الزول صغير وعارف

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
حاطب ليل

aalbony@gmail.com
يغني مصطفى سيد احمد للكتيابي قائلا (اخاف غيم المنى الشايل تشيلو الريح ويتفرق اخاف واخاف ) فالبلاد ظللتها قبل اشهر غيوم الوفاق والتلاقي ونبذ الخصام والفرقة فحدث حراكا لاباس به في هذا الاتجاه رغم انه الشغلانة تمشي اتنين وترجع تلاتة تاسيسا على هذا التقطت جامعة القضارف القفاز فتنادت لندوة باسم (ملتقى الحوار الوطني ) فكان حدثا فريدا من حيث المحتوى والتنظيم ثم الاثر
الفكرة الاسياسية كانت كيف يمكن ان تتحاور مكونات المجتمع المحلي القضارفي وتتواثق على ما ينفع الناس والولاية ثم الاهم كيف يمكن ان تسهم الولاية في الحوار القومي باختلاف صوره ومسمياته لتكون المحصلة تقوية لحمة الوحدة الوطنية ويتزامن مع هذا التقدم والتنمية ,, فالبلاد عامة والولاية من ضمنها اهدرت زمنا طويلا وجهدا غاليا في الفرقة والتشتت
لتجسيد الفكرة اعلاه قدمت اوراق علمية مثل مقومات الولاية الاقتصادية والاجتماعية وامكانية توظيفها لدعم الحوار ثم ورقة عن الخارطة الحزبية في ولاية القضارف وامكانية التقارب بينها وقبل ذلك قدمت اوراق مفاهيمية اطرت للحوار واصلته  وكان النقاش على مستوى عالي من المسؤلية والعلمية والشفافية وليته كان منقولا لكافة اهل السودان ليروا ان الجامعات الاقليمية مهما قلنا عنها فانها يمكن ان تكون حادية لركب التنمية والتقدم والرفاهية (ولا الاخيرة دي كتيرة شوية ؟ )
لربط الجامعة بالمجتمع ربطا فعليا كانت الفعاليات السياسية في الولاية موجودة بكثافة داخل القاعة واخذت فرصتها في النقاش وقدمت مداخلات اخرجت كل الهوا الساخن ووضعت كل المرارات على طاولة التفاوض فاحد القادة من حزب الامة جناح الاصلاح قال انه من مؤيدي الحكومة ووقف معها سياسيا في كل ما طلبته وحتى الان ولكن اعتقال السيد الصادق (دخل على دخلة شديدة) فبكى الرجل ولم يكمل حديثه ووجمت القاعة ولم تبسم الا بعد ان قال رئيس تحالف قوى الشعب العاملة احييكم بمناسبة مرور 45 عاما على ثورة مايو (الحمد لله لم يقل الظافرة والمنتصرة ابدا باذن الله )
القضارف ولاية وسطية وان كانت حدودية وبها من الموارد ما يجعلها تقود ركب التنمية في البلاد هذا اذا التفتت البلاد للتنمية  القضارف اكبر منتج للذرة والسمسم والثروة الحيوانية  والصمغ كمان  وعن طريق القضارف لن تزداد حصيلة الصادر فقط بل يمكن للسودان ان يضع كل القرن الافريقي في جيبه الخلفي  ما تقولى سد النهضة ولااسرائيل في جزيرة حنيش و(في الحتة دي انا ما بفسر وانت ماتقصر )
الروح التي خرجت من قاعة الندوة تقول انه على القضارف ان تجمع اطرافها وتوحد اهلها على مائدة خدمية تنموية وتمضي نحو التطور والتقدم وفي اتجاه المركز فان اجتمعت كلمة اهل المركز على وفاق هناك ستكون القضارف داعمة ليس بالقلب ولاباللسان انما باليد وان تفرق غيم المنى المركزي الشايل  يجب ان  تمضي القضارف في سبيلها لياتي الوفاق زاحفا من الريف لان القضارف بها من مقومات الريادة اذا احسن استقلالها وخرجت من ضيق السياسة و(حفرها )  الي سعة التنمية والخدمات
جامعة القضارف جد مؤهلة ان تكون راس رمح  التنمية والتلاقي الوطني في الولاية وفي كل السودان لانها جامعة قومية في كادرها الاكاديمي وطلابها اما في علومها بالضرورة ان تكون عالمية فالعلم لاوطن له ولكنه يصنع الاوطان ويا (سمسم القضارف ... انظر العنوان )
(ب )
هارون وذات الحدين
صديقنا الاستاذ صديق عبد الغني  استاذ مبدع في تدريس الرياضيات , لحظ ان الطلاب يستصعبون نظرية ذات الحدين الرياضية لدرجة انها اضحت عقدة متوارثة ففي ذات مرة دخل على الفصل ودون تقيد بترتيب المنهج كتب مسالة  في السبورة ثم حلاها  واكمل الخطوات المعتادة فسال الطلاب فاهمين ؟ نعم فاهمين , كلكم ؟ نعم متاكدين ؟ نعم متاكدين فقال لهم هذة هي نظرية ذات ذات الحدين ,ولكم ن تتخيلوا ردة الفعل
لقد بدا لي  ان الاستاذ احمد هارون والي شمال كردفان فعل ما فعله الصديق عبد الغني حيث انه ذهب لقيادات الولاية بتركيز على المعارضين سياسيا فكان يسالهم ياجماعة ماعاوزين موية ؟ ما عاوزين مستشفى ؟ ماعاوزين دار رياضة ؟ ماعاوزين طريق الخرطوم بارا الابيض ؟ يلا ايدكم معانا . ثم تم حصر 200 بروفسير واكثر من الف 1000 حامل دكتوراة من شمال كردفان وكونت لجنة برئاسة السيد احمد علي زكي  وكلفت بوضع خطة خمسية لتطوير شمال كردفان فكانت وثيقة مشروعات نهضة ولاية شمال كردفان ثم كونت لجنة قومية على راسها المشير سوار الدذهب والفريق عبد الماجد حامد خليل  وهاك يانفير
اجمل مافي الوثيقة انها اهتمت بل راهنت على الشراكة الشعبية فهي من المواطن للمواطن فالانسان في الوثيقة وسيلة وغاية  ولافائدة من اي خدمة تقدم للمواطن بصورة ابوية لانه لن يحترمها  ومن النقاط المضئية في الخطة انها عظمت البعد القومي فكردفان هي صرة السودان وهي البوتقة التي تتبلور فيها الهوية السودانية ولو كانت الجغرافيا هي التي تتحكم في السياسة لكانت الابيض هي عاصمة السودان  فلو نفذت الوثيقة التي بين ايدينا الان ثم اردفت بخطة عشرية وتليها اخرى ربع قرنية (انا كلمة استراتيجية مكجنها  فالحمد لله ان ناس الابيض استخدموا كلمة  وثيقة ) فلو رات تلك الخطط النور سوف تصبح الابيض عاصمة السودان بالامر الواقع وليس السياسي ياولاد النيل ( نعم في داعي لسيرة البحر هنا , وانا ما بفسر وانت ماتقصر)
الوثيقة فصلت في البعد الخدمي ولم تفصل في التنموي ولعل الخدمات المذكورة مقدمة ضرورية لاي نهضة تنموية فالمياه والطرق والكهرباء بنيات اساسية للتنمية فاليكن الاستاد من المحفزات اما المسجد الكبير لاضفاء البعد الروحي ولكن لابد من تفصيل في المشاريع التنموية فمثلا لابد من ذكر ارقام للكيلومترات التي سوف تنقذ من الزحف الصحرواي كل عام ولابد من ارقام في زيادة اطنان الصمغ العربي وهنا سوف تجد الولاية دعما عالميا غير متصور ولابد من استهداف عدد الصادر من الحيوان  وكذا الخضروات والفواكه والحبوب الغذائية وكل  هذا يتخلص في حصاد المياه اكرر حصاد المياه حصاد المياه حصاد المياه وهنا الدعم سيكون عالميا ايضا
العبرة في النهاية بالتنفيذ لكن كمايقولون الصبى من تبته والخريف من رشته والعرس من بشته فما قدم لنا فيه كل ما يدعو للتفاؤل  وبه من الشفافية لدرجة وضح لوحة الكترونية في قلب الابيض تكشف حركة الاموال اليومية لذلك وجب علينا التبشير بها ودعمها  والاهم من كل ذلك ان احمد هارون استبعد الاكلشيهات المستهلكة من حوار ووفاق وجمع الصف والذي منه ودخل توووش فيما يوحد الناس وينفعهم كما فعل صديق عبد الغني عندم استبعد العنوان
(ج )
قنع من خير فيها ؟
صديقنا صلاح عمر حمزة كان يحكي لنا عن مدرس درسهم انجليزي  في المرحلة الوسطى وكان  يصفه بانه  كان ( متسلبط ) في ذلك دون معرفة كافية ومن طرائفه ان دخل في مشادة مع طالب اسمه الشريف الجاك فقال له ( يو (انت) الشريف الجاك اريو(هل انت) قنعت اور نوت(ام لم) قنعت اف يوار (اذا انت) قعنت  سى(قل ) قنعت ؟)  لقد كان هذا لسان حل  الكثير من الزملاء الذين تحلقوا في فندق روتانا في احدى نهارات الاسبوع  الماضي بدعوة من السيد اسامة عبد الله ليشهدوا تدشين منظمة سودان فاونديشن فالذي يدور في الاذهان ياربي اسامة دا قنع من خيرا في السياسة وطلقها بالتلاتة ام لا ؟ لابل البعض طالبه صراحة قائلا (اف يوار قعنت سي قنعت )
سودان الجن دا  منذ نشاته في 1821 ظلت الدولة هي المسؤلة عن عجلة التنمية فيه حتى في زمن الانجليز (1900 -1956 ) والذين كانت بلادهم يقوم اقتصادها على القطاع الخاص كان كل  ماقدموه للسودان عن طريق الدولة فمشروع الجزيرة الذي اسهم لابل تسبب  في قيامه القطاع الخاص الانجليزي تلقفته الدولة الانجليزية في السودان . كان يمكن للانجليز ان يصنعوا منه ومن غيره  قطاعا خاصا ولكن لحاجة في انفسهم لم يفعلوا وهذة قصة اخرى .  بعد الاستقلال كان تخطي الفكر الاشتراكي خط احمر المهم المحصلة النهائية في التنمية حتى يوم الناس هذا كانت لاتنمية ظاهرة  ولادولة ناجحة ولاقطاع خاص يعول عليه والنتيجة (ميتة وخراب ديار)
السيد اسامة عبد الله كان في قلب محاولات الانقاذ التنموية لابل في بنياتها الاساسية من كهرباء سدود ثم خرج من التجربة فهداه تفكيره الي امكانية وجود  نهضة تنموية يقوم بها القطاع الخاص والعمل المجتمعي لتصب في عب البلاد والعباد بدون مرور بالدولة ولعل هذا هو الاتجاه العالمي فجديد اسامه انه قال بامكانية تخطي  الدولة  في  محاولات بناء نهضة تنموية في السودان لم يقل صراحة انه لابد من ابعاد الدولة لقيام تلك النهضة  ولم يقل صراحة ان الدولة عامل تعطيل ربما لقصة (الريدة القديمة) لذلك لايحق لنا ان نساله عن المكبلات التي تعرض لها عندما كان يقود التنمية ككادر من كوادر الدولة ودعونا نفترض انه يريد ان يكون جهده  اضافة  لجهود الدولة ويادار ما دخلك شر
وضع اسامة افكاره على الورق ودعا لها من دعا وتمت صياغتها في اطار تنظيم اسماه (سودان فاونديشن ) فاخذت الاطار المؤسسي لتكون الفكرة ان الافكار  يمكن ان تبني وطنا اذا احسن ترجمتها على ارض الواقع فالمشكلة ليست في موارد السودان وليست في انسان السودان وليست في فلس وفقر السودان المشكلة ادارية بحتة فاذا احسن ادارة المعطيات ستكون النتائج باهرة
الدولة يمكن تجاوزها بكل سهولة فهي في السودان ليست عميقة وليست ذكية بل (مطرطشة) لكن المشكلة في الحكومة التي تدير الدولة فاسامة يعلم هذا الامر جيدا فالسياسية التي تمارسها الجهات السياسية عن طريق الحكومة هي يمكن ان تكون عائقا فطالما انه لاتوجد دولة القانون التي تكفل كافة الحريات وتجبر الحكومات على عمل ماينفع البلاد والعباد ستظل الحكومات الاتوقراطية هي التي (تبرطع) وهذا هو اكبر مهدد لمشروع اسامة واي مشروع نهضوي اخر فالحكومة مبرطبعة والدولة مطرطشة والشرح الكثير يفسد المعنى رحم الله عبد الطيب
(د)
امريكا حصار وزراعة 
ان امريكا قد استثنت الصمغ من حصارها المفروض على السودان من جانب واحد كما استثنت كل المعدات و المدخلات الزراعية والان توجد شركات سودانية تستورد اليات زراعية امريكية للسودان الشرط الوحيد المطلوب هو ان تكون الحكومة السودانية بعيدة عن مثل هذة الصفقات  كان هذا ما قاله لي المستر دانيال ستريفلد الموظف في الملحقية الاقتصادية السياسية بالسفارة الامريكية بالخرطوم  في احدى نهارات الاسبوع المنصرم  وقد اعترف السيد دانيال انه رغم الاستثناء المتعلق بالزراعة عامة والصمغ خاصة  هناك بعض التعقيدات فرضها الحظر الا انه يمكن ازالتها بشئ من الجهد من الجانبين 
كانت الدعوة بناء على طلب منه للحديث في الشان الزراعي السوداني عامة ومشروع الجزيرة على وجه الخصوص هذا من جانبه اما انا فقد كانت هذة فرصة لمعرفة ماذا تريد امريكا من السودان غير الذي تظهره لنا السياسة المعلنة اتفقت معه على ان  القطن ليس محصولا تاريخيا في السودان وهو محصول نقدي هام ولكن المزارعين كفوا عن زراعته لعدم الشفافية في علاقات الانتاج فمزارع الجزيرة اليوم يمر بفترة انتقالية لانه يسعى جاهدا لان  يتحول من اجير الي زارع حقيقي مثله مثل الزراع الامريكان . سال عما اذا كانت الحيازات الصغيرة  تعيق التطور فقلت له انها  ليست عائقا باي حال من الاحوال ويمكن لاي مستثمر ان يدخل في شراكات مع المزارعين مباشرة ومن السهولة ايجاد وحدات انتاجية كبيرة دون التخلي عن الملكيات الصغيرة فالملكية في السودان عامة وفي الجزيرة خاصة  خط احمر وهي ميزة ينبغي المحافظة عليها طالما ان الناس يريدون ان تكون الزراعة مكافحا للفقر والاستغلال وداعما لحقوق الانسان تساءل كذلك عن امكانية نجاح زراعة القمح في مناخ الجزيرة غير البارد فاكدت له ان هذا الموسم كانت زراعة القمح ناجحة جدا والحساب ولد فطالما انها غطت التكلفة وبدون دي دعم وفاضت فهي ناجحة .  نعم قد تكون اقل من المعدل العالمي ولكن طالما ان السودان محاصرا من قبلكم  فلا سيبل له الا المضي في زراعة القمح او نترك اكل الرغيف و(القراصة)
نعم الحصار الامريكي المفروض على السودان من جانب واحد ولايمكن التقليل من تاثيره باي حال من الاحوال ولكن هناك  ثغرة في هذا الجدار نحن لم نستغلها ولو بنسبة ضئيلة فالنظرة الخاصة والاعفاء الجزئي الذي اعطته الادارة الامريكية للزراعة ومدخلاتها احدث ثغرة  كان يمكن توسيعها  وبمساعدة شركات امريكية وقطاع خاص سوداني  وجعلها شرخا كبيرا يهدد كل  جدار الحصار فهناك تقاوي ومعدات زراعية امريكية وتقنيات امريكية لايمكن ايجاد البديل لها في اسيا او حتى في اوربا وفي تقديري انه بدلا من المناحة التي قابلنا بها المقاطعة الامريكية ينبغي ان نتجه للاستثناء الوارد فيها وتوسيعه ,,, ولكن ياصاح  من يقول و لمن ونحن زراعتنا طق حنك ومصالحنا ما عارفينها وين  ؟
بعد نهاية المقابلة والرجل يودعني الي خارج السفارة  سالته هل يمكن ان اعلق على هذة المقابلة في عمود  صحفي ام ننتظر السيد ويكليكس ؟  وغدا ان شاء الله نكتب من داخل قرية ود فرج الله في قلب الجزيرة
(ه )
في قرية ود فرج الله
قليل من الناس الذين يتجردون عن كل شئ في سبيل مهنتهم واكل عيشهم فيتماهون فيها وتصبح المسالة بالنسبة لهم هواية وحرفة وكل ما يقومون به ينبع من حب حقيقي وقد سبق لي ان وقفت على بعضهم مثل الباشمهندس الراحل صغيرون الزين صغيرون الذي اسميته (عاشق الكراكة) والعالم الراحل الزراعي الراحل محمود  احمد الذي استنبط عينة الذرة (وداحمد) والذي اسميته (عاشق القنقرة ) وهناك عاشق السماعة وعاشق الطباشيرة وعاشق الدبابة وكم تمنيت ان تنبري جهة اعلامية وتنتج افلاما توثيقة لهم باسم عشاق السودان
ومن ضمن هؤلاء العشاق كنت توقفت عند عمنا  وصديقنا المزارع الكبير عبد الرحمن عبد السلام عبد الفراج الذي عمل محاسبا مع الانجليز في مشروع الجزيرة ثم تحول الي مزارع غير عادي حيث ترك القرية وسكن الغيط وهناك انشا قرية ود فرج الله وسط حواشاته  واصبح يقف بنفسه على  كل صغيرة وكبيرة في كل العمليات الفلاحية من طقطق الي السلام عليكم  فاصبح محبا متميا بكل ذرة تراب في حواشته وقد بادلته حبا بحب وجادت  عليه بانتاجية ليس لها في مثيل وفي المحاصيل التي زرعها وعلى مدى عقود من الزمان لابل اصبح مدرسة ياتي اليهاالعلماء والخبراء في الزراعة ليستفيدوا منها
عاشق الحواشة عمنا عبد الرحمن  دعنا في هذا الموسم لزيارته لكي نقف بانفسنا على تجربته في القطن المحور فذهبت اليه في معية صديقي الدكتور عبد اللطف سعيد وكانت هذة هي المرة الثانية التي نذهب فيها سويا وفي الطريق عرجنا على صديقنا الدكتور عثمان في الحصاحيصا الذي اغلق صيدليته وذهب معنا اما صديقنا عيشاب فقد منعه الشديد القوي من الذهاب معنا وهناك وجدنا الباشمهندس عثمان سمساعة مدير مشروع الجزيرة  مع رهط من قادة مزارعي فادرنا حوارا جزيريا عميقا على مائدة عبد الرحمن العامرة دوما ان شاء الله
البيان بالعمل كما تقول لغة الجندية فالقطن المحور وراثيا قد نجح نجاحا غير عادي وقاربت الانتاجية عند عبد الرحمن العشرين قنطارا  للفدان وبالطبع لايمكن ان نحكم على التجربة من خلال العاشق  فسالنا سمساعة فاكد لنا نجاح التجربة  وعلى حسب المعلومات التي عندي الان ان الانتاجية بلغت  16 قنطار للفدان في المتوسط  فاذا علمنا ان  متوسط الانتاجية في مشروع الجزيرة منذ نشاته 1925 الي سنة  المحور هذه كانت ستة قناطير فقط للفدان في احسن الاحوال يكون القطن المحور طفرة حقيقية في تاريخ المشروع وقال لي احد المزارعين انه لو لم  تجف الماء في  الترعة كان يمكن الاستمرار في جنى القطن هذا الي دخول الخريف (اها بعد على كيفكم في المتعافي )
ومع كل الذي تقدم لن يزرع المزارعين في الجزيرة القطن المحور او التقليدي  ليس لعيب فيه ولا تقليلا من اهمية القطن كمحصول نقدي  هام انما للدغمسة الادارية ولعبة التلاتة ورقات وعدم الشفافية والفساد المعشعش حول القطن في الجزيرة (هسي في زول جاب  سيرة شركة الاقطان ؟؟) في حلقات قادمة ان شاء الله سوف نفصل في هذا الامر .  ويلا قوموا بلا سعر تشجيعي بلا حرمنة معاكم فاذا كنتم دايرين قطن فمن فضلكم لاتقفوا بينه وبين المزارع واقسم بالله العظيم بشئ من الشفافية والامانة في امر هذا المشروع سوف يصبح كل مزارعيه عشاق للحواشة ويسكنون في نصها كماهي حالة عمنا العاشق الاكبر عبد الرحمن عبد السلام
(و )
ابله ظاظا تنتظركم
في احدى مشاهد مسرحية الود سيد الشغال واثناء الانهيال عليها بالضرب  قالت الممثلة الكبيرة نوال الجداوي لعادل امام ياشماتة ابله ظاظا فيا فالشاهد في هذا المقطع انه وفي قمة المصيبة تذكرت  التي وقع  عليها الحدث شماتة الاخرين لتصبح الشماتة  مكون اضافي من مكونات الازمة  اي تزيد الطين بلة  .
مناسبة هذة الرمية  هي انني استمعت  لتصريح من احد اعضاء لجنة 7+7  من المعارضين الذين وافقوا على مشروع  الحوار مع الحكومة  ومناسبة التصريح انهم كانوا خارجين من اجتماع مع السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية يوم الاحد الاول من امس فقال انهم ناقشوا مع النائب بعض العقبات التي قد تبطئ بالحوار مثل اعتقال السيد الصادق وتدني سقف الحرية الصحفية وذكر المتحدث   شماتة بعض الاحزاب الرافضة للحوار في الذين وافقوا عليه
هذا الحوار اذا راد الله له ان يرى النور سيكون مثل جنا النديهة فجنى النديهة -لاولاد الزمن دا-  هو انه عندما يتاخر الزوجين في الانجاب يذهبان للفكي ويطلبان منه ان يسال الله لهما الخلفة ويكون هناك نذر عبارة اوقية ذهب سوف تجمع من الرهط وبعد ان ياتي الطفل من كثرة الخوف عليه يبدو كثير المرض وعندما يشعر باي شئ يجب ان يذهب به الي ذات الفكي ليرقي له وبعد ان يكبر قليلا تدفع  اوقية الذهب ثم يحلق القنبور الذي يتوسط الراس كدليل مخالصة (رسيبت)
هذا الحوار المرتقب كان التبشير به في خطاب الوثبة الشهير في ال27 من يناير ثم تبلورت الفكرة في اجتماع القاعة في السادس من ابريل ثم تكونت لجنة التيسيير 7+7 مؤخرا وقبل ان تجتمع كان اعتقال الصادق المهدي وهو من دعاة الحوار الاساسيين وقبل اعتقال الصادق فتح  الكثير من ملفات الفساد استقطبت كل الاضواء الاعلامية ثم حدثت قضية الفتاة المرتدة ولكن قاصمة الظهر كانت اعتقال السيد الصادق . الثقل السياسي للسيد الصادق جعل منه المتحكم في شوكة الميزان فكان في انضمامه لدعاة الحوار ترجيح لكفتهم وصمته الحالي عن الحوار جعل الشوكة ثابتة النص واذا رفض الحوار نتيجة لاعتقاله فان كفة الرافضين ستكون هي الراجحة ويذهب الحوار في خبر كان
كل هذا حدث والحوار في مرحلة التحضير اي وضع تصور للمشاركين وكيفية تحديد الاجندة ثم الخارطة الزمنية اي النواحي الاجرائية  البحتة فكيف سيكون الحال الحال عندما تاتي مرحلة القضايا الموضوعية وهي ماسيكون عليه الحال ثم كيفية الوصول الي تلك الحال ثم  كيف تدار الفترة التي بين الحاضر والمستقبل المنشود من المؤكد انها سوف (تطلع الروح ) هذا اذا خلصت النوايا اما اذا كان كل الداخلين في الحوار او معظهم يضمرون البعد التكتيكي  اي يلعبون على عنصر الزمن فالرماد كل الحوار ولا امل حتى في جنا نديهة وساعتها ستكون الشماتة ليست من الرافضين للحوار في الذين قبلوا به بل ستكون شماتة ابله ظاظا في كل السودان
فياربي هل ستراعي الحكومة مشاعر الذين صدقوها واقبلوا على الحوار ام سوف تعرضهم لشماتة زملائهم في تحالف المعارضة و ياكلوا نارهم  و يتعرضون للاحراج و مد اللسان ونحن قبيل شن قلنا ؟

 

آراء