السلطان وبيت المال والخُــــدّام

 


 

 


تعابير مثل هالني وعجبت وأشفقت وغيرها من أدوات التعبير عن الدهشة المغموسة أو (المدغمسة ) ــ علي شاكلة مفردات هذه الأيام أيضا ــ في أطنان من السذاجة ذات (الريالة ) السائلة ، كلها لا تجدي في التعامل مع نتائج حوارات كالتي أجرتها صحيفة (السوداني) في عددها الصادر بتاريخ22 يونيو الجاري ، مع السيد وزير المالية ، ولا يتفق للرد علي ماجاء فيه بدءاً من مقدمته وحتي آخر كلمة نشرت منه ، أن (تقوّم نفسك وماتقعدو) .. ! وطالما ذكر أن المناسبة تستحق إشراك القارئ ، رغم رؤيتي لمناسبتين في مناسبة ، مناسبة الصلح مع السيد الوزير ومناسبة الحوار الذي تم بمنزله ، فأودّ أن ابدأ تعليقي علي ما قرأت بسؤال : هل إدارة الصحيفة راضية عن مخرجات هذا الحوار ؟ ماهي الإفادات النادرة التي أدلي بها السيد الوزير ، ورُفعت علي إثرها حواجب الدهشة الي مستوي التعجب ؟ اللهم إلّا تعجبنا من التعامل اللغوي للسيد الوزير ـ وأعترف أنه مدهش وأقحمنا رغما عنّا لنكتشف أن السيد الوزير له ثلاث بيوت وثلاثة زوجات من خلال ردّه ..( أقوم بتسليم كل بيت من بيوتي الثلاث مبلغ محدد ..) و..( دائما زوجاتي يشتكين لي من الأسعار عندما أسلمهن مصروف الشهر .) فأعترف شخصيا بأن جو الحوار ذكرني بعالم السلطان وزوجاته وجواريه الذي يـُحكي عنه في كتب التراث  العربي القديم أواللطائف التي تنسب الي ألف ليلة وليلة .. وفي ليلة من ليالي الصيف الحار..  ثم أن السلطان يستشير إحدي زوجاته عن أحوال الرعية .. وكنّ يجبنه ولا يخفين عنه رقة حال الشعب المحتار .. إذ وقفن أمام غلاء الأسعار بوقار... والتي أصبحت نار في نار .. وماذا يفعل السلطان وخُـــدّام بيت المال يطلبون مليارا بعد مليار ، ومال الشعب الغلبان ..؟ ردّ السلطان : ولكن ياجماعة الراجل شغّال شغّال ولا أفرق في أجره بين مال العام وغير العام .. وشوفوني أنا كمثال .. لايزيد مرتبي عن أحد عشر من الجينهات .. تدعمها بدلات وأربعة  سفرات .. وبعض الإستثمارات الخاصات .. ولاتدر أكثر من خمسة آلاف من الجنيهات .. إذ أنهن محدودات .. بينما زملائي يقبضون فوق الثلاثين من ملايين الجنيهات .. وسأل سائل : إذن ماالسبب والمال المنهوب في إزدياد ؟ فيأتينا الردّ وفيه تأملات : طبعاً .. دونكم الميزانيات ذاتها في إزدياد .. ويتواصل السؤال بين يدي السلطان : الشعب مرعوب من التاسع من الشهر الآت .. ويجيب السلطان : لقد قمنا بتدابير كافيات لستة أشهر قادمات وإجراءاتها مطمئنات .. مطمئنات وكمان من البترول إحتياجات كافيات و(مش كدة وبس) ..بل وصادرات ستبلغ ثلاثمائة مليون من الدولارات .. ولكن ياسيدي كيف نستورد جازولينا ولدينا بترول ومصافينا لسن واقفات ؟ .. لولا الشراكات لكفانا بترولنا وزاد .. يا سيدي وماذا عن الفساد ؟ فيجيب السلطان وردوده  دائماً بشفافيات .. إثباته من الصعوبات علي ذوي الدستور وبعض ذوي الدًسر وبعض المؤسسات .. ويختم السلطان بقول كله عبر يرميه أمامنا دثارا من الإيمانيات .. بأن اعضاء حكومتنا ماهم من الملائكة الأطهار ..
zizetfatah@yahoo.com

 

آراء