الدكتور بشير عمر ونهضة السودان (1-10)

 


 

بخيت النقر
12 March, 2023

 

لقد بحثت عن نجاح تجربة ونهضة ماليزيا واوجه الشبه بينها وبين السودان من حيث تعدد الأعراق والثقافات والأديان والصراعات والاعتماد على تصدير المواد الخام دون الاستفادة من القيمة المضافة للصناعات التحويلية وعلى أوجه الشبه العديدة بينهما في هذه المرحلة حيث جاء مهاتير محمد لرئاسة الوزراء حيث صاحبتها تعقيدات كثيرة جدا كما سماها في كتابه "معضلة المالايو" وهو الشعب الأصيل في ماليزيا وصفه بالاتكالية والكسل وواجه مهاتير كل الصعاب من مكايدات قيادات حزبه الذين خربوا البلاد وأكثروا فيها الفساد من اجل مصالحهم الشخصية الضيقة وما اشبه الليلة بالبارحة حيث يواجه بشير عمر من قيادة حزبه نفس ما واجهه مهاتير محمد من حزبه. والشعب الماليزي يشكو الفاقة والعوز والفقر المُدقع، حيث الصراعات الدينية بين 18 ديانة والعديد من الأعراق مثل الملايا والصينيين والهنود وغيرهم واعتمد مهاتير على الموارد الذاتية والاستثمار الأجنبي بضوابط حفظت لماليزيا حقوقها وحارب الفقر بجميع اشكاله وانواعه واهتم بالتعليم والتدريب والابتعاث لنيل الخبرات في الخارج وخصص ربع الميزانية العامة للدولة للتعليم، وهي من اعلى الميزانيات للتعليم في العالم وهي 3 اضعاف ما ينفق على الجيش والدفاع. وركز على اخلاقيات العمل وثقافة الإنتاج (هنا تذكرت الشريف حسين الهندي بقوله :"لابد من تطبيق اخلاقيات العمل وكيف نقبل ان نأكل من عرق الشعوب ونحن لا ننتج بل نحن نستدين كل يوم"كان يقول ذلك في نفس الحقبة التي كان يحكم فيها مهاتير ماليزيا ونهض بها بثورة صناعية شاملة شهد بها كل العالم حتى خصومه في حزبه الذين عارضوه في بداية الامر وجسد برنامج بشير عمر حال الشعب السوداني وحدد مشكلته وشخصها بانها مأساوية حيث الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وانعدام ثقافة المجتمع المنتج وقدم الحلول لنهضة السودان في ظل معضلات كثيرة. ودخل مهاتير محمد في عالم السياسة عن طريق حزبه منظمة الملايو الوطنية المتحدة الذي منع مؤلفاته من التداول لانتقاداته القوية واستمر رئيس وزراء ماليزيا لمدة 22 عام كانت بمثابة طفرة ونهضة حقيقية وعندما بلغ عمره 73 عام قدم استقالته من رئاسة الوزراء واعيد انتخابه مرة أخرى وعمره 93 عام بعد غياب 20 عام ويمارس عمله وهو بصحة جيدة. وبدأ مهاتير عهده الجديد بمكافحة الفساد وسجن كل الفاسدين من أعضاء حزبه بما فيهم رئيس الوزراء نجيب، وبإصلاح أخطاء الحكومة السابقة وكان يستعد مهاتير لخوض غمار سباق الانتخابات وسيناهز عمره 97 عاما في حينها وكما دخل بشير عمر في عالم السياسة عن طريق حزب الامة وكان وزيرا للمالية في الديمقراطية الثالثة 1986 حيث وجهت عليه حربا شعواء من المعارضة حينها بأباطيل واراجيف كادت ان تعصف به من الوزارة لولا الدعم من حزبه ورئيس الوزراء حينها الامام الصادق، وايضا وجهت السهام ضد زميله الراحل د. محمد يوسف ابوحريرة (معلومة لشباب الثورة هو ابن عم "احمد يوسف ابوحريرة" القيادي بالحرية والتغيير) وزير التجارة الذي واجه الفساد وتخلى عنه حزبه وتم حل الوزارة بسببه وسجل موقفا تاريخيا نبيلا في الطهر والنزاهة والشفافية. اوردت ذلك للشباب ليتعرفوا على طريقة الصراع السياسي عندما تنعدم الاخلاق والوطنية ويغيب الضمير حيث تستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. وختاما للحلقة الأولى نطالب جميع القوى السياسية المتصارعة والمتوافقة ان تغلب مصلحة السودان العليا في هذه الفترة الحرجة من تاريخه والا لن يجدوا ما يتصارعوا عليه وهم السبب والمتسبب الأساسي في كل هذه الازمات مهما كثرت التبريرات والمبررات للإعفاء من هذه التهمة البائنة للعيان فلن تفيد أحد وعليهم ان يهتموا بمراقبة ومساعدة حكومة الفترة الانتقالية التي ستكون وفق المعايير المعمول بها عالميا. وكما نطالب تجمع الأكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين (جهة استشارية تقدم خدماتها مجانا لكل الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية في السودان) بالإسراع في اخراج رؤيتهم التي عكفوا عليها زمنا ويسعون جاهدين في اخراجها بأجمل حللها لإقامة دولة المؤسسات وادارتها وحوكمتها طوعيا من اجل السودان دون مقابل. وايضا نطالب الثوار والشباب بتغيير تكتيك المسيرات بالهتاف الثوري مع عمل إيجابي بنظافة الحي ونظافة المستشفيات والمراكز الصحية وغسيلها والاهتمام بصحة البيئة والتشجير وصيانة المدرسة او تقديم يد العون للفقراء. ونشكر جميع اعضاء وعضوات المبادرة الوطنية لترشيح د. بشير عمر محمد فضل الله لرئاسة وزراء حكومة الفترة الانتقالية وحتما بعد المؤتمر الصحفي ستكون الأعباء كبيرة جدا وتحتاج مضاعفة الجهود من الجميع لوضع رؤية لدولة المؤسسات ونشكر الاخ الزميل بروف عثمان ابراهيم الذي قاد المبادرة الوطنية ونسأل الله التوفيق والسداد للأخ د. بشير عمر محمد فضل الله. اما بالنسبة لي في تأييده ودعمه فليس لدي اي مآرب شخصية أو حزبية أو قبلية أو جهوية وهي من منقصات النزاهة والشفافية ونتعامل مع الاخ د. بشير عمر رئيس لوزراء حكومة الفترة الانتقالية من منطلق وطني بحت. ونطالب الدكتور بشير عمر ان يبدأ عهده بمكافحة الفساد وسجن كل الفاسدين وبإصلاح مؤسسات الدولة وابعاد العسكر عن الحكم وتحقيق العدالة ونرشح ان يكون ضمن طاقمه الوزاري د. عبدالله حمدوك ود. وليد مادبو وبروف علام النور وحتما سيجد الدعم من كل أطياف الشعب السوداني الحر الابي وقوى الثورة الحية والفاعلة في الشارع ونلفت انتباه الجميع ستكون هناك حملة شرسة ضد د. بشير عمر في شخصه كما كانت الحملة ضد د. عبدالله حمدوك الذي تحمل فوق طاقة البشر سيل من الاساءات والتجريح والقدح والذم بلا مسوغ ولا دليل رغم كل ما قدم من جهود من اجل السودان حيث كانت حملة منظمة ومدبرة بليل تمت فيها شيطنته فلم يجد من يقف معه وهم الان يتباكون عليه ويلهثون خلفه ليقبل رئاسة الوزارة وهو رجل حصيف ونبيل وعفيف اليد واللسان ولن يقبل ان يلدغ من الجحر مرتين وكانوا يتفقون معه في الخاص وينكرون ذلك في العام كلما ضغط عليهم الشارع او العسكر.
# الاوطان تبنى بسواعد بنيها والوطن يسع الجميع #
#اصح ي ترس#
# #الثورة مستمرة
# #الثورة ثورة وعي
#الثورة لازم تنتصر#

elnagarco@yahoo.com
////////////////////////

 

 

آراء