الذكرى الثالة لرحيل الناقد سامي سالم

 


 

 


وفي القاهرة وعلى بلكونة الشقة التي كنت اعيش فيها مع زوجي سامي سالم جلسنا على كراسي في ليلة هادئة كانت السماء مرصعة بالنجوم في صفاء الليل ونسمات باردة رقية تشاركنا السمر ، كنا في ذلك المساء الجميل ننتظر صديق لنا عزيز علينا ياتي من الخليج انه الاستاذ الاديب عثمان حامد وعنده حضوره الينا جلسنا معا وبدا الحوار بين سامي وعثمان حامد عن الادب وفن الرواية والقصة وانا اعشق تلك الاجواء التي نشأت فيها وكنت في قمة متعتي بهذا الحوار المثمر ودائما انتبه لقوة الحوار بين سامي وعثمان حامد وكنت اشاركهم قليل ثم حضر الينا دكتور صلاح الزين ومعه مصطفى مدثر وحسن الجزولي وتتالت الوفود ومن بينهم الاستاذ خطاب حسن احمد والشاعر الجميل يحي فضل الله واحمد محمود ومعه الاستاذة سعدية واكتملت الدائرة بوصول احمد عبد المكرم واضاف الى الجلسة روحه طيبة كانت جلسة نادر جمعت اهل الادب والفن وقد كنت استمع مستمتعة بتلك اللحظات وفجاءة يرن التلفون فيكون خبر محزن (وفاة خالد الكد) بالمملكة المتحدة فكان وقع الخبر ذو اثر اليم علي الجميع خاصة سامي سالم فلقد كان خالد الكيد صديقه المقرب وكان معنا قبل شهر يجلس هنا كما نجلس نحن وبدا الجميع يتحدثون عن ذكرياتهم مع خالد وكل منهم حكى قصص وحكايا فخيم الحزن على الجلسة واضفى عليها مزاج سوداوي وتفرق الكل ودخلت الى المطبخ لاباشر بعض اعمالي المنزلية ومن ثم خرجت الى البلكونة فوجدت سامي يجلس على الارض يكتب فاقتربت منه قليلا وسألته عن ما يكتب فقال لي اكتب رثاء الى صديقي خالد فقلت له انت يا سامي دائما تكتب وترثي اصدقائك الذين يذهبون الى العالم الاخر لتوثق لهم وتبرز ما كتبوا من ابداعات وفنون لتخلد ذكراهم فنظر اليّ وقال انهم اصدقائي يا احلام واعرفهم كما اعرف نفسي فقد قدموا الكثير للابداع والفن السوداني وتخليدهم عبر تاريخنا الثقافي فنظرت اليه وسألته عندما ترحل انت يا سامي تفتكر ستجد من يرثيك فنظر اليّ بحزن عميق ونزلت منه دمعه وسقطت على الارض وقال لي ترثيني امدرمان الاخرى يا احلام ،،،هاهي امدرمان الاخرى مقالة ومدينة ترثيك يا سامي وتتصفح وجوه حروفك عسى ان تجد ماتسد به رمق حزن دفين وعندما نحكي ذكرياتنا نعيش لحظات من الزمن السعيد ونحلم بوطن تمنيته انت ومازلنا نحن نحلم به مدينة فاضلة تعج بالحب والسلام ومازال املنا يضي في عيون ابنائنا ومازلنا يا سامي نحلم بالسودان الجديد الذي كنت تحلم به معنا ولم نزل سايرين على ذلك الطريق
اللهم ارحم سامي وانزله الجنة مع الصديقين ،،،
AHLAM HASSAN [ahlamhassan@live.ca]

 

آراء