الرضاعة فوق الصرار
د. عبد اللطيف البوني
18 July, 2012
18 July, 2012
abdalltef albony [aalbony@yahoo.com]
ما اسهل وامتع الرضاعة لانها تعطيك المادة الغذائية في شكلها النهائية ولاتحتاج منك حتى لعملية المضغ السهلة لكن مشكلة الرضاعة تمكن في الخطوة التي تليها وهي الفطامة فالذي يدمن الرضاعة يصعب فطامه لان ملكات بذل الجهد لديه تكون قد تعطلت وكلنا يعرف معناة الامهات مع عملية الفطام هذة ومن هنا جاءت المقول ان الرضاعة سهلة ولكن صعبة الفطامة
لقد تمظهرت صعوبة الفطامة سياسيا في خطوات الحكومة المتعثرة نحو خفض الانفاق الحكومي وهذا هو الجزء المكمل للوجه الاخر وهو تحميل الشعب جزء من فاتورة العلاج لتكون الوصفة المتكاملة وذلك بان تتحمل الحكومة والشعب عب الخروج من الازمة الاقتصادية الشاخصة فالحاصل ان الحكومة وفي رمشة عين رفعت الدعم عن المحروقات والسكر حتى دون ان تنتظر اجازة البرلمان للميزانية النصفية ثم زيادة الجمارك والقيمة المضافة وتعويم الجنية بتحرير سعر الصرف لكن تعال شوف عندما جاءت للجانب الذي يليها
ترشيق او تخسيس الحكومة الذي وعدت به الناس لم يات بالشكل المتوقع او المرغوب فالحكومة كما قال احد المعلقين بوضعهاالجديد مازالت سمينة ومترهلة وكذا حكومات الولايات والاجهزة التشريعية في المركز والولايات والمحافظات لم تطالها يد التخسيس بالصورة المنتظرة . من المعلوم بالضرورة ان كلفة هذة المؤسسات ليست في المرتبات الشهرية اي ( البيشيت) انما في الامتيازات و المخصصات الاخرى التي تسد عين الشمس بالطبع الحكومة لن تخبرنا بما ستفعله بها ولكن ليس هناك ما يدعو للتفاؤل لانه كما يقول العلماء (من اشرقت بدايته اشرقت نهايته ) فالحكومة بعجزها عن تخسيس مناصبها الوزارية تكون قد بدات بداية غير مشرقة
في الايام القليلة التي اعقبت تطبيق السياسات الاقتصادية التي تلي الشعب وقبل ان تطبق السياسات التي تليها قامت الحكومة ممثلة في كبار مسئوليها بزيارت تفقدية لبعض الاقاليم فعل حسب ما عكسه الاعلام الرسمي لم تظهر الحكومة ممثلة في شقيها الضيف والمستضيف اي تقشف فارتال العربات والحشود والولائم والذي منه كانت كما هي لقد كانت هذة فرصة ان تظهر الحكومة بمظهر الذي اتخذ سياسة تقشفية جديدة وبالطبع لن نطلب منها ان تفعل كما كان يفعل الشريف حسين الهندي وزير المالية يومها الذي كان يتفقد مشروع الجزيرة بعربة لاندروفر ومعه سائقه فقط اذ يدخله من جهة مكتب الفراجين ويواصل مشواره الي ان ياتي الي بركات من جهة الجنوب ثم يجتمع بالمحافظ بعد ان يكون دفتره قد امتلا بالملاحظات مما شاهده وما سمعه من المزارعين وهم في الغيط
لانعلم كثير شئ عن السفريات الخارحية وتمثيل البلاد في ذلك المؤتمر الهام طبعا اي مؤتمر عند الحكومة هام جدا . ولانعلم شئ عن نثريات الدستوريين وكبار رجالات الخدمة المدنية , ولكننا لسنا متفائلين بان الحكومة سوف تفطم نفسها من الصرف غير المرشد وقد يكون من الصعوبة بمكان ان نطالبها بان تعلن سياسة تقشف مفصلة تفصيلا دقيقيا لان مال الدولة موزع على عدة جهات والقرار المالي اصبح في يد الكثيرين (وبرضو تقول لي التجنيب ما مشكلة ؟ ) كان يمكن لقمة الحكومة ان تتخذ سياسة القدوة وذلك بان تظهر نفسها بمظهر المتشقف حتى يتنزل ذلك التقشقف تلقائيا ولكن يبدو ... افتكر مافي داعي فالفطامة صعبة شوية والطبع يغلب التطبع