الرئيس السيسي يحاول المستحيل . بقلم: أبوبكر بشير

 


 

 

يبدو أن الرئيس السيسي قد فقد الثقة في كل معاونيه الذين كانوا يديرون أمر الاستعمار المصرى (السري) للسودان، وهاهو يلقى بثقله في أتون المعركة ليدعم عملاءه من فلول الفساد الذى انتشر فى بلادنا على أيدى أعضاء نظام الاخوان المسلمين طيلة ثلاثين عاماً.
لقد بات واضحاً لكل الشعب السودانى أن حكومة مصر منذ عهد الرئيس حسنى مبارك كانت تستعمر السودان سراً، بواسطة بقايا تنظيم الاخوان المسلمين، الذين كانوا مجرد دمى تحرك خيوطها المخابرات المصرية، ولقد ابتدأ هذا الاستعمار السرى عندما انكسر التنظيم الكيزانى المجرم عقب اكتشاف تآمره على حياة الرئيس المصرى، الذى تزامن مع إصرار العالم الغربى بقيادة أمريكا على ضرب وهزيمة واستئصال تنظيمات الهوس الدينى التي خرجت من عباءة تنظيم الاخوان المسلمين. منذ ذلك الحين بدأ الأستعمار السرى للسودان، بواسطة المخابرات المصرية، وبقايا تنظيم الاخوان المسلمين الذين تحولوا الى مجرد عملاء، يأخذون عمولاتهم ليساعدوا حكومة مصر في نهب كل خيرات السودان، بينما ظل الشعب السودانى فريسة للفساد والخداع وسوء الاخلاق الذى يفوق سوء الظن العريض.
استمرأت مصر نهب ثرواتنا للدرجة التي كانت هي الدولة الوحيدة التي صوتت ضد رفع العقوبات الامريكية التي كانت مفروضة على السودان، فقد كانت مصر، خلال فترة المقاطعة، هي الوصى على اقتصاد السودان، تصدر منتجاتنا، الابل، والبقر، والضأن، والسمسم، والذرة، والصمغ، والكركدى، حتى حب البطيخ، ثم تدور مصانعها، لتبيعنا منتجاتها. كانت مصر تستفيد من كل خراب ينفذه عملاؤها من اساطين الفساد الكيزانى، فعندما تتوقف المستشفيات عندنا، تستفيد خدماتهم الطبية، وعندما تتعطل جامعاتنا، تستفيد جامعاتهم التي صارت قبلة أبناء المغتربين، وعندما تتعطل الشبكة الكهربائية في رمضان يهرع الى مصر كل من له المقدرة، وظلت كل أموال الأغنياء في السودان يتم صرفها على شراء الشقق في مصر. أما أكبر فوائد مصر طيلة تلك الفترة أنما هو استحواذها على اغلب مياه النيل التي كانت مخصصه لمشاريعنا المروية، في الجزيرة، والرهد، مشاريعنا العملاقة التي تحولت الى هشيم تذروه الرياح، فلقد استطاع الاقزام النشطاء في تنظيم الاخوان المسلمين من قتل مشاريعنا العملاقة، لتستفيد مصر من مياهنا وتنشئ القنوات لزراعة صحاريها. استمرأت مصر هذا الوضع الذى استمر طيلة ثلاثة عقود، لم يهدده طيلة هذه الفترة الا اتفاقية السلام، وانتصار القائد جون قرنق، وفرح الشعب السودانى بقدوم عهد جديد، واستعداد العالم وقتها لقبول السودان الجديد، ولكن سرعان ما عادت الأمور الى ما اعتادت عليه حكومة مصر بمقتل القائد جون قرنق في حادثة غريبة، ليستمر الاستعمار السرى الى أن فجأته ثورة ديسمبر المجيدة.
لقد فٌجِعت الحكومة المصرية، ومخابراتها، بالثورة التى فجّرها شباب الثورة السودانية الاشاوس، وانتزعوا بها السلطة من تنظيم الأخوان المسلمين، وظلوا يعملون في مثابرة لاستئصال عملاء حكومة مصر من فلول نظام الانقاذ، وباتوا على مرمى حجر من تحرير الوطن من الاستعمار السرى الذى كانت تديره مصر من خلف الكواليس مستعملة ما يسمى بشركات الجيش والأمن، والتي في حقيقتها ليست أكثر من وكر للعملاء من فلول تنظيم الأخوان المسلمين، وبعض من الذين ماتت ضمائرهم من ضباط الجيش الذين تنكّروا لحرمة القوات المسلحة السودانية، وصاروا لعبة في أيدى المخابرات المصرية.
أن جماهير الشعب السودانى أصبحوا على وعى كامل بكل جرائم الحكومة المصرية في حق السودان وشعبه، ويعرفون أن تخريب عملية التغيير التي كانت تجرى في السودان، التي كان الشعب يتمنى نجاحها، أنما جاءت من مصر، ويعرفون أن البرهان وكبار ضباطه الذين يعاونوه في محاولاته الانقلابية الفاشلة، ليسوا أكثر من عملاء لحكومة مصر التي تحتفظ بفلول نظام الاخوان المسلمين وتضطرهم الى خيانة وطنهم سواء بالتخويف من ماضيهم الأسود، او بالفتات التي تبذله لهم ليساعدوها في نهب خيرات أهلهم، وسفك دماء أبناء وبنات وطنهم. أما الآن فإننا نقول للرئيس السيسى الذى يطلّ علينا بنفسه، يمنّى نفسه بالمستحيل، بعد أن فشلت كل مؤامرات معاونيه، انه من الأفضل أن تعيد حساباتك جيداً فان وقت استعمار السودان قد انتهى، وحان وقت الحساب على كل ما اقترفته في حق الشعب السودانى، وليس أمامك، الآن، الا الندم على ما فرّطت فيه من مصالح شعب مصر بخيانتك وتآمرك على شعب السودان طيلة فترة وجودك في السلطة.
أبوبكر بشير
22 يناير 2022

ABUBAKER2@msn.com

 

آراء