الحوار والمعالجة الإسعافية للسودان
كلام الناس
noradin@msn.com
*لاأدري لماذا كلما تدلهم الأمور في السودان أتذكر سؤال الصحفي المصري الكبير الذي طرحه عقب الإطاحة بنظام عبود في الحادي والعشرين من اكتوبر ١٩٦٤م : ثم ماذا بعد؟ لأن ما يجري في بلادنا هذه الايام يستدعي طرح هذا السؤال المصيري.
*أحيانا يتسلل الملل إلى دواخلي ويحرضني على التوقف عن الكتابة لأنه كما قال صديقي الذي كان من رموز " التنظيم السياسي الحاكم" قبل المفاصلة وقبل خروج أحزاب وكيانات وأفراد من تحت مظلته : " مافي فايدة".
*أحيانا أستعيد نصيحة أحد كبار المعارضين لي في سنوات الإنقاذ الأولى بالتوقف عن الكتابه في الصحف لأنها في رأيه تسهم في تمديد عمر النظام .. لكنني أحمد الله الذي جعلني أواصل الكتابة حتى الآن.
*أقول هذا بمناسبة بعض التعليقات الناقدة لما أكتب عن تمسكي بنهج الحوار للخروج من دوامة الواقع المأساوي الذي اعترف الجميع على ضرورة الخروج منه إلى واقع سياسي افضل.
*واضح أن هناك تيارات رافضة للحوار من داخل مكونات الحكومة ومن داخل مكونات المعارضة‘ وكلها تسهم في تفاقم الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يتضرر منها المواطنون الذين يطأوون وحدهم جمر الواقع.
*قلنا أكثر من مرة إن الحوار يتطلب خطوات عملية للانتقال به من مربع المناورات والكيد السياسي إلى مربع الفعل الملموس لاستصحاب الآخرين نحو الحل السوداني القومي الديمقراطي.
*لم تعد هناك سانحة لكسب الوقت وتضييع الفرصة الماثلة أمام الحكومة والمعارضة لإحداث اختراق حقيقي للإنتقال من دولة الحزب إلى دولة الوطن الذي يسع الجميع‘ وهذا يتطلب تنازلات لازمة من الطرفين لتحقيق الاتفاق القومي المنشود.
* إن الإتفاق القومي يتطلب قرارات وإجراءات لمد جسور الثقة مع المتشككين والمتحفظين على الحوار في المناخ السياسي القائم‘ وذلك بتنزيل الموجهات الهادفة لتعزيز حرية العمل السياسي وحرية التعبير والنشر إلى أرض الواقع بلا وصاية او إدعاء حكمة.
*قد يتطلب الأمر معالجة إسعافية لأنه في المعالجة السياسية والاقتصدية والأمنية قد يستدعي الأمر عملية جراحية مستعجلة لإسعاف الوطن والمواطنين.