الحرية والتغيير والصحوة بعدالصدام مع الفلول واللجنة الأمنية  .. بقلم/ عمر الحويج 

 


 

 

إنتفضتم نعم .. وأخيراً نعم ..  وهذا صحيح

 ولكن من أعني..؟؟  لن أقول كما سماكم الفلول ، عصابة الأربعة ، ولكني أقول الأحزاب (الأربعة)  ومع  الإحترام لكم في دوركم ومساهمتكم غير المنكورة في الثورة، رغم محاولتكم تغييركم مسار  دفتها، إلى صعيد إجهاضها ، ولأذكركم بمسمياتكم  صراحة لأغراض الكتابة : حزب الأمة القومي وهو حزب تاريخي ، وفاعل ، إلا أن تاريخيته شابتها  ونازعتها كثيراً تردده الدائم بين الكراع البرة والكراع الجوة وثانيها،حزب البعث الأصل ، وآخذ عليه ، مده لقدميه  ، أبعد ،من لحافه ، وأنتزع لنفسه ما هو أكبر من حجمه، وأقول حقائق ، وليس انتقاصاً منه ، وليلاحظ بنفسه ، أنه كان الهدف الأول للفلول وتابعيهم لضرب المكون المدني  تحت الحزام  ، أسمعهم  يرددون طيلة يومهم مخاطبين  الجماهير: أنظروا ماذا فعل حزب البعث في العراق ، وحزب البعث في سوريا والذاكرة الجمعية في السودان تستدعي ، ما حدث ، ويستثمرون في ذلك . وأتوجه له بالأخذ بإخضاع  فكرة الحزب القومي عروبي بواقعه السودانوي ، كما فعل الحزب الشيوعي مع الماركسية الذي طوعها وأخضعها  الحزب الشيوعي حسب مقتضيات مجتمعه السوداني ، وأظنه قد نجح في ذلك ، وما يجدر ذكره هنا كتنبيه ، وهو مسألة التخويف من الأحزاب المؤدلجة كتهمة ، وهي تأتي من قصيري النظر الفكري وذوي الغرض، فالجميع مؤدلج، فرداً كان أو حزباً ، أو جماعة، إذا أخذناها  بالمعني البسيط ، وهي وجهة النظر أو البرنامج  الذي يتخذه الفرد أو الحزب أو الجماعة ، وجهة لتحديد  مسيرة حياته .

 أما الحزب  الثالث فهو حزب المؤتمر السوداني ، وهو  المستجد  في الساحة وإن كنا نعترف له ونقدر  بلاءه أثناء معارضتة النظام البائد ، ولكن نأخذ عليه ضيق نفسه وصدره  التي تُميز  البرجوازي الصغير ، في الأكتفاء بما اتت به الثورة من أُكل ، ربما هي فقط كرسي السلطة الوثير، حيث أجلس الحزب وزيرين في أهم الوزارات ، وكان الله يحب المُحسنين ، ولاداعي لمواصلة الثورة لنهاياتها. وكل هذا سيضر مستقبله السياسي

واعتذر عن رائي في هذه الأحزاب وللآخرين رأيهم المخالف ، وهذا حقهم ، وإختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

 أما الاتحادي الموحد الحزب الرابع ، في التشكيلة ، فقد عرفنا أخيراً أحد قادته المبرزين والذي يقود الآن ، مقارعة الفلول المندسين تحت عباءة اللجنة الأمنية ، بعد صمت وسكوت على تغول العسكر على سلطتهم ، نرجو أن يواصل وأن يكون وراءه الكثير من أمثاله ، وهو الراكز بجد ، جعفر حسن ، وقد تبين له بنفسه  أين وضعه ، عظمة إتخاذ الموقف والقرار السليم . فقبلها لم يكن يعرفه أحد ، وهو الآن ملء العين والسمع .

وأقول لكم الحق ، وأنا أخاطب أحزاب الهبوط الناعم،  بعد هذا الإستطراد ، ما أَخْذَه عليكم الفلول ولجنتهم الأمنية من نقائص وعيوب ، أخذوها عليكم ، من أفواه الثوار والثائرات ، الذين وجدوكم لعامين ونصف ، وأنتم مختبئون تحت تحالفكم  المريب ، به تحاصصتم وحكمتم بعد أن أقصيتم( قافاً وليس خاءاً كما جاءت على لسان ذلك المعني بها) أكرر بعد أن أقصيتم حلفاءكم صناع الثورة الأصيلين  والأصليين ، إعترفوا ثم أعتذروا أن مليونية خميس 30 سبتمبر بقطاراتها الثورية ، هي التي أخرجتكم من مستنقع آثن كنتم فيه غارقون ، تقودون البلاد إلى مصير مجهول .

وبعد أن مررتم بهذه التجربة المرة والقاسية والصعبة، التي قضيتموها برفقة وتحت إمرة العسكر ، غير المأمونة ، وبعد أن تيقنتم من أن مخْرَجِكم  من ورطتكم ، هو الشارع الذي بادر بحماية ثورته ، وليس حكومته ، والدليل أنه لم يتوجه إلى مقراتكم ، وإنما إتجه الوجهة الصحيحة ،  إلى المقر الآخر مكمن  ثورته ، وموضع عرينها ، الممثل الحقيقي ورمزها الموثوق به ، توجه إلي مقر لجنة إزالة التمكين ، ومقصده المؤسسة ، التي يراها هي المعادل الموضوعى  لثورته ، التى رأى فيها مرتكز شعاراته المتبقية  ، التي غبشتم وغطيتم باقي شعاراتها ، وجعلتموها نسياً منسياً ، وظل الشارع يسألكم عن دماء الشهداء الغالي ، لمن بعتوها ،  ربما ندري ولا نتهم ، ولكن هل ، بكرسي وزارة أم حفنة دولارات ، أو بعض ، مركز إجتماعي وأبهة زائلة،  وحين أقول لجنة التمكين فأنا أعنيها كمؤسسة  وليس كشخوص داخل اللجنة في حد ذاتهم وذواتهم  ، فالأشخاص ذائلون ومغادرون ، بشتى الأسباب وتبقى الثورة ، بمطلبها الأول تفكيك نظام التمكين وإستعادة الأموال المنهوبة ، وإزالة جرثومة الإنقاذ الإسلاموية وشركاءهم ، في القتل والإرهاب والتعذيب والإغتصاب واللصوصية وكل ما تبقى من الموبقات القبيحة في دنيانا هذه الزائلة التي مارسوها دون عين ترمش ، أو ضمير يقظ يُحاسب.

 وأنا على يقين أن الثوار والثائرات ، قد يغفرون لكم ركونكم ، للعسكر لإحتكار السلطة لكم ، دون غيركم ، حتى لو كانت خانعة تحت بوت العسكر  ، حفاظاً على مكاسبكم  ومصالحكم ، الذاتية والحزبية، طيلة سنوات ما بعد الثورة . وأن تعودوا الآن ألى قواعدكم ، وثورتكم متأخرين ، خير من أن لاتعودوا البتة. وحسناً فعلتم ، وياليت جمعكم يلتئم ، مع الآخرين ، في توافق تام ، داخل مقر لجنة إزالة التمكين ، وأن تكون منصة تأسيس ،شاملة لكل القوى الموقعة على ميثاق إعلان الحرية والتغيير مبتدأ الثورة ، يتقدمكم ، في ذلك الوقت تجمع المهنيين  ، الذي قاد الثورة المنتصرة،  وبمعيتكم ما يقارب عدد موقعي الميثاق ، أكثر من ثمانين تنظيماً وحزباً ، وأن يكون هاديها وموجهها ، قلبها وقالبها ، في ذلك اللقاء هي مطالب الثورة الموقع عليها بالدم والدمع ، والمضمن في شعارها الأشمل حرية سلامة وعدالة . ونتمنى لكم التوفيق في سحب البساط من أيدي الفلول ومن والاهم من بعض المخمومين والمخدوعين  من الذين كانوا معارضين ، كما يدعون ، كل من موقعه ، أمثال الجاكومي وعلي عسكوري ، وإن كان الله أعلم بنواياهم ، وصدق مواقفهم السابقة مع  الثورة ، أما النرجسي ومتوهم أنه الأمبراطور في أحلامه  مناوي أو بالأحرى ، يونس شلبي( رحمه الله) الكوميدي الذي لا (يُجْمِع) ..!! ، والآخر الإسلاموي ابراهيم جبريل الذي لو لم يغتالوا  شقيقه لما تولى زعامة تنظيمه الذي جعله الآن ،  الموالي والمدافع الأول للفلول ، فهؤلاء ، ليذهبوا مع الآخرين إلى مزبلة التاريخ ، حسب إختياراتهم  ، ومعهم  ذلك الأخرق ، الذي لا يفيد مؤيداً أو معارضاً أو حتى متفرجاً . وأنتم ، تعرفونه ،فهو علم ، على رأسه بطحة..!! .

وإليكم بعض مرئياتي لما قد تأتي به الأيام القادمات :

- إستعدلوا أمر الصراع في بلادي وأنتم تعرفون ، وإن كنتم تتجاهلون ، أنه صراع طبقي بين المصالح والإحتكارات والحاجات والإحتياجات وليس هو صراع ، بين الإيمان والإلحاد ، أو صراع ، بين الإسلام والمسيحية، أو صراع بين الزرقة وخاطف  لونين ، فكلنا في اللون  سواء ، وليس بين

العروبة والأفرقة ، فكلنا أصحاب  هوية سودانوية واحدة .

-فالصراع ليس كل هذا ، وإنما حسب العلوم السياسية ، ولنتفق على ذلك ، ودون تخوين

فهناك بالوضوح  وبالصريح ،  يمين توجهه رأسمالي أو رأسمالي وطني إذا أحببتم  ، وهذا خيار مفيد لكم وفي إدارة وجهة الصراع وطنياً ، وليس تابعاً ذيلياً لآخرين، ولا عيب فهذا برنامجكم وهذا خياركم وكونكم  اليمين بالمعنى السياسي ، فهذا مقعد الجلوس البرلماني ، ولا تقليل من شأن أحد فيه  ، قدموا برنامجكم  للجماهير دون تآمر أو تشنج . وآخر ، مقعده البرلماني يسار وتوجهه نحو تحقيق برنامج العدالة الإجتماعية ، وهذا حقه وبرنامجه وليقدمه للجماهير بدوره ، دون استفزاز من اليمين ، باستدعاء التاريخ أياً كان صوابه أو خطئه ، ليتم الضرب به تحت الحزام للكسب الرخيص . اما الوسط ، وله الأغلبية في بلادنا كما أعتقد فليكن كما يريد ، وسطاً منحازاً لبرنامج اليمين  ، أو وسطاً منحازاً لبرنامج اليسار ، دون التلاعب بين الخيارين . كل ذلك لكي يكون . الصراع حضارياً بين المتصارعين لمصلحة بلادنا ، المنكوبة بصراع العنف والدائرة الشريرة ، و نتعشم أن نكون اكثر حضارية ، ولتخلق  كل مجموعة تحالفاً فيما بينها . كل أحزاب اليمين المتوافق في كتلة، وكل أحزاب اليسار المتوافق في كتلة ، وكذلك الوسط . وهكذا ندخل التنافس الإنتخابي  بثلاث مجموعات في التنافس البرلماني لا أكثر .

- وفي ختام مقالي أرسل النداء لقوى الثورة

المصادمة والتى إبتعدت الفترة الماضية ، وتركت الميدان خلواً منها ،  وإن كانت تعمل وسط الجماهير ، كما تقول وتفعل ، عليها أن تسرع  وتساهم مع الآخرين في قيادة المرحلة  القادمة دون إقصاء لأحد ، غير المؤتمر الوطني والحركة الإسلاموية ، بكل مسمياتها ، وكل من شاركها أو أيدها ، حتى لحظة اندلاع الثورة وبعد إنتصارها المدهش والعظيم .

 - وختاماً وخارج  موضوع مقالي  وبحضور ذكري ثورة اكتوبر المجيدة ، أتوقف لتحيتها اولاً وقد كانت ، فاتحة وعيئِّ وحلمي الذي ظللت احلم به ، حتى إنبثق فجراً حقيقياً ، في ديسمبر العظيم .

. وهنا أحب أن أعتذر لنفسي والآخرين أنني

لست كاتباً سياسياً محترفاً ، فقط  دفعني إلى هذا النوع من الكتابة  ، حلمي الدائم والمؤرق بالثورة والوطن ، فأهتمامي الأول كان هو الإبداع الأدبي ، حملت به وصببت فيه كل أحلامي الثورية والوطنية ، منذ زماني ذاك البعيد ، وتحية لإكتوبر المجيد الذي كان بذرة أحلامي الثورية للوطن في الحرية والسلام والعدالة . ومدنياااااو .


omeralhiwaig441@gmail.com

 

آراء