الحركات المسلحة تجبير و”تجيير” وتدوير نظام الانقاذ المخلوع

 


 

 

بدأ د. جبريل إبراهيم مشواره السياسي بعد عودته للخرطوم بزيارة منزل المرحوم د.الترابي في 20/11/2020م، حضر تلك الزيارة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. بشير أدم رحمة، وقد علق مولانا محمد الحسن محمد عثمان على تلك الزيارة بمقال منشور بعنوان "من أحق بالزيارة يا جبريل إبراهيم منزل الترابي أم منازل الشهداء؟؟". كذلك أشار ناشط الى ان واجب جبريل هو زيارة أسر الشهداء الذين بمقاومتهم وتضحيتهم بأرواحهم تم خلع نظام الكيزان الإستبدادي وتوالت تضحيات أخوانهم الشباب الثوار وصولا لاتفاقية جوبا التي أوصلت د. جبريل وكل الحركات المسلحة للخرطوم، وأضاف ذلك الناشط بأنه كان يمكن لجبريل أن يزور أسرة الترابي معزيا دون أن يكون الأمر حدث إعلامي ذو أشارة سياسية!!!.

ثم إستمر د.جبريل في سلسلة تصريحات منها ما جاء في 30/12/2020م وقوله "...البلاد بحاجة للتصالح مع الجميع، وليس فقط مع الأحزاب التي كانت جزءاً من النظام البائد"!!! وكتطبيق عملي لتصريحه يقوم د. جبريل ابراهيم في 14/03/2021م "بزيارة الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج الموقوف في سجن كوبر ...في مستشفى يستبشرون في الخرطوم، وكذلك بزيارة للأستاذ إبراهيم السنوسي رئيس شورى المؤتمر الشعبي مساعد الرئيس السابق "!!!

ثم حملت الأخبار انضمام د. ربيع عبدالعاطي لحركة العدل والمساواة، وقد نفى عبدالعاطي الخبر مع تأكيده بأنهم رحبوا به وهو قد ردا لهم ترحيبا بترحيب!!!، ثم إنضمام اللواء شرطة أحمد عبدالرحمن أبوزيد أول معتمد لمحلية ودمدني الكبرى في فترة الوالي محمد طاهر إيلا لحركة العدل والمساواة.

ومن بين أهم التصريحات التي ذكرها د. جبريل إبراهيم بعد "إستحلائة" لبوادر السلطة وفرحته بوزارة المالية قوله في 10/02/2021م " ...في النهاية نمهد الطريق لانتخاب حركة العدل والمساواة السودانية ومشروع الحركة في حكم السودان فيما بعد فترة، دا الهدف ودا الفهم،.....تبنوا التنظيم دا من الان واعتبروا نفسكم بديتم الحملة الانتخابية نجهز عشان نحصل، ما تركنوا للشيء الحصلتوا عليه الان دا ما بيساوي شيء بالنسبة لحركة العدل والمساواة، نحن عاوزين نحكم السودان دا كله ما بي افرادنا لكن بمشروعنا وان شاء الله الحي فينا بيحكم"!!!. إذن الهدف هو الوصول للحكم وليس خير الشعب والوطن!!!


أما منى اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان فبعد تعيينه حاكم عام لدارفور وبعد عودته من باريس أعلن في 12/05/2021م " ان الدولة ملزمة بموجب الاتفاق-اتفاق جوبا- ان توفر مبلغ (700) مليون دولار فورا لحكومة دارفور من اجل ضربة البداية تنفبذا للجوانب الانسانية والتنموية واعادة النازحين واللاجئين". يقول ذلك وهو يعلم الوضع المالي للدولة ولكنها سياسة الإبتزاز والتنبيه للحكومة المركزية بضرورة الاخذ في الحسبان دعمه بما قد يصل من أموال بعيد مؤتمر باريس في شهر مايو 2021م!!

مناوي الذي سبق له أن تحالف مع نظام الحركة الإسلامية بحزبيها المؤتمر الوطني والشعبي و دخل القصر الجمهوري كمساعد للرئيس المخلوع البشير في الفترة من 2006م الى 2010م، ثم ذهب مغاضبا وتجول ما بين تشاد وليبيا وحشد قواته ولكن تصدت له قوات "الجنجويد" التي سميت فيما بعد بالدعم السريع وهزمته، ولولا المقاومة السلمية للشباب السوداني وتصديهم بصدورهم العارية لبطش كتائب الظل وقوات المخلوع البشير لما عاد مناوي للخرطوم قريبا.

لم يلزم أحد مناوي لتقديم الشكر للشباب السوداني او لتحالف قوى الحرية والتغيير ولكن على الأقل الا يجحد فضلهم، فإن أبى فهو غير مضطر الى محاربتهم إلا إذا كان ولاؤه لطغمة الاسلاميين الفاسدة و المستبدة مما يجعله يصرح في ديسمبر 2020م "لا حرية ولا تغيير بعد الآن"!!! كرفض للحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية!!! وكان قبلها قد صرح في 25/11/2020م (ليس لدي مانع في التصالح مع المعتدلين من النظام البائد. ثم زاد خطى الإسراع نحو منتسبي النظام الإسلامي الإستبدادي السابق ففي 06/02/2021م في مؤتمر صحفي بقاعة الصداقة دعى إلى المصالحة مع الإسلاميين بما فيهم المؤتمر الوطني، معللا "أن حزب المؤتمر الوطني جزء من السودان، ولكن يجب محاسبة كل من أجرم وافسد".

يعلم مناوي أنه لا يملك إمكانيات محمد حمدان حميدتي المالية والآلية ولكنه يمكنه أن "يرث" جزء من إمكانيات الدولة العميقة للنظام السابق، لذلك هاهو يتسابق مع د. جبريل إبراهيم بعد أن تم "فك التسجيل" لعدد من لاعبي السياسة من منتسبي النظام السابق من الحركة اللاإسلامية فيضم او يقوم بتسجيل د. أبوعاقلة عبدالباقي بعد أن كان قد ضم والده وهو قيادي أسلامي بولاية الجزيرة محلية المناقل، يضمهم لحركة جيش تحرير السودان. وكذلك يضم رئيس مجلس شورى الحركة الاسلامية السابق بولاية الجزيرة يوسف الضو، وفي ذات الإطار يقوم "بفك تسجيل" لاعبه السابق أحمد الطاهر أبوسبيب الرئيس السابق للحركة بولاية الجزيرة ليتركه يتسجل في مسار الوسط!!!

كان يمكن لهذه الحركات المسلحة بعد أن عدلت او "دلعت" أسمها الى حركات الكفاح المسلح أن تستمر في التغيير والتحول نحو الممارسة السلمية للسياسة فتسمى نفسها مثلا "حزب العدل والمساواة"، وحزب جيش تحرير السودان من الفقر والجهل او غيرها من الاسماء مع فتح باب العضوية للشعب السوداني قاطبة دون فرز ولكنها تخوفت أن يلفظها الشعب أو أن يبرز من ابناء الشعب من هو أشد تأهيلا وحنكة وينافسهم في المناصب القيادية!!! لذلك سعوا "للعب على المضمون" وذلك بشراء منتسبي النظام السابق ثم إعادة تدويرهم!!! ولكنهم "غفلوا" عن الحقيقة العكسية ألا وهي أن النظام السابق وخاصة الحركة الإسلامية بحزبيها المؤتمر الوطني والشعبي وكتائبها في الدفاع الشعبي والأمن الوطني وغيرها هي من تقوم بطرح نفسها كحاضنة سياسية ودولة عميقة جاهزة ومهئية للتحالف مع قادة الحركات المسلحة و إبرازهم ككبار مسؤولي الدولة والحكم ، في حين تحكم هي من خلال الكواليس بتحكمها فيهم و"تدويرها" لهم.

لك الله ياوطن ممن هم "باعة" للشعب وللوطن بأي ثمن كان ولو "شروى نقير" مقابل أن يصلوا لكرسي الحكم!! او كما قال د. جبريل إبراهيم "..نحن عاوزين نحكم السودان دا كله".

أنشد الشاعر حميدقصيدة أرضا سلاح

" ﺍﻭﻋﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﺍﻟﻤﻨﻔﻮﺵ ﻓﺸﻮﺵ
ﻫﻘﺎﻟﻲﺍﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻲ ﺳﺎﻡ
ﺣﻔﺾﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻳﺪﻳﻨﺎ
ﻣﺎﻓﻲﺍﻳﺪ ﻋﻢ ﺳﺎﻡ
ﺑﺲﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻳﺒﻪ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺡ ﺍﺭﺿﺎً ﺳﻼﺡ
ﻣﻨﻚﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻟﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺑﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ

***
ﺑﻌﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﺎﻭﻃﻦ
ﻭﺍﺣﺪﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﻳﻘﺴﻤﻚ ﻧﺼﻴﻦ ﻛﻀﺐ
ﻣﻦﻳﺮﺳﻤﻚ ﻭﻃﻨﻴﻦ ﻭﻟﻮ ﻓﻲ ﻭﻻ ﺍﺗﺮﺳﻢ
ﺳﻮﺩﺍﻧﺎﺑﺲ ﻣﺎ ﺳﻮ ﻓﻬﻢ
ﺟﻮﺍﻧﺎﺻﺎﺡ ﺑﺲ ﻛﻴﻒ ﻧﺤﻴﺎ ﺻﺎﺡ
ﺟﻤﺎﺟﻢ ﺻﺮﺍﺡ
ﺳﻮﺍﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺡ ﻫﻮ ﺩﻩ ﺍﻻﻫﻢ
ﻳﺎﻣﺜﺒﺖﺍﻟﺮﻳﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺛﺒﺘﻨﺎ ﺻﺎﺡ
ﻛﺮﻛﻮﻥﺳﻼﻡ ﻟﻲ ﻭﻃﻦ ﺩﻭﺍﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﻤﺎﻡ".

wadrawda@hotmail.fr

 

آراء