الرجل الدولة، آن لشيخ الامين ان يعلن مسيده دولة

 


 

 

ATHENENA@GMAIL.COM
بسم الله الرحمن الرحيم
وليد معروف
يعد الأمن حاجة أساسية للمجتمع الإنسانى، ومؤشرا على الاستقرار والازدهار والتقدم فى الوطن، ويرى بعض الخبراء أن الأمن الاجتماعى يعنى ببساطة سلامة الأفراد والجماعات من الأخطار الداخلية والخارجية، متمثلة فى التهديدات العسكرية أو البلطجة داخل اﻟﻤﺠتمع من قبل أفراد أو جماعات تمارس القتل والاختطاف والتخريب والسرقات مما يعد مؤشرا خطيرا لافتقاد الأمن الاجتماعى .
عندما تغيب الدولة بشكل تام في توفير الأمن والسلام وكل اسباب الحياة للناس. عقلا، يصبح من يقوم بهذه المهام هو الدولة علاقتنا مع شيخ الأمين قديمة متجددة بحكم زياراته المتكررة والمتجددة لدول الاتحاد الاوربي التي نقيم في عاصمتها - بلجيكا.
كتبت عن شيخ الأمين في مقالات عديدة بعد بعض زياراته الاوربية، كان منها مايشيد باعماله وما يقوم به وكان منها النقد فيما وجدناه يستحق النقد وتسجيل الملاحظات.
كتبت في كل ذلك، لإيماني بأن العمل المدني الذي نعتبره منصتنا الأساسية في حراكنا هنا؛ يقوم ويتطور بالنقاش الجيد والنقد الهادف. وعليه، نجتهد في إيصال صوتنا بكل تجرد وصدق.

والآن بعد انطلاق الحرب العبثية اللعينة في منتصف أبريل الماضي، انفرض على أهل السودان واقع مأساوي غريب، اختلفت فيه الأشياء واختلفت نظراتنا في كل السائد المعهود، سيما شيخ الامين وطريقته القادرية المكاشفية.
قال الشيخ الأمين عمر الأمين؛ إنه سيبقى بمقر سجادته الكائن في وسط منطقة عمليات واشتباكات عسكرية بأم درمان، حامية على مدار اليوم، لخدمة اهله ضحايا الحرب رغم ما يتعرض له من مخاطر مصاحبة وتهديدات من جهات مختلفة.

تحول مسيد الشيخ الأمين في حي ود دورو العريق في أم درمان، لمعسكر إيواء النازحين المقهورين بسبب الحرب المفروضة عليهم؛ يقدم الطعام والشراب والاسعافات للمصابين والمحتاجين.

أصبح هذا المسيد منارة وملاذ وحيد لكل سكان منطقة ام درمان القديمة الذين لم تسمح لهم ظروفهم الاقتصادية او الصحية... إلخ بمغادرة المنطقة.

يعمل المسيد بهمة وعزيمة لا تلينان على تقديم الأمان للناس (الذي اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف)، في ظل ظروفة امنية معقدة، حيث التدوين الموجه والدانات المتساقطة عشوائيا، والشكل الموحش في الشوارع والطرقات، وفقدان الاهل والجيران.
جعل المسيد من رواده المحتاجين، اسرة واحدة ببذل التآخي والتكافل بكل حب فى زمن الحرب.
تجد الصغير يهتم بالكبير، والقوي بالضعيف.. وهكذا. واعظم ما في المسيد انه ابوبه مفتوحة للجميع، وليس حصرا علي السودانيين او المسلمين فقط.

تجد مجموعات من الجالية الإثيوبية والجنوبية، ومجموعات أخرى من الاقباط؛ تجدهم كلهم بين المريدين ومختلف الضيوف أسرة واحدة مما رسخ عندهم الاطمئنان والأمل بأن الحياة لا تزال ببعض الخير والخيرين..
يقدم المسيد ثلاثة وجبات يوميا لكل من فى المسيد منذ الأيام الأولى للحرب. لاحقا نجحت اللجان المسؤولة عن الاطعام بالمسيد في إرسال الوجبات والمياه بانتظام للعجزة وكبار السن غير القادرين على الحركة في مساكنهم المجاورة والبعيدة عبر التكاتك.
ويقدم المسيد الخدمات الطبية الممكنة رغم صعوبة الحصول على الأدوية والمعينات الطبية. ويعمل في هذه الخدمة متطوعين ومريدين من الحقل الطبي (أطباء، ممرضين، صيادلة... إلخ)؛ اشغلوا عيادة داخل المسيد تعمل على مدار ال ٢٤ ساعة في تقديم الخدمات مجانا. فضلاً، علي جمع الجثث وغسلها وسترها بما يليق. (سترة للأحياء والأموات).
سمعنا في اللقاءات الصحفية لشيخ الامين وهو يقول بانهم حاولوا كذلك فتح عيادة غسيل الكلى ولكنهم لم يوفقوا بعد بسبب ضخامة احتياجات المشروع. ومن هنا النداء مرفوع لكل من يستطيع في تقديم اي مساعدة لتحقيق مشروع عيادة غسل الكلى، (من جانب الجيش او الدعم السريع او السودانيين العاملين في المنظمات الدولية او اي فرد مستطيع).

مؤخرا اصبح المسيد يقدم التعليم بفتح فصول الدراسة للاطفال ولكل طلاب العلم ..
تقام الصلوات الخمسة بشكل راتب للمريدين والضيوف ويجتمع الجميع مبتهلين لله ان يجلي هذا الكابوس والغمة..
يعتمد المسيد فى تنفيذ كل المهام علي الحوار من أبناء الشيخ الأمين، الذين تدربوا ونهلوا من ذلك البطل شيخ الامين، وفيهم شباب متخصصين في مختلف التخصصات؛ منهم المعلم والطبيب والصناعي والحرفي وغير ذلك من المهن. ..

قد يتساءل البعض عن التمويل والجميع يعلم بان الشيخ الامين رجل ثري وقد أعلن في كثير من تسجيلاته بأنه ينفق من ماله الخاص ولا يحتاج في الوقت الحالي لأي دعم مادي من اي جهة، فقط ناشد كل من يستطع في دعم الصيدلية بالادوية خصوصا أدوية ضغط الدم والسكري ان يفعل..

تعرض شيخ الامين ومسيده لحملات تخوين تتهمه بمساندة الدعم السريع، بل أن أصواتا أمثال الجاهل عطاف عبدالوهاب، الدخيل على مهنة الصحافة دعى الجيش لقصف المسيد وتصفية شيخ الأمين.
وتعرض شيخ الامين لتنمر كبير عن حبه للظهور، واُستشهد في ذلك ظهوره فى بعض الفيديوهات يوزع الطعام، وهنا يكون الرد بكل بساطة هل كل هذا العمل الجبار من أجل حب الظهور وهو يعرض نفسه للموت كل ثانية.

وللنفس اخلاق تدل على الفتى اكان سخاء ما اتى ام تساخيا.

مقولات علي لسان شيخ الامين مسيدنا مفتوح أمام الجميع سيظل حتى آخر ثانية في حياتنا يزورنا المسلم والمسيحي واللا ديني.
لم ولن نمنع أحدا بسبب الانتماء الديني أو العرقي أو الجهوي.
ثقتنا في تفهم العقلاء في الجيش والدعم السريع بالدور الذي نقوم به، وبأن الوطن مستهدف والأسلحة التي يتم توجيهها نحوي وتلاميذي يجب تصويبها نحو الأعداء.

هل الدعم السريع بكل قوته وجبروته يحتاج لعدد محدود من الأسرة لمرضاه وجرحاه في مسيد الشيخ الأمين؟.
تعرضنا في 13 نوفمبر 2023 للقصف بأربع دانات صوبت بدقة نحو مقر إقامتنا في المسيد بهدف القتل، ندعو كل من يمتلك دليلا على موالاتنا لأي طرف من أطراف الحرب لتقديمه..
خلاصة:
رجل بكارزما خاصة وشجاعة نادرة وبقناعة قوية وبايمان صلب استطاع ان يوفر الامن والغذاء والصحة والتعليم وحرية الاديان والتمويل والثقة وشحذ الهمم وكل هذه النقاط هي ركائز الدولة المدنية الحديثة ...
التجربة التاريخية أثبتت شجاعة نادرة وبسالة هائلة للشيخ الامين، الشجاعة لا تعني عدم الخوف، ولكنها تعني الصمود والثبات وهذا عين ما فعله الرجل، وكان قراره اختيار وليس اجبار وكانت امامه كثير من الفرص للسفر خارج البلاد ولكنه آثر الصمود والعطاء، فى الوقت الذى هرب فيه قيادات الجيش الي بورتسودان فى اول فرصة تآتت لهم

الشجاعة ليست بالضرورة تعني القتال أو الدخول في المعارك، بل تعني محاربة العوائق والوصول للأهداف، مهما كانت العواقب واذا نظرنا للنتائج نجد ان الرجل اصاب هدفه والمسيد قدم الدعم المطلوب، يقول المثل فى حق شيخ الامين:
ثلاثة لا يعرفون إلّا في ثلاثة: الشجاع في الحرب، والكريم في الحاجة، والحليم عند الغضب.
كما يقول المثل لجنرالات الجيش:
قد يجد الجبان 36 حلا لمشكله ما ولكن لا يجد سوا الفرار¬¬ اما آن لشيخ الامين ان ينصب رايته ويعلن عن دولته من داخل مسيده بود دورو...
مراجع
لقاء شيخ الامين مع سعد الكابلي
تسجيل صوتي للاستاذ محمد لطيف
سودان تربيون
05/02/2024
بلجيكا
وليد معروف

 

آراء