الحصاد المر لسياسة فرق تسد

 


 

 

كلام الناس
 *منذ أن شرعت حكومة الإنقاذ في سنواتها الاولى في عقد مؤتمرات للحوار نبهنا إلى عدم جدوى الإتفاقات الثنائية والجزئية، لكن للأسف إستمرت حكومات الإنقاذ المتعاقبة "تسد دي بطينة ودي بعجينة" وتمضي في ذات النهج الذي فشل في الحفاظ على وحدة السودان ومازال يهدد أمنه وإستقراره.

*لسنا في حاجة لذكر مسلسل التجارب الفاشلة التي أدخلت السودان في هذه الدوامة الجهنمية، يكفي القول بأن سياسة فرق تسد التي إتبعتها حكومات الإنقاذ في محاولة لإضعاف المعارضة لم يسلم منها حزبها الحاكم الذي فقد هويته ومشروعه السياسي.
*للأسف لم تتعظ الحكومة الحالية التي جاءت في أعقاب حوار قاعة الصداقة المختلف عليه وعلى مخرجاته حتى الان، لأنها مازالت تمارس سياسة فرق تسد حتى طالت الذين ساندوها وإستغلتهم في تأجيج النزاعات المسلحة في دارفور منذ أن زرعت الفتنة المصطنعة بين "العرب والزرقة" في هذه البلاد الامنة.
*تفاقم الصرع بين المليشيات التي إحتضنتها الحكومة إبان حملة جمع السلاح من المدنيين ، وقد جرت محاولات سابقة لكنها فشلت لأنها لم تتم وفق تسوية شاملة تحقق السلام للجميع.
*الأخطر هو تمرد مليشيات كان قد أعلن عن وضعها تحت مظلة القوات النظامية وإن تم هذا التمرد بطريقة براجماتية نفعية، وسط تهديدات متبادلة وأنباء عن وقوع إشتباكات مسلحة الامر الذي قد يؤزم الاوضاع الأمنية في دارفور وفي السودان عامة.
*هذا عدا الفتن المجتمعية التي تؤججها جماعات محسوبة على الحكومة بتدخلها في الشؤون التنفيذية مثل المناهج التعليمية لفرض نهجها الاحادي الرافض للاخر المكفر له، بدلاً من أن تستجيب للمساعي الإيجابية الرامية لإسترداد سماحة الدين وطيبة أهل السودان.
*مرة أخرى نقول إن المخرج السلمي من هذه الدوامة الأخطبوطيةالاعتراف بفشل سياسة فرق تسد واستعجال دفع إستحقاقات الإتفاق القومي والسلام الشامل في كل ربوع السودان والتحول الديمقراطي الحقيقي قبل ان ينفرط عقد السودان من أيدي الجميع.
نورالدين مدنى <noradin@msn.com>;

 

آراء