السفارة في العمارة: دولة اسرائيل تزوير التاريخ ولعب دور الضحية
حاول بنيامين نتنياهو وبعض جماعات الدعاية الاسرائيلية استتثمار الزيارة التي قام بها الي سلطنة عمان ولقاء حاكمها الغارق في غيبوبتة القديمة المتجددة في القفز علي واقع الانتهاكات المتكررة للقوانين الدولية والانسانية والاصرار العنيد علي عدم الانصياع لقرارات الشرعية الدولية حول الصراع الفلسطيني مع بلاده ومحاولة محو امة قديمة وعريقة تاريخيا وليست مجرد طائفة دينية عابرة سبيل من الوجود.
تزامنت الزيارة المشبوهة والترويج المتعمد لها مع زيارة فرق رياضية اسرائيلية الي بعض الدول العربية ومحاولة تصوير عمليات العلاقات العامة والمرونة التي تبديها بعض الانظمة العربية المأزومة تجاه قبول هذا النوع من الزيارات علي انه نوع من التطبيع.
ولكن الحقيقة غير ذلك و ستظل عملية التطبيع المزعومة محصورة في تعامل بروتكولي مع بعض القصور الملكية والرئاسية ولكن دولة اسرائيل الراهنة لن تتصالح ابدا مع الشعوب العربية وستظل تواصل الجرائم والانتهاكات والتعدي علي البشر والمقدسات والاستخفاف بالقوانين الدولية وستظل في عزلتها الطبيعية الجغرافية ككيان صغير يستند علي البلطجة واستعراض القوة النووية وهي ومن يدعمونها يجهلون ان السلاح النووي اذا انطلق من عقالة لن تسلم منه حتي الدولة التي تستخدمه ونظرة واحدة الي خارطة دولة اسرائيل تؤكد ذلك وتثبت ان فرصتهم الوحيدة في العيش بهدوء تتمثل في الانصياع للقوانين وقرارات الشرعية الدولية ولكنهم لن يفعلوا ذلك لانهم يعتمدون علي الدعم شبه المطلق من الولايات المتحدة الامريكية.
خاضت اسرائيل من قبول حروب متعددة مع جيوش نظامية اخرها حرب اكتوبر المجيدة مع مصر وسوريا في العام 1973 واليوم غير الامس واذا انفتح الباب امام حروب اخري في ظل الواقع والمتغيرات الدولية والاقليمية المعروفة فستكون حروب انتحارية مدمرة قد تقود الي حروب اخري وفوضي شاملة تنتهي بنهاية الحضارة الانسانية.
من المفارقات المؤلمة في العملية ان الطائفة اليهودية التي يخوضون حروبهم باسمها وتحت مبرر حمايتها من الهمج الاعراب والمسلمين قد تعرضوا الي عملية ابادة حقيقة ليس لها مثيل في تاريخ العالم المعاصر في بلاد غير عربية او اسلامية في الوقت الذي كانوا فيه يتمتعون بالامن والامان والعيش الكريم في معظم البلاد العربية والاسلامية تشهد عليهم اثار مساكنهم ومعابدهم ومتاجرهم واماكن ذكرياتهم الجميلة ولكن هناك من يصمم علي كتابة التاريخ بطريقتة الخاصة بجرأة ليس لها مثيل .
//////////////////