الرئيس المرشح البشير… يدير حتى المستشفيات!!؟ … بقلم: أبوذر علي الأمين ياسين

 


 

 

قرار الرئيس البشير الذي طارت به بعض صحف يوم الأربعاء 17 مارس والقاضي بفصل الأطباء المضربين عن العمل يجعلك تفكر!، هل الرئيس البشير يدير حتى المستشفيات؟، وهل ضمن المرشح البشير الانتخابات للدرجة التي تجعله يصدر مثل هذا القرار في وقت يخرج فيه للناس (مرشحاً وليس رئيسا) كما قال للجماهير بدارفور مؤخراً؟!!. ولكن ما الفرق بين الرئيس الذي دشن مقدمه للسلطة بتسريح الآلاف من الخدمة بدعوى (الصالح العام)، كما دشن عهده بقتل مجدي محجوب محمد أحمد بسبب (دولارات) والقتل بسبب (أموال) أياً كانت غريب على الله والناس، ولا وجود له لا في شريعة دينية ولا في أي تجربة إنسانية. بل حتى لو سرقت فالقطع هو (أقصى عقوبة) وليس القتل، لكن نظام البشير له دينه ولنا دين. فبالله عليكم ما الفرق بين ذاك البشير و الذي يصدر قراراً بفصل الأطباء المضربين ؟. ثم بعد كل هذا يخرج الناس كل يوم يدعوهم للتصويت له ليبقى على رأس الدولة، ليعيد فيهم ما كان يفعل طيلة العشرين عاماً الماضية!. لقد طال عليه الأمد بالسلطة حتى صارت أفعاله  معتادات لرجل أصبح هو السلطة والدولة ،ثم تمدد حتى أصبحنا لا نعرف أرئيس هو أم مدير مستشفى!!؟. أراغب هو في أصوات شعبه وتجديد الثقة فيه رئيساً؟، أم لا هم له بالشعب صّوَت له أم لم يصوت؟ وكيف سيكسب الانتخابات وهو يأتي بهذه الأفعال في عنفوان حملته الانتخابية

المرشح البشير هو الرئيس الوحيد  الذي حقق السبق دوناً عن رؤساء العالم السابقين والحاليين والقادمين. فهو أول رئيس يتهم عالمياً وهو على مقعده رئيساً. وهو أول رئيس عربي يقذف بحذاء في حادثة ما تزال مثار أسئلة. وسيكون أول رئيس ينتهي عهده بانفصال بلده (بسبب سياساته وإصراره على الدكتاتورية القابضة) إلى دولتين على أحسن الأحوال أو أكثر على أسواءها . لكنه أضاف لها الأربعاء الماضي أنه ودوناً عن مدراء المستشفيات، ووزير الصحة، أنه الرئيس الوحيد الذي يفصل أطباء بسبب إضراب مطلبي وليس سياسي!!. و البشير هو المرشح الوحيد الذي دشن حملته الانتخابية بقرار فصل أطباء لأنهم أضربوا!!. حسناً لنفترض أن المرشح البشير وبعد عشرين عاماً أصبح (على ثقة) بأنه ليس السلطة والدولة  فحسب، بل هو الشعب الذي لن يصوت إلا  له، وأنه بلا حوجة لأصوات (الأطباء أجمعين)!!. هل يقبل وهو المُقِدم على انتخابات فيها تنافس على ركل كل الشعب الذي يتداوى بالمستشفيات!؟، أم أنه وبعد تجربة دارفور أصبح لا يهمه إن مات الناس (بالمرض (الملا ريا) أو غيرها من الأمراض أو الحوادث؟ وأنه لا يهمه حتى من مات (شهيداً)!، فهو الوحيد الذي يستحق (الشهادة) ومن يجب أن يأخذها ولو ظاهريا لكسب بعض الأصوات وإضفاء بعض ألوان (التدين) الذي غاب عن مسيره الطويل وخاصة بعد القسم بالله ثم الحنث به وتلك كبيرة إلا على المتفرعنين.

المرشح البشير ظل طيلة فترة حكمه الطويلة (يوفر الحماية من العقاب) لكل من هم تحت إمرته. بل أصبحت الحماية من المساءلة والعقاب من (ثوابت الإنقاذ) واحد ركائز (المشروع  الحضاري). فبدلاً من محاسبة ومعاقبة من تسبب في الإضراب وأخر صرف حقوق الأطباء وأهمل تحسين بيئة عملهم!، يعاقب الأطباء على الاحتجاج على هذا الإهمال الضار بهم وبالشعب الذي من الواجب الدولة عليه توفير العلاج وخدماته!!. لكن ليس هذا أيضاً بغريب!. ألا تذكرون من سقطت عماراته عادوا به أميناً على جيش البلاد والدفاع عنها!!؟. فمن لم يستطع إدارة عمارة تحت التشييد أكيد لن يخوض حرباً لاسترداد حلايب أو الفشقة!!؟. لكنه يطور الجيش ويملا مخازنه بالسلاح فقط لاستخدامه في حرب شعبه بدارفور أو أي حرب قادمة ضد الشعب فقط لاغير!!.

قد يكون من الغباء طرح السؤال لماذا لم يصدر مدراء المستشفيات قرار فصل من أضربوا؟. أو لماذا لم يتدخل وزير الصحة إن كان الأمر كبيراً وخطيراً. فتلك حدود الدولة التي لها مؤسسات ويطلع فيها كل مسئول بما يليه!. لكن أن يتدخل الرئيس في إضراب فهذا شيء عجاب، بل هو أعجب كونه رئيس مرشح ويباشر جولاته الانتخابية مرشحاً وليس رئيساً. لكن يبدو أننا أمام (فرعون) له ملك السودان والأنهار التي تجري وكل شعبه. يسمهم العذاب، ولا يهمه إن ماتوا وبمستشفيات الدولة، وبلغة البشير وخطابه كل الشعب (تحت حذائه) إن لم يكن كل العالم والدنيا!!. وهل المطالبة بصرف الاستحقاقات وتحسين بيئة العمل تستوجب قراراً رئاسياً بالفصل من العمل!؟. هذا سؤال آخر من الغباء طرحه بعد تجربة عشرين عاماً لمرشح منهج حكمه أن يُري الناس ما يَرى!؟. فالكل يجب أن يكون البشير (ومعه حتى النهاية) كما هو مكتوب بلافتات شوارع الخرطوم، ويمكنك عزيزي القارئ أن تصرف النظر عن لافتات أخرى تفدي (رجل واحد) بكل الشعب لأنه متهم أمام محكمة الجنايات الدولية!؟، وهو فقط اتهام بإمكانه إثبات براءته وعدم ولوغه في ما اتهم به، لكنه يأبي وفي ذلك تأكيد لا يشئ بالبراءة، وإلا لفدى كل شعبه وتقدم وأثبت براءته. لكن تبقى الحقائق والوقائع بآثارها دليلا يستوجب شئ من التحقيق والتثبت. إذا كانت هناك حرب فإنها حتماً بين طرفين، وإن كان هناك قتلى فإن هناك سبب ومتسبب وربما تجاوزات، وإذا كان هناك اغتصاب (منظم) فإن خلف الأمر من خلفه وله أهداف مهما أخفاها فهي تقود لمن أتي تلك الفعلة وبهذا الانتشار والتواتر!!؟، وإذا نجا (واحد) فحتماً هناك آخرين.

أن مثل هذه القرارات هي التي أدت وتؤدي لاندلاع الحروب، وأنها ستشعل الحرب بمناطق أخرى غير التي عاشت الحرب من قبل. فإذا كان الإضراب المطلبي يواجه بقرارات رئاسية ، وتوظف فيه الشرطة والأمن، كأنما الذين دفعت بهم استحقاقاتهم وتحسين بيئة عملهم للإضراب هم أعداء هذا الرئيس شخصياً. وإذا كانت بلده تفيض على العالم بالخريجين والعطالة، ومن أستحدث منهم (طبلية) يسترزق منها أمام عجز الدولة عن توفير العمل لهم لا تدعهم دولته يأكلوا من خشاش الأرض، ولا توفر لهم البدائل، بل تبطش بهم وبعضهم يموت وهو يحاول الهرب من كشات الشرطة. والرئيس المرشح قانع مطمئن أن (الشعب معه) وأنه هو وليس أحداً سواه سيكسب الانتخابات وبالقاضية ومن الجولة الأولى. أنتم أيها القراء لستم أمام حلم بل واقع كل الأشياء فيه بيد رجل واحد حتى نتائج الانتخابات.

إني ادعوكم لمراجعة كل شيء. وأحثكم على إسقاط المرشح البشير خاصة وأن فوزه ولو (تزويراً) فوز بطعم الخسارة، ومجلبة لكوارث على البلاد والعباد كونه لا يريد مواجهة اتهام الجنائية ويحمي نفسه بالسلطة والبقاء فيها، ويحمي نفسه بكل الشعب كما هو الشعار المشهور بينكم. ثم كيف تأتمنون من يحلف (بالله ثلاثا) بأن لا يسمح للقوات الدولية بالدخول ثم يفعل بدعوى أنها قوات (ليست دولية) بل (قوات هجين)!!. وكيف تثقون في من أعلن في إعقاب أحداث أمدرمان أنه لن يتفاوض مع حركة العدل والمساواة لأنهم عملاء ويخدمون أجندة خارجية !!!، ثم يفعل بل ويحتفل بهم وبدارفور، فمن يشيح بوجه وهو يعلم أن من نبذهم عملاء، ثم يعود يتفاوض مع ذات من أشاح وجهه عنهم وأكثر من ذلك يحتفل بهم!!، إنه مرشح بلا موقف ولا مبدأ، تسوقه الأحداث حيث يشتهي بلا نسق أو توخي صدق أو عدل.

هل ستنتخبون من كانت دولته وعلى مدي عشرين عاماً بلا مؤسسيه!؟. هو فيها من يقوم حتى بصغائر الأمور مثل ما فعل مع الأطباء. أسقطوا البشير، ثم أسقطوه، ثم أطلبوا منه أن يبرئ سجله من اتهامات الجنائية فهو بالغها كسب الانتخابات أو خسرها لا مفر. أسقطوه ليلتقط رسالتكم أن السودان وشعبه أبقى من رجل واحد متهم دولياً. أسقطوه لتكسبوا وحدة بلدكم. أسقطوه  ثم أسقطوه لتنعموا بالتكريم كبشر، وانتخبوا من يكرم بني آدم دون أن يعرف دينه أو جنسه فإن الله خلقكم شعوباً وقبائل لتتعارفوا، أما المرشح البشير فإن سياسات دولته وخلال عقدين جعلت من اختلاف أديانكم وألوانكم وقوداً لمعاركها. أليس غريباً أن لا يحارب جيش السودان سوى شعب السودان خلال العشرين عاماً الماضية. والله أني لأشهد أمام الله والناس أجمعين أنه إن كان هناك من يستحق قراراً بالفصل عن العمل فهو المرشح البشير ولا أحد سواه. فإن سكتنا وانصرفنا عن كل شئ أتاه فيكفيه فينا أنه بقى بالسلطة عقدين كاملين، وإن كان عنده ما يقدمه فقد أتيحت له الفرصة كاملة لكنه قدم لكم الحروب وتشريد العاملين وما يزال، والآن يترشح للرئاسة لحماية شخصه أمام الاتهام الدولي، ولتفتيت دولتكم وتشريد شعوبها بتوظيف العنصرية والدين وحتى اختلاف الثقافات. وغداً إذا جاءكم رئيساً (منتخباً) قد يصادر حتى منازلكم ألم يصادر من قبل نظامه أبناءكم ومن الطرقات دون علمكم ليتخذهم وقوداً لحرب بعض شعبه؟. أن ما يتيه نظام البشير باطل لا يقبل به إلا ذليل أو خانع فأسقطوه.

 

Abuthar Ali [abuzzzar@yahoo.com]

 

آراء