الحمد لله على الأمل في المستقبل
noradin@msn.com
كلام الناس السبت
*المسلسل المفاجأة في مسلسلات رمضان هذا العام مختلف في كل شئ‘ في تفاصيل المشاهد ودلالاتها وفي الموضوع المستهدف والنهاية غير التقليدية وباللقاء الحقيقي الذي تم بين بطلي المسلسل "هي"و"دافنشي" ليلى علوي وخالد الصاوي.
*لاتندهشوا من تعبير اللقاء الحقيقي لأن المسلسل محشود باللقاءات المتداخلة بين الأحلام والكشف الروحي للدرجة المربكة لحالة المحامية كرمة"ليلى علوي" التي كانت قد أصيبت - في المسلسل - باضطرابات نفسية وأخضعت للعلاج بالمصحة.
*لذلك لم تجد من يصدقها عندما تتحدث عن "دافنشي" خالد الصاوي الذي يتجسد لها عياناً ويخاطبها - بالصوت والصورة - في كثير من المشاهد‘ وهو نفسه لم يعش حياة طبيعية مثل بقية خلق الله.
*دافنشي هو عصارة عدة شخصيات بدأت منذ سنوات الفقر والتشرد‘ حيث أنه عاش حياة بائسة منذ ان كان لقيطاً حتى أصبح بلطجياً كبيراً"سيد أبو الروس" قبل أن يكتشف عبقريته في الرسم عم يونس فيحبسه عن العالم ويعينه على تطوير مهاراته وقدراته‘ بما في ذلك قدرته على إستقراء الأحداث.
*في مرحلة من مراحل تقلباته في الحياة يستغل عبقريته في الرسم اللواء فريد طعيمة إبان وجوده في المعتقل ويوظفها لخدمة مصالحه الذاتية‘ وكان سالم الفرماوي قد إستغل من قبل عبقريته في الرسم إستغلالاً سياسياً بإسم الصحفي الرسام حسن أبو شامة.
*لن أغرقكم في التفاصيل المشوقة المربكة ‘ دعوني أعود معكم إلى كرمة ودافنشي وصراعهما معاً لنصرة الحق - كل في طريق - رغم سقوط كل منهما في شباك الفساد والمفسدين .. وأنهما في حقيقة الأمر"روح واحدة في جسدين" كما تقول الأغنية السودانية
*المشاهد الأخيرة في المسلسل غنية بالشجن الجميل منذ أن ظهر دافنشي في المحكمة التي كانت منعقدة لمحاكمة المحامية كرمة ليثبت براءتها‘ ويعترف بأنه هو من زور المستندات المقدمة ضد كرمة بضغط من اللواء فريد طعيمة‘ ثم مشهد الصحفي صلاح قنديل الذي واجه دافنشي بحقيقته كما كتبها هو بخط يده.
*تحول المؤتمر الصحفي الذي أعلن عن قيامه للترحيب بعودة الصحفي المناضل حسن أبوشامة إلى شهادة حية من دافنشي عن نفسه بعد أن عرف مؤخراً أنه ليس الصحفي حسن أبو شامة ولا الإرهابي رؤوف المليجي وإنما هو سيدأبو الروس البلطجي!!.
*وسط الهرج والمرج الذي ساد المؤتمرالصحفي بعد كشف هذه الحقائق تسلل دافنشي في محاولة للخلاص من حياته‘ لكن المفاجأة أن كرمة لحقت به في نفس اللحظة التي كان يطلب فيها من الله أن يسامحه وأن يعطيه الفرصة كي يشاهد كرمة‘ التي بدأت تناديه طالبة منه العدول عن الإنتحار .. وداربينهما حوار أشبه بالمنولوج الداخلي إختمته كرمة قائلة لدافنشي : أنسى الماضي .. الحمد لله على المستقبل‘ بعد إلتقينا حقاً وصدقاً في عالم الواقع الحسي.
*التحية لكاتب مسلسل" هي ودافنشي" محمد الحفناوي ولمخرجه عبد العزيز حشاد وللنجمة المتألقة ليلى علوي وللنجم الكبير خالد الصاوي الذي أجاد أدواره المتداخلة في ذات المسلسل ولكل الفريق الذي نجح في تقديم مسلسل مميز وغير مسبوق وغير قابل للحكي.