قرات معظم مؤلفات فرانسيس دينق المفكر والمنظر السوداني وهو الان جنوب سوداني التي قام بترجمتها مركز الدراسات السودانية كما قرات معظم مؤلفات الدكتور حيدر علي ابراهيم التي نشرها ذات المركز الذي يقف على راسه هو بنفسه , تلقيت دعوات متكررة من مركز الخاتم عدلان لحضور ندوات فكرية او مشاهدة افلام غربية ذائعة الصيت ولكن للاسف لم اتمكن من تلبية اي منها لانها كانت تقام مساء وظروف سكني خارج العاصمة تقف حائلا بيني وبين الخرطوم بالليل ولكنني قرات في الصحف الكثير من القضايا الحيوية التي تمت مناقشتها في مركز الخاتم . قصدت القول بهذة الرمية ومن خلال تجربة شخصية ان هذاين المركزين من مراكز الاشعاع الفكري التي ينبغي ان تحتفي بهما العاصمة السودانية وحركة الثقافة السودانية ولكن للاسف عوضا عن ذلك قامت الحكومة ممثلة في وزارة الاعلام باغلاقهما مع اخريات وبدم بارد
قالت الحكومة ان هذة المراكز تتلقى تمويلا خارجيا علما بان هذة المراكز لم تقل انها تمول تمويلا كاملا من الداخل لان ليس هناك ما يعيب في التمويل الخارجي فكل حكومات العالم الثالث بمافيها الحكومة السودانية تتلقى التمويل الخارجي كل المؤسسات الحكومية والاهلية تتلقى الدعم الخارجي لابل تجمع الممؤلين وتكرم مسواهم وتحتفي بهم وتفرجهم على ثمار اوقفاهم التي اوقفوها دعما للجهات الداخلية ليس هذا فحسب بل هناك توجها عالميا بدعم المؤسسات الاهلية المجتمعية التي لاصلة لها بالدولة والحكومات الفالحة هي التي تشجع مواطنيها على استقطاب الدعم الخارجي لتطوير نشاطهم الداخلي فاهل الخير ليس لهم دينا او وطنا او لونا معينا فهم منتشرون في كل الدنيا
تقول الحكومة ان تلك المراكز تخدم اجندة خارجية تسعى للاضرار بامن البلاد ولكنها لم تبثت ذلك فهذة المؤسسات تعمل بترخيص من حكومة السودان ومستوفية لكل الشروط لابل العقبات التي وضعتها الدولة في طريقها وعندما تم اغلاقها احتجت لدى دولة السودان ذات نفسها وبالوسائل التي يحددها دستور السودان الماثل اذ كتبت مذكرة احتجاجية وتوجهت بها للموفوضية القومية لحقوق الانسان التي كونتها الحكومة واعطتها مقرا في شارع 33 بالعمارات ولكن منعتهم قوات الامن من تقديمها الامر دعا المفوضية لاصدار بيان تدين فيه الجهة التي حالت بينها وبين رافعي المذكرة وبهذا تكون تلك القوة قد منعت موظف دولة من تادية وظيفته فهل يعقل ان ترتكب الحكومة جناية او جنحة حتى في حق نفسها ؟ ثم ثانيا ماهو عمل هذا المفوضية ان لم تستقبل هؤلاء الذين يرون بان حقوقهم كمواطنين قد انتهكت
قام نفس الحكومة وهي تدين مذكرة الفجر الجديد باعتبارها تعطي مشروعية للعمل المسلح فالعمل المسلح لايجد السند او الدعم او حتى التعاطف من الكثيرين لان عواقبه وخيمة على البلاد والعباد ولكن عندما تقوم الحكومة بمحاربة الذين يقدمون الفكر والاستنارة ويخاطبون العقول فقط تصبح حكومة متناقضة مع نفسها ومطففة في مكاييلها اللهم الا اذا كانت الحكومة تعادي شعبها وفي شكل افراد وهذة حرب خاسرة في زمن الاسافير والسموات المفتوحة
(ب )
(تقريش) الحالة السودانية
لم يرتفع حاجب اي مراقب للشان السوداني ولو بمعدل مليمتر واحد لفشل مفاوضات اللجنة السياسية والامنية بين دولتي السودان كما لم يندهش من قبل اي مراقب لفشل المحادثات حول ابيي وكما كان متوقعا فقد رفع الامرين الي لقاء الرئيسين المرتقب ولو كنت واحدا من هذاين الرئيسين لقلت بمل الفم (تطير عيشة الرئيسين يحلوا شنو ويخلو شنو ؟ )
الرئيسان يحكمان ولكن لايتحكمان وهذا شئ طبيعي فمن قبل اتفق الرئيسان في محادثات سبتمبر الماضي اتفاقا تاما على مسالة الميل 14 اي منطقة سماحة واسمها القديم سفاهة ولكن بمجرد ان عاد الرئيس سلفا الي جوبا قابله الجنرال بول ملونق حاكم شمال بحر الغزال بمؤتمر صحافي يرفض فيه اتفاق الميل 14 ومتهما دينكا بحر الغزال بقيادة سلفاكير ببيع دينكا ملوال المنتمي اليهم ملونق وهاهو وفد الجنوب في اللجنة الامنية السياسية ياتي لاديس اببا في الاسبوع المنصرم متابطا افكار ملونق
لاشئ يمنعنا من التكهن بان الرئيسين سوف يتفقان في المحادثات القادمة على مسالة عضوية تشريعي ابيي (القندول الذي شنقل اخر ريكة من ريكات ابيي) وقد يتفقان على الميل 14 وقد يتفقان على تاجيل حل مشكلة المناطق المتنازع عليها (4 +1 ) وقد يصمت لجنوب عن المناطق المدعاة وقد يتفقان على اليه لمراقبة فك الارتباط بين جيش قطاع الشمال وجيش الجنوب على الاقل نظريا وقد ... وقد ... ولكن يبقى السؤال من الذي سيقوم بتنفيذ هذة الاتفاقيات ؟ (الشغلانة بايظة خالص) بالطبع سوف نندهش الي ان يعلو الحاجب فوق الجبهة ويصل مقدمة الراس لو تم تنفيذ اي مما سيتفق عليه الرئيسان طبعا هذا اذا اتفقا على اي شئ مية المية
اذن ياجماعة الخير ان هذة المفاوضات لن تقطع ارضا ولن تبقي ظهرا فسوف تظل تراوح مكانها ولكن في نفس الوقت لن يجرؤ احد على ان يطلق عليها رصاصة الرحمة اللهم الا اذا حاول تعبان دينق ان يعيد لعبة هجليج او يقوم ملونق بحركة في شكل وردة حتى مثل هذة يمكن محاصرتها لان (المجتمع الدولي) لايريد حربا بين البلدين في الوقت الحاضر اكرر في الوقت الحاضر ثم ان البلدين مع توقف انتاج النفط الجنوبي غير قادرين على تحمل اعباء حرب بينهما انه ارهاق غير خلاق ومع ذلك فان حراق الروح لاتؤمن عواقبه
اسراتيجية دولة الجنوب تقوم على رفع كل القضايا موضوع التفاوض الي مجلس الامن على اساس ان احبابها كثر هناك بينما السودان في احسن الاحوال لديه من لايكرهه هناك (روسيا الصين) بالطبع لايحبانه حب امريكا وفرنسا وبريطانيا لدولة الجنوب . ولكن مجلس الامن ليس لديه عصا موسى لكي تلقف كل القضايا موضوع النزاع فدولة السودان يمكنها ان تعرقل اي اتفاق متفق عليه كما تفعل الان دولة الجنوب مع اتفاقيات اديس اببا وستظل العرقب في نتحييها
يبدو لي ان الحالة السودانية الحالية (مقرشة) اي موضوعة في القراش وان شئت قل مخزنة اي موضوعة في المخزن او قل مجنبة اي موضوعة على جنب فالاسئلة هنا من الذي وضعها ؟ والي متى ؟وباي شكل سوف يخرجها ؟ حربا ؟ اقول ليكم حاجة اسالوا العنبة ,, لكن لاتسالوني رامية وين ؟ فيايها المتصارعين على المال الحرام والسلطة الوهم عووووووووووك
عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]