الحرب الأهلية …هل لا حت نذرها؟ الانقلابيون وسياسة حافة السكين

 


 

 

بعد أن تفاقم الصراعات القبلية الدامية التي تراوح مكانها في الشرق والغرب والجنوب ، لم يعد التخوف من الحرب الأهلية مجرد خوف من المستقبل البعيد ، بل كل المؤشرات تشير إلى قرب دنوها خاصة وأن النسيج الاجتماعي السوداني يذوب في خطاب الكراهية المتمدد والمستشرى بكثافة ، سيما وأن هناك من يحاول الاستفادة من القبائل في الأجندة السياسية كما هو الحال في عهد النظام البائد.(الجريدة) طرحت هذه القضية على قيادات سياسية وخبراء وخرجت بالمحصلة التالية:
الخرطوم: صحيفة الجريدة: سعاد الخضر
الانقلابيون وسياسة حافة السكين:
قال الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني نورالدين صلاح لـ(الجريدة) السودان تحت ظل السلطة الانقلابية الحالية يهوي بسرعة الضوء إلى الهاوية، ويبدو واضحاً انها تستخدم مع السودانيين سياسة حافة السكين وتقايضهم ما بين حريتهم ودولتهم التي يحلمون وما بين امنهم واستقرارهم.. ويبدو أنها لا تدرك بأنها باذكائها لهذه الصراعات فإنها تقود السودان إلى طريق تصعب العودة منه، حيث قد نصل إلى مرحلة اللاسودان.
وفي رده على سؤال حول كيفية تجاوز سيناريو الحرب الاهلية قال نور الدين اعتقد ان اول مداخل تجاوز لاي سيناريوهات متوقعة لأي حروب أهلية في السودان يمر بانهاء حالة الانقلاب التي تعيشها البلاد منذ 25 أكتوبر ، والتأسيس لوضع دستوري تقوم فيه الحقوق على اساس المواطنة ومن ثم الدخول إلى مصالحة مجتمعية تزيل كل رواسب الماضي وتفتح آفاقاً جديدة لثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر.. واردف هذا جهد لا تقوم به مؤسسات الدولة وحسب بل يجب ان يكون تياراً جارفاً يشمل كل مكونات المجتمع السوداني الثقافية والسياسية وبما يشمل واضعي المناهج الدراسية وراسمي السياسات العامة والمبدعين في كافة ضروب الابداع الفني المقروء والمسموع والمرئي.

قانون الحكم المحلي:
واوضح اكاديمي وخبير في الحكم المحلي انه للحفاظ على السودان مستقبلا من النزاعات يحب الإنتباه الى أن أهم قانون في السودان هو قانون الحكم المحلي لأنه يؤثر مباشرة على المواطن، واشار الخبير الى أن أهم نقطة في قانون الحكم المحلي التقسيم الجغرافي للولايات.. والمحليات والمدن والوحدات الإدارية ، وحذر في قانون الحكم المحلي القادم الذي سيتم وضعه بعد انهاء الانقلاب حذر من تقسيم المناطق الإدارية بحسب القبائل لانه مشروع لنزاعات قبلية مدمرة وحذر من أن يتم تقسيم المناطق الإدارية في السودان بشكل راسي لان هناك مناطق غنية ومناطق فقيرة الموارد، ولفت الى أن التقسيم الرأسي يجعل المناطق الغنية في سلة والمناطق الفقيرة في سلة مما ينتج عنه نزاع في الموارد لايبقي ولا يذر واقترح الخبير الاكاديمي بتقسيم السودان بشكل أفقي عرضي لأن هذا يضمن أن تضم المناطق الإدارية عدة قبائل ومناطق غنية الموارد ومناطق فقيرة الموارد حتى يحدث تكامل.
ولفت الى ان كل قوانين الحكم المحلي كانت في عهود الاستبداد العسكري واردف وبكل جهل وقعت في هذا المحظور، لأنها كلها كانت في الانظمة العسكرية والاستعمار.. ولم تجلب لا استقرار ولا رفاه.

الاتفاق على خط سياسي:
واشترط القيادي بحركة الاصلاح الآن د اسامة توفيق لتجاوز سيناريو الحرب اولاً ان تتفق كل القوى السياسية على خط سياسي يعلي قيمة الانتماء للوطن دون اقصاء لاي قوى سياسية، ثانيا القوات المسلحة السودانية هي درع الوطن وطالب بضرورة وقف كل الدعوات الهدامة التي تحاول النيل من قدراتها، ثالثا دمج قوات كل الحركات المسلحة والدعم السريع داخل القوات المسلحة، رابعا بسط هيبة الدولة وايقاف العبث الذي يحدث الان ، خامسا الاعلان العاجل عن الانتخابات لوضع القوى السياسية امام مسؤولياتها التاريخية، سادسا وقف التدخلات الاجنبية في الشأن السوداني.

استبعاد:
استبعد الخبير الأمني إمكانية نشوب حرب أهلية في السودان نتيجة لانتشار النزاعات القبلية واقر في الوقت ذاته بوجود نوع من التسيب الأمني وقال لـ(الجريدة) الاحوال الأمنية في السودان ضعيفة وهناك نوع من التسيب الأمني باعتبار ان القوات الأمنية الان مشغولة بالحراك السياسي والتظاهرات والمليونيات، بالإضافة إلى التنوع في الصراعات القبلية غربا وشرقا وجنوبا حتى في مناطق الوسط ووصفها بالكبيرة جدا ، واستدرك قائلا: لكن كل هذه السيولة الامنية لاتقود إلى حرب أهلية الا اذا تسلح الشعب ضد الحكومة ، هذا هو الطريق الوحيد الى الحرب الأهلية و(تابع) اما الصراعات القبلية فهي صراعات من أجل الموارد او الحواكير او النفوذ السياسي ويمكن أن تحل و لا تقود إلى حرب اهلية، وارجع ذلك لان النزاعات التي حدثت بين قبائل متجاورة ومتصاهرة ورأى أن تلك الصراعات المسلحة تتدلع لاسباب قد تكون غير مقنعة للجميع لكن هنالك اسباب سواء كان حواكير او موارد او نفوذ سياسي او حتى النظارات والعمد والمشايخ وتوزيع الأراضي من قبل المسؤولين واوضح أن الحرب الأهلية تحدث بسبب الصراع حول الحكم، وأوضح أن الازمة السياسية الحالية التي تتمظهر بوضوح في التظاهرات سلمية التي تتم التعامل معها السلطات باستخدام قوة مفرطة وزاد اذا تسلح الشباب و الشعب هذا هو الطريق إلى الحرب الأهلية.
وفي رده على سؤال حول إمكانية تفادي سيناريو الحرب الأهلية قال بمكن تفادي هذا السيناريو بالجلوس كسودانيين وتقديم التنازلات التي تفضي إلى اتفاقيات و تفاهمات من أجل تشكيل حكومة ، وبالتالي مثلث الازمة الذي يتكون من المكون العسكري والقوى السياسية ولجان المقاومة يجب أن يعلمون أن التمترس خلف المواقف والخيارات الصفرية والعدمية قد يقود إلى الحرب الأهلية وبالتالي لن يكون هناك سودان نبكي عليه لم نحافظ عليه كالرجال واستبعد القيادي بحركة تحرير السودان ادم خميس إمكانية نشوب حرب أهلية بالبلاد.
وقطع بأنه يكمن تجاوزها بارادة الشعب عامة لانه متوحد ضد الانقلاب الذي يسعى لتحرير البلاد وتحقيق الحكم المدني لوقوف الشعب ضد العسكرية ، وقال ادم لـ(الجريدة) أما من يريدون السلطة ويسعون للسيطرة عليها وانقلاب للبرهان برغم أنه أقترب من العام عاجز عن الاستمرار أو تشكيل حكومة وكذلك اعوانه في سلام جوبا ومازال الشعب يخرج في مليونيات وهناك عدم استقرار ، وارجع إمكانية عدم لجوء الانقلابيين لسيناريو الحرب الأهلية لأنهم يدركون مصيرهم لو سقطوا سيذهبون إلى المحاكم ونهايتهم ستكون سيئة لو لجأوا إلى إشعال فتيل الحرب فهو اكبر خطر بالنسبة لهم، واردف ممكن ينهزموا ويتم إلقاء القبض عليهم بالتالي هم خائفين واي طرف يشعل الحرب في الخرطوم سينتهي خاصة الانقلابيين لأن الشعب سيتحد ضدهم حتى حملة السلاح سيقفون مع الشعب ولو اتحد البرهان وحميدتي هناك اطرافا سيقفون ضدهم عبد الواحد والحلو لو اشعلوا الحرب في الخرطوم المقاومة لاتخشى، وتوقع حدوث مواجهات مسلحة حال حدوث ذلك بسبب انتشار السلاح ولفت الى أنه على الرغم من انتشار السلاح (أمر سيء ) لكن هو الضامن الوحيد لعدم اندلاع الحرب ،وأكد رئيس هيئة الأركان بالقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، قدرة القوات المسلحة وجاهزيتها، مشددا على أنها في أفضل حالاتها لتأمين السودان ومقدراته، وأنها لن تفرط في أمن البلاد أو تماسكها.
وذكرت القوات المسلحة السودانية، في بيان ، أن الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، تلقى تهاني عيد الأضحى بهيئة الأركان بالخرطوم، من أعضاء هيئة الأركان وقادة القوات الرئيسة والمفتش العام والضباط برتبة الفريق ومدراء الأفرع والإدارات وقادة الوحدات بالعاصمة.
وتمنى الحسين أن ينعم السودان بالأمن والاستقرار في ظل وجود قوات مسلحة أكثر قوة ومنعة، موضحا أن القوات المسلحة تتابع الأوضاع في المناطق المتأثرة بتداعيات الأحداث الأخيرة وتعمل على احتواءها بالتنسيق مع لجان الأمن. وأعرب عن أسفه لما حدث بإقليم النيل الأزرق مشددا على عدم السماح بانزلاق البلاد إلى الفوضى. وثمن التنسيق بين لجان أمن الولايات وقيادات الفرق لحفظ الأمن والاستقرار، مؤكدا استعداد قيادة القوات المسلحة لدعم قواتها ومساندة القوات النظامية الأخرى لمجابهة التحديات الماثلة.
الجريدة

 

آراء