الحيشان الحدادي مدادي ضاقت علي الأسر

 


 

 

الحيشان الحدادي مدادي ضاقت علي الأسر وصار البعض من أجل التوسعة يؤجرون الشقق المفروشة وغير المفروشة بالشيء الفلاني !!..

من الآن فصاعدا يستحسن أن ينسي المواطن أنه يعيش تحت جناح حكومة ايا كان نوعها تحنو عليه وتمسح دموعه وتلبي طلباته ولا تقصر معه بالرفاهية وحتي الكماليات قبل الضروريات توفرها له ليعيش غرير العين هانيء البال من غير تعقيدات وشعور بالاضطهاد والدونية!!..
مناسبة هذه الرمية ( المقدمة ) أن بلادنا الطيبة الكريمة المضيافة تسيدها نوع من البشر وكأنهم من كوكب آخر لايرون في المقعد الوزاري إلا فردوسهم الموعود يحققون به آمالهم التي طالما حلموا بها ويعوضون عن ايام الحرمان وحالات الضنك التي عصرتهم سنينا عددا وكان من المنطقي أن يكون الوزير في واد والشعب في واد آخر وكثرت في بلادنا الحبيبة الأبراج العاجية ومن تحتها تربعت الأكواخ البائسة وفر الي الابد من أرضنا التراحم والتكافل فبعدت الهوة مابين المسافرين على درجة ( البرنجي) في القطارات الفاخرة وهؤلاء الذين يتكدسون في عربات ( الترسو ) في القطارات المهلهلة !!..
لو كان هنالك عدل وقسطاس لما تملك شخص واحد عشرات القطع السكنية في حين أن الأغلبية تشقي في بيوت الإيجار أو علي أسوأ الفروض في السكن العشوائي !!..
هذه الرحابة في وطننا مالذي يمنع معها أن يكون لكل مواطن مسكن محترما مستحقا يعطي له من غير من أو اذي من أي جهة كانت وان يعيش في مملكته أو منزله هذا معززا مكرما ينعم بخدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي وتتوفر له أمام داره صناديق النفايات المخصص منها للتدوير وغير التدوير مع انتظام وصول العربات لحمل القمامة أولا بأول لأماكن الطمر خارج المدن !!..
المسافر في ربوع السودان تصيبه الدهشة وعدم التصديق وهو يري ملايين الأفدنة الخصبة العاطلة عن العمل ولا احد يقترب منها لكي يوقظها من سباتها العميق وبياتها الشتوي والكل يشكو مر الشكوي من ارتفاع أسعار الخبز وسوء حاله ومن الليمونة والبصلة التي صارت كل واحدة منهما تباع بمائة جنيه!!..
وهذا السودان العملاق بكل أراضيه الصالحة للزراعة كما قلنا وللسكن نجد الغالبية محرومة من هذا الحق المستحق لأن حفنة من الانانيين يضعون تحت أيديهم عشرات البيوت والمغرات ويسكنون في اوسعها وافخمها ويؤجرون الفائض منها باعلي الأثمان وبالدولار كمان والماعاجبو فليشرب من البحر وحتي تكتمل المأساة وتزداد الصورة قتامة صارت مصلحة الأراضي آخر من يهتم بقضايا المواطنين في توزيع القطع السكنية للمستحقين من غير اي محسوبية وتكدس لكل سماسرة الأرض في صعيدهم غير الطاهر الذي تفوح منه رائحة الفساد التي ازكمت الانوف ومازالت تزكمها ولا توجد أي محاولات لوضع الأمور في نصابها وارجاع المنهوب من الأرض لأصحابها لأن حاميها أصبح حراميها وقد كانت الإنقاذ المشؤومة قد تفننت في مصادرة الأراضي والميادين والساحات والرحب منها ماتبيعه من أجل الكسب الحرام ومنها ما تقدمه هدية لمنسوبيها الكيزان ليقيموا عليها المدارس والجامعات والشركات والمستشفيات الخاصة لتنتفخ جيوبهم بالسحت وتتدلي كروشهم من أكل الحرام ويمشون في الأرض مرحا وهم يعرفون أنهم لن يبلغوا الجبال طولا ولكنها الغفلة وحب الدنيا مع انهم يرددون صباح مساء ( لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء ) !!..
لا ادري كيف يكون حال هؤلاء الكذبة لو أنهم عملوا للدنيا حينئذ ستخلو أرض الأجداد من كل بشرية وتبقي فقط الفصيلة الكيزانية تنفرد انفراد تاما بمرمي الخيرات التي بلا حدود وهم اصلا أشبه باليهود في حب التملك والأنانية وعدم مشاركة الآخر لأنهم فقط يحبون أنفسهم ويحبون المال حبا جما ويحبون ملذات الحياة ويظهرون دائما في ثياب الواعظينا وهذه الثياب الثعلبية هي عدة شغلهم في مجال المكر والخديعة !!..
من أجل أن نحقق في وطننا العزيز الماوي الصالح لكل مواطن مع التعليم المجاني والكهرباء والماء النظيف والمكتبة العامة والحرية والعدالة الاجتماعية والأمن والأمان قامت الثورة واشتد اوارها وهي تسير بخطى ثابتة في طريقها المرسوم رغم كيد اللجنة الأمنية التي مازالت كلها سمعا وطاعة للفلول!!..
مازالت الحرب سجال بين قوي الظلام وبين الثوار ونرجو أن تنتصر المقاومة بالضربة القاضية وان تهرب الفئران الي تركيا ليجد أردوغان ثروتهم غنيمة باردة له يراكم بها خزينته المكدسة بالمسروقات من الشعوب شرقا وغربا !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////

 

آراء