التسيب الإداري هو عدم التزام موظف ما بالقوانين و ضوابط العمل - آفة تعاني منها الدول الفقيرة و خاصة الافريقية - و السودان في مقدمتها. وهي المفردة المقابلة للتسرب المدرسي عند التلاميذ اليافعين ، اي أن يتغيبوا من المدرسة . التسرب ظاهرة مدمرة للأجيال الناشئة و آثارها آنية في تخلف الأمم . لكن المفارقة هو ما نرجوه من قبل فلول النظام السابق و الذين يتحكمون في دولاب الدولة ؛ طالما ان حكومة الثورة عاجزة عن استئصالهم .
(٢) الاستاذة أميرة ، مفوض الشئون الإجتماعية في الاتحاد الافريقي و التي لم تفلح حتى اللحظة في إقناع المفوض العام للاتحاد و التشادي المحب للسودانيين السيد موسى الفكي محمد من تغيير إسمه الي موسى (الفقيه)؛ و إبنة المعلم و التربوي الفاضل محمد الفاضل ؛ و الوزيرة السابقة للرعاية الإجتماعية في حكومة المخلوع عمر البشير ؛ تعتبر من أكثر الناس ادراكاً للتسرب و التسيب أو التغييب.
(٣) الجرأة أو ( قوة العين ) صفة كيزانية بإمتياز . لذا من الطبيعي ان تجد من اقطاب النظام السابق من يسرق المال العام و يبني قصراً ليعلق على جدرانه لوحات بآيات قرانية تذكر الناس بالاخرة و الحلال والحرام و اخرى للحمد و الثناء من شاكلة (هذا من فضل الله) وهو يدرك بأنه من عمل الشيطان . و من صور جرأة انصار نظام البطش الكيزاني ؛ تذكير كُتّاب صحافتهم الصفراء لحكومة الثورة في هذه الأيام بالقوانين و الحريات. كأنما كانوا نياماً عندما ظل نظامهم القمعي يقتل و يسحل. أليست (قوة العين) كارثة بحق ؟!
(٤) أما أميرة الفاضل، وصلت بها الجرأة ان تهدد حكومة الثورة بمقاضاتها و تندد بعدم استقبالها بمراسم رسمية تليق بسعادتها عند وصولها مطار الخرطوم في مارس الماضي . نسيت أو تناست بأن أنسب مكان لإستقبالها هو جناح التائبات بسجن النساء بأم درمان، بجانب زوجة ولي نعمتها السيدة وداد بابكر . هل تدري السيدة أميرة الفاضل بأنها كانت و مازالت عضوة قيادية في المنظومة الارهابية التي حكمت السودانيين الكرماء بالحديد و النار لثلاث عقود عجاف ؟ نهبت خلالها الثروات و دمرت البلاد و العباد ؟!
(٥) بعيداً عن اي شائعات تُرجع بقائها في المنصب بعلاقات مع أناس مرتبطين بحكومة الثورة؛ اتوجه بالسؤال التالي للسادة رئيس مجلس السيادة و رئيس مجلس الوزراء و وزيرة الخارجية من منكم سمح للسيدة أميرة الفاضل العضوة البارزة في نظام اللصوص القتلة للإستمرار في منصب مفوض الشئون الإجتماعية في الاتحاد الافريقي كشخصية مدعومة من قبل الحكومة السودانية ؟ أدرك بأنها ليست ممثلة لحكومة الخرطوم في منصبها الأقليمي لكنها لا تستطيع الاستمرار فيه لمدة يوم واحد دون رضا حكومة بلادها. أرجو من الحكومة الثورة التكرم بمخاطبة مفوضية الاتحاد الافريقي لعزلها. لأنها تمثل فصلاً قاتماً من تاريخ بلادنا فلماذا تستمر في إيذاء مشاعرنا ؟. السيدة أميرة الفاضل، نحن لا نطيق رؤيتكم ... أرجوك إتغيبي