الدبلوماسية التشكيلية

 


 

 

 

* لم أعد ألبي كل الدعوات التي تصلني، خاصة الدعوات المسائية، لأسباب خارجة عن إرادتي، رغم أنني أحبّ المشاركة في كل الفعاليات التي تتم دعوتي لها، خاصة الفعاليات الثقافية والفنية.
* الدعوة التي جاءتني من وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان، كانت مختلفة، وقد لفت نظري موضوع الدعوة، فقد كانت لمشاركتهم الاحتفال بالأجندة الحائطية لعام 2014م تحت عنوان "سواكن بالألوان المائية".
* عندما وصلت إلى دار الخارجية بكافوري، وجدت بعض الدبلوماسيين الأجانب الذين حضروا مبكرين مثلي، فتبادلنا أطراف الحديث، كانوا معجبين بالدار الفسيحة، ومن بين التعبيرات التي استوقفتني قول أحدهم، هذه الدار رحيبة مثل السودان الذي لا يعيبه إلا كثرة الخلافات والنزاعات، وأضاف قائلاً للأسف انتقلت هذه الأدواء إلى الدولة الوليدة دولة جنوب السودان.
* وجدت نفسي وسط كوكبة من الدبلوماسيين والرموز التشكيلية، قبل أن يأخذنا وكيل وزارة الخارجية ليقدم لنا هذه الأجندة المميزة شكلاً ومضموناً، بعد أن حيَّا كل الذين لبوا هذه الدعوة، حيَّا الفنانين التشكيليين الذين كانوا يزيِّنون ميدان دار الخارجية الرحيب، وخصَّ التشكيلي السوداني العالمي إبراهيم الصلحي بتحية خاصة، وهو يقول إنه صاحب اللوحة الأولى في الأجندة الحائطية الجديدة.
* ليست هذه هي المرة الأولى التي تتبنى الخارجية بعض الأعمال التشكيلية وتزيِّن بها أجندتها التي تحمل عبرها للعالم جانباً من الإبداع التشكيلي السوداني، هذه هي المرة الثالثة على التتالي، والفضل لهذا الاهتمام بالحراك التشكيلي يرجع إلى السفير الوكيل المبدع رحمة الله محمد عثمان.
* هذه الأجندة شارك في رسم لوحاتها الفنانون التشكيليون إبراهيم الصلحي وعثمان بابكر وأحمد الأمين بابكر وجمال على خلف الله والأمين محمد عثمان وحسين ميرغني ومحمد فضل ومحمد عبد الرسول، تنافسوا في رسم جوانب من المدينة السحرية التأريخية سواكن.
* السفير رحمة الله قال إنهم اختاروا ورقاً قوياً ومصقولاً لكي يتمكن من يريد "قص" اللوحة التي أعجبته ليضعها في برواز ويعلقها حيث يشاء، خاصة أنها تحتوي على لوحات رائعة بالألوان المائية عن سواكن.
* مثل هذه الأعمال المميزة تؤكد دور الدبلوماسية الأهم في الحراك المجتمعي في البلاد لدول العالم، إضافة إلى تمتين العلاقات الخارجية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية.. الخ.
* يمكن أن نقول إن الاهتمام بهذا الحراك التشكيلي من وزارة الخارجية ووضعه في أجندة حائطية توزع في جميع أنحاء العالم، يعدّ فتحاً لما يمكن أن نُطلق عليه الدبلوماسية التشكيلية.

 

آراء