حديث المدينة عثمان ميرغني كُتب في: 2009-03-05 osman.mirghani@yahoo.com أخيراً.. أصدرت الغرفة التمهيدية رقم واحد.. في المحكمة الجنائية الدولية قرارها بالموافقة على مذكرة المدعي الدولي.. لويس مورينو اوكامبو.. من بين (10) ادعاءات.. وافقت المحكمة التمهيدية على توجيه التهم في (7) منها.. مستبعدة الادعاءات المتعلقة بالإبادة الجماعية.. وبذا يدخل السودان في مرحلة جديدة "لنج".. حتى وقت متأخر من ليلة أمس.. تبين إلى حد كبير أن التداعيات الأمنية المتوجس منها لم تحدث.. الحال (عادي جداً).. مواطنون كثيرون خالطهم إحساس بالقلق لدرجة أن الشوارع كانت شبه خالية لحظة انعقاد المؤتمر الصحفي للمحكمة الجنائية.. وبعض الأعمال والمحلات والمدارس (أخذتها من قصيرها) وأغلقت أبوابها منذ النهار وقبل ساعات طويلة من المؤتمر الصحفي.. وبينما تابع عدد كبير من الناس بأعين فاغرة تطورات الأوضاع عبر شاشات الفضائيات والاذاعات.. كان الأمل أن يكون ذلك هو كل ما (في جراب الحاوي).. وتنتهي التطورات بانتهاء مراسم المؤتمر الصحفي في لاهاي.. وينتهي مسلسل (قتلوك.. ولا جوك جوك..) لكن التداعيات السياسية ستظل تتدحرج بشكل مستمر.. فعلى المستوى الدبلوماسي.. ليس واضحاً ما إذا كانت دول الاتحاد الأوروبي - راعية المحكمة الجنائية الدولية – ستتخذ إجراءات انسحابية في تعاملها الدبلوماسي.. كأن تتحاشى التعامل المباشر مع الحكومة السودانية أو تتمادى لدرجة استدعاء ممثليها في الخرطوم.. أو توقف اتصالاتها الثنائية في كافة المستويات.. ورغم أن مثل هذه الإجراءات الدبلوماسية لن تؤثر على السودان بصورة مباشرة.. أكثر من كونها تمثل حرجاً بروتوكولياً للطرفين.. إلا أن الخوف أن تتمدد هذه الإجراءات إلى التعاملات الاقتصادية.. خاصة في بعض المجالات الحساسة.. واقتصادنا الذي يعاني من انخفاض أسعار النفط.. وتتأرجح موازنته من شهرها الأول.. ليس في حاجة إلى مزيد من الصدمات المحبطة.. ليس أمامنا إلا واحد من طريقين.. أن نستمر في التعامل مع الأزمات بنفس النهج.. المسيرات والتظاهرات.. والخطاب الإنشائي.. تتغير الصدمات ويبقى رد الفعل هو نفسه بلا تغيير.. أو ننتبه إلى أن علاجاً شاملاً مطلوباً لمواجهة ليس هذه المشكلة وحدها بل حلحلة الآتي منها أيضاً. هذا الحل سهل جداً.. وصحي – جداً- يكتنز عافية.. أن ندرك ان الحل هنا بالداخل.. تصحيح البيئة السياسية بما قوى من نسيجها والترفق بالخطاب السياسي الداخلي حتى لا تحتقن النفوس بالتغابن السياسي.. والعبارات التي سردتها في السطور السابقة.. ليست من باب التنظير والتجريد المفتوح.. بل هي روشتة محددة يمكن تطويرها بعناصرها الدقيقة.. لكن بكل أسف لا تشتهي سماعها بعض الآذان.. وعلى هذا تنطوي الحكمة.. التي هي ضالة المؤمن.. أنى وجدها فهو أحق الناس بها. http://hadithalmadina.blogspot.com