الرعاة الرحل (أبعاد المشكلة) هل يمكن توطينهم؟!

 


 

 

ركن نقاش
** الرعاة اارحل والمزارعون يشكلون اكثر من ٨٠% من العمالة في السودان ومع ذلك نجد ان اهتمام الدولة المركزية في السودان بهم عناية ومعرفة وحلولا وسعيا لاحاطتهم باهتمامها عسكرية كانت او مدنية تاتي في ذيل انسغالاتها مما ادى لتعاظم مصائب البلاد المتراكمة والمتراكبة منذ فجر الاستقلال والى يوم الناس هذا..نحن الان بصدد تسليط الضوء على شريحة الرعاة الرحل وندعو المهتمين بقضايا رفعة البلاد وتقدمها والمهمومين بقضايا الوطن الملحة الى التفاتة ضرورية لشان هذا القطاع الحيوي المهم ويا حبذا لو تم تكوين مفوضية قومية يكون شغلها الشاغل دراسة الحالة الانية بابعادها المختلفة والمشاكل الناتجة تبعا لحركتها العملية في مجالها والتفكير الجاد في امكانية توطينهم وتعزيز فوائد التوطين عليهم وعلى سعيتهم!!..
أبعاد مشكلة الرعاة الرحل:
** اكبر مشاكل الرعاة الرحل هي الغياب التاريخي لمجتمعات الرحل عن استراتيجية الدولة السودانية التنموية بالرغم من مشاركتهم الاقتصادية الكبيرة وخطورة غياب الخدمات الاساسية مثل المياه والبنى التحتية والتعليم على استقرار السلم والامن المجتمعي..
** لا مياه شرب نقية للرحل ولا لقطعانهم.. ** تم منح الاراضي التي كانت تستعمل كمراعي للانتاج الحيواني للمزارعين.. ** لا توجد قوانين فاعلة لتنظيم امر الرحل والوضع متوتر في دارفور وكردفان..
** اثر انفصال الجنوب على مسارات الرعي وخسارة الاف الارواح وخسائر متعلقة بممكنات الانتاج
** اضطر الرعاة الى ببع بعض قطعانهم للتسلح لحماية الانفس والقطعان او الهجرة الى دول مجاورة توفر لهم خدمات واوضاع افضل مثل افريقيا الوسطى التي تستقبلهم ببطاقات وتامينات صحية لهم ولماشيتهم..
** لا يوجد ارشاد حيواني لافضل الممارسات..
** الرعاة الرحل في حاجة لايجاد طرق لتعليم الاطفال في مجتمعات الرحل والذين لا يستطيع معظمهم الحصول على التعليم الاساسي..وزارة التربية والتعليم ملتزمة لاطفالهم بالتعليم حتى المستوى الرابع (او الخامس) من المرحلة الابتدائية..اطفالهم الذين لم يتعلموا يواصلون العمل كرعاة رحل، ومن تمكنوا من اكمال تعليمهم يذهبون للمدن ويشتغلون بها، اما من يتركون على المستوى الرابع من التعليم، كثير منهم يرتحلون دون امتلاك اي ماشية فجميعهم يملؤون استمارة دخول الدعم السريع..
(مرافعة مدنية عن البدو الرحل - ابوبكر عمر دفع الله)..
** الاستاذ شرف الدين بشار عليو ابوالعميد يعمل باذاعة نيالا وهو موسوعة معلوماتية عن البدو الرعاة الرحل في غرب السودان وله اكثر من تسجيل في هذا الشأن استمعت اليه واستمتعت بما يقول من خلال اذاعة امدرمان واتمناه عضوا فاعلا مهما في ارساء فكرة التوطين..والتوطين بلا شك مفيد للرعاة تعليما ورعاية صحية تامة واهتماما مجتمعيا لا بنقطع واثراء لساحة الانتاج.. وبالنسبة للقطعان فمن المؤكد الفائدة ستكون مضاعفة انتاجا وصحة ولحوما وشحوما كما وكيفا..
** اهتمامي بالعرب الرعاة الرحل والافارقة المزارعين في حواكيرهم والمناوشات التي تحصل من المراحيل بسعيتهم في رحلتيهم ذهابا وايابا طلبا للمرعى واعتداء القطعان على الزراعة نابع من انها مشكلة اساسية من مشاكل الوطن حين يصل تاثيرها الى المزارعين اصحاب الحواكير وكلاهما رعاة ومزارعين شريحة سودانية كبيرة عانى من تهميش قضيتهم كل الوطن.. والان وقود حرب الخرطوم هم الرعاة من بدو المحاميد "الدعم السريع".. حكوماتنا السابقة منذ فجر الاستقلال والى اليوم عسكرية كانت اكثر من ٨٥% ومدنية ١٥% فشلوا جميعا (ليس في حل قضية الرعاة والمزارعين فحسب) بل في كل قضايا المواطنين الملحة..
** من هذه المقدمة عن الرعاة الرحل وحواكير المزارعين التي كانت عرضة للاستباحة الطبيعية من قطعان الرحل سيطر كل ذلك على تفكيري منذ فترة تطاولت.. وكنت وما زلت اتساءل: هل يمكن توطين الرحل حول ماء لا يجف وعلف واف لا يرهق الرعاة جلبا وتخزينا وارض السودان واسعة تستجيب لطلبات الطالبين وأمواه السودان ظاهرة وباطنة لا تغيب ابدا..وهنا مع الانشغال بالتوطين تزحف على وطننا مشكلة حواكير المزارعين التي حصل فيها احلال وابدال قسري واصحاب الحق في الملاجيئ والمعسكرات!!..
eisay1947@gmail.com

 

آراء