليست لديهم أي عداوة مع المؤسسة العسكرية وإنما حريصون على إصلاحها ودمج القوات والمليشيات المتعددة في جيش قومي واحد ، مهمته تنحصر في حماية الدولة المدنية وسيادتها من أي عدوان.
صحيح فقدنا شباب أعزاء في اطار هذه المعادلة الجديدة ولكن الراية لم تسقط وحتى الاتفاق الاطاري الحالي الذي قطع شوطاً في حسم كثير من القضايا العالقة لم ولن يكن بالإمكان لولا صمود وجسارة هؤلاء الشباب الذين حددوا عنوان الدولة القادمة بأنها مدنية كاملة الدسم طال الزمان أو قصر ، لذلك التحايا الخالصة لهم ولنضالهم المستمر من أجل أن يتحقق حلمهم ، فهم من جعل ليوم 19 ديسمبر ذكرى ثانية تتجلى عظمتها في حسم أكبر طاغوت جثم على صدر البلاد والغاً في الفساد ومدمراً للموارد ومبدداً للثروات ..التحية لكم (الجيل الراكب راس) في ذكرى إنطلاق الثورة .
الجريدة