الحل الجذري لا يحتاج لكسر عظم
*معروف لكل المتابعين للشأن السوداني أن المشكلة ليست في الأشخاص ليتم إستبدالهم بأشخاص اخرين إنما المشكلة في السياسات الفاشلة التي لم تستطع الإحتفاظ بوحدة الوطن ولم تفلح في تحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي ولم توفر الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
*عندما أعلن رئيس الوزراء وزير المالية المهندس معتز موسى السياسة الإقتصادية التي وعد بأنها ستحل الأزمة الإقتصادية المتفاقمة كتبت قائلاً إن هذه السياسة ليست جديدة وقد جربت من قبل ولم تحقق أهدافها وظلت الإختناقات تتفاقم وإزدادت معاناة المواطنين.
*هكذا أثبتت السياسة الإقتصادية القديمة المتجددة فشلها في كبح جماح الدولار والأسعار، وعات الصفوف المختلفة لتمد لسانها لها وسط تفاقم الإختناقات والضغوط المعيشية المزدادة.
*للأسف إعتبر رئيس الوزراء وزير المالية المعركة معركته الشخصية وإنفعل وأدلى بتصريحات تحدي وتحذير وتهديد أمام البرلمان قال فيها : إن الحكومة تخوض معركة حقيقية"كسر عظم" لتوحيد سعر الدولار.
*وسط هوجة التصريحات الغاضبة إستعمل لغة غير مناسبة للمقام، يستعملها الذين يلعبون الميسر" الكوتشينة" ويراهنون على الكسب في اللعب عندما قال : لن نترجع حتى النهاية و"الفورة مليون"!!.
*هذا يعني العودة للإجراءت الإدارية والأمنية التي طبقت من قبل للحد من إرتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني لكنها فشلت وفاقمت الأزمة أكثر، الواقع الماثل أكد فشلها بعد تطبيق سياسة "صناع السوق" التي صعدت سعر الدولار ورفعت حجم التضخم أكثر.
*الواقع المأساوي الذي يعاني منه كل المواطنين بعد تطبيق قرارات صناع السوق يؤكدفشلها في تحقيق الإستقرار المستهدف وعجزها عن محاصرة السوق الموازي الذي مازال يتحكم في حجم الكتلة النقدية - بشقيها - خارج المصارف.
*نعود لذات الجلسة التي أدلى فيها وزير المالية بتصريحاته الغاضبة لنقرا معاً بعض ما نشرته المحررة البرلمانية مشاعر أحمد في صفحة"تحت الضوء" بصحيفة"السوداني" الأربعاء الماضي السابع من نوفمبرالحالي من شكاوى بعض نواب البرلمان من الصفوف التي عادت أمام المخابز ومحطات الوقود والصرافات.
*رئيس لجنة الصناعة بالبرلمان عبدالله مسار قال : أزمات الخبز والوقود والسيولة النقدية أزمات إدارية، ودعا إلى ضرورة مراجعة سياسة الخصخصة والشركات الحكومية التي تعمل لصالح أفراد.
*النائب البرلماني أحمد صباح الخير قال إن معالجة الازمات الإقتصادية أفرزت أزمات جديدة"العلاج أعقبه أمراض اخرى"، وقال النائب البرلماني أحمد صلوحة إن هذه الأزمات القديمة المتجددة نتاج تراكمات ومشكلات وحروب أسبابها سياسية في المقام الأول.
*للأسف حتى الحل السياسي الجذري الذي لايحتاج لكسر عظم يعرقله مع سبق الإصرار والترصد بعض المتنفذين في السلطة ويضعون العصى أمامه في محاولة لمنع التغيير المنشود الذي لامفر منه.
noradin@msn.com