السيدة رشا عوض والغرام الجنجويدي!!

 


 

 

عزيزي القارئ..
اكثر ما يعاني منه السودان في الوقت من مصاعب وكوارث ونكبات ونكسات، هو ان معظم مثقفيه، لديهم إمكانية تزييف الوقائع وتزوير الحقائق، وذلك من خلال دورهم في خداع الناس وتضليلهم، والافتراء على الحقيقة وتشويش الواقع، وخلط الحقيقة مع الوهم لأجل المصالح الشخصية.
السيدة رشا عوض، تنتمي لهذا النوع من المثقفين الانتهازيين، الذين لا يترددون في اغتنام الفرص لتحقيق مصالح ذاتية ضيقة، بل عملت متعمدة منذ فترة طويلة على تشويش وتبخيس مواقف حركات النضال المسلح وتمييعها، والآن بعد حرب ميليشيا الجنجويد على الجيش السوداني، تقوم بنشر الثقافة التبريرية لميليشيات الجنجويد الغازية، حتى يتاح لها تبرير وتفسير سلوكها الوصولي الانتهازي البغيض.
بالمناسبة -هذه السيدة التي كانت في وقتٍ من الاوقات "حزب أمة"، ثم غيرت انتمائها، وبقت "حركة شعبية"، وعملت مع المأسورة عبدالله حمدوك حينا، ثم شالت بقجّها وجنجودت، لتتخذ من موقع (التغيير الإلكترونية)، منصة لاطلاق صواريخها المقالاتية، ضد حركات الكفاح المسلح، وقضاياها الوطنية المشروعة.
في نظر هذه المرأة.. كل حركات النضال المسلح (تجار حرب)، وليست لها قضية مشروعة تقاتل من اجلها، بل ان قادتها، حاقدون، يريدون تدمير السودان، وتجريده من عروبته واسلامه.
بعد حرب الجنجويد على الجيش السوداني في 15 ابريل 2023، كثرت اطلالة هذه السيدة الجنجويدية غير الباهية على قنوات (عُربان الخليج) -كالعربية والحدث واسكاي نيوز زعبوطي.. ويا سبحان الله، مقدمة نفسها كخبيرة اعلامية وسياسية، وهي تزعق بوعيها الزائف، مدافعة عن ميليشيا الجنجويد وقائدها محمد حمدان دِقِلو المرتزق، زاعمة ان (الفلول)، هم وراء الحرب الدائرة.
لا ادري، لكن هذه السيدة ولشيء ما في نفسها، تحقد على حركات الكفاح المسلح حقدا عظيما، إذ فرغت نفسها لتبخيس نضالاتها، بدءاً بالحركة الشعبية لتحرير السودان، وليس انتهاءا بالحركات الدارفورية التي ناضلت ومع زالت تناضل من أجل حقوقها المشروعة!!!
لم تكتفي هذه الجنجويدية، بالهجوم على حركات النضال المسلح، بل كرست نفسها للنيل من قادتها، وهجومها عادةً ما يتسم (بالشخصنة)، وبالغلظة والخشونة اللفظية، وكأنها تعاني من عقدة نفسية تجعلها رهين شريط ذكريات، أنهكت قلبها وعقلها.
قبل اسابيع، هاجمت الرفيق عبد العزيز بركة ساكن والرفيق البروفسير محمد جلال هاشم، تحت عنوان "من أجل الإتساق لا أكثر"، بمناسبة موقفهما المساند ليس للبرهان، بل للجيش السوداني في حربه مع ميليشيات الدعم السريع (الجنجويد).
ابتدرت السيدة رشا، مقالها الاسفيري: (قائلة: من حق الدكتور محمد جلال هاشم والاديب عبد العزيز بركة ساكن اتخاذ موقف منحاز للجيش ، وترديد سردية ان الجيش مؤسسة وطنية بدونها يمكن أن تنهار الدولة، وأن الجيش مهما بلغت عيوبه فإن الوطنية تقتضي الصبر عليه لأنه قابل للإصلاح.
ولكن حتى نبلع هذا الموقف لا بد أن يعتذر د. محمد جلال عن تمجيده لجون قرنق ورفعه إلى منزلة المسيح عليه السلام، فحسب علمي جون قرنق ما كان يحارب حملة الدفتردار او جيش كتشنر بل كان متمردا على جيش الهنا الذي أصبح الاصطفاف خلفه الان دون قيد او شرط واجبا وطنيا!!).
وواصلت الجنجويدية في نفس المقال، قائلة ( وذات الأمر مطلوب من الأديب عبد العزيز بركة ساكن المنحاز للحركة الشعبية جناح عبد العزيز ادم الحلو الذي حتى آخر مفاوضات كان مصرا على الاحتفاظ بجيشه وعدم دمجه في جيش الهنا لان له رأي في قومية هذا الجيش! الحلو كذلك ليس في حرب لتحرير حلايب او استرداد إقليم بني شنقول من الحبشة بل هو في حرب مع جيش الهنا مواصلة لما بدأه قرنق!!
باختصار يشهد واقعنا وتاريخنا القريب جدا بأن الجيش مؤسسة مأزومة والشعب السوداني بمختلف تياراته ليس موحدا حولها بدليل ان كل الذين يرفعون عقيرتهم الان بأن الاصطفاف خلف الجيش بداهة وطنية ومن المسلمات غير المطروحة للنقاش تورطوا هم او تورطت مؤسسات يناصرونها في رفع السلاح في وجه الجيش!!).
واستمرت، في مقالها المليء بالتناقضات المفاهيمية، قائلة ( الحركة الشعبية حاربت الجيش قرابة الربع قرن وبعد توقيع اتفاقية نيفاشا أصر جون قرنق على الاحتفاظ بجيشه لانه لا يثق في الجيش وسار على دربه الحلو!!
حزب الأمة والوطن الاتحادي بقيادة الشريف حسين الهندي ومعهم الكيزان ( يا سبحان الله) كونوا الجبهة الوطنية التي عارضت نظام نميري بالسلاح وبالفعل غزت الخرطوم عام ١٩٧٦م وقاتلت جيش الهنا لأيام قتالا ضاريا ، وما زال الكيزان يفخرون بشهدائهم في تلك المعركة وعلى رأسهم محمد صالح عمر وعبد الإله خوجلي!!
في معارضة الانقاذ رفعت غالبية فصائل التجمع الوطني الديمقراطي السلاح في وجه جيش الهنا (جيش الأمة للتحرير، قوات الفتح التابعة للاتحادي الديمقراطي، وقوات مجد التابعة للحزب الشيوعي،فضلا عن الحركة الشعبية وقوات التحالف بقيادة عبد العزيز خالد).
فشنو، بدلا من التنطع الأكاديمي وسلخ جلد الناموسة في محاضرات عن الفرق بين الجيش النظامي والمليشيا وشرح مزايا الجيش السوداني، مفروض نعترف إما بأزمة الجيش الذي حاربته القوى السياسية من اليمين واليسار ومن المركز والهامش ومن الشمال والجنوب والوسط وشككت في قوميته ، ونتفاكر حول كيفية بناء جيش وطني ومهني يمثلنا جميعا و لا يقتلنا ولا نقاتله وذلك في سياق مشروع وطني ديمقراطي،يطوي صفحة الحكم الاستبدادي المسنود بالجيش وصفحة الانقلابات العسكرية وصفحة التمرد المسلح ضد الجيش، وإما ان يعتذر كل من رفع سلاحه في وجه الجيش وكل من تعاطف او انتمى لحركة حاربت الجيش ويعترف بأنه كان في غفلة عن واجبه الوطني.
هذه البلاد في أزمة مركبة لا تنحصر في الجيش فقط، بل تشمل حتى القوى السياسية والمثقفين الذين تتبدل مواقفهم بتبدل مواقعهم!
أكاد أجزم لو كان الذي يحارب الجيش في شوارع الخرطوم الان هو الجيش الشعبي بقيادة الحلو ما كنا سمعنا كلمة واحدة عن الجيش النظامي حامي حمى الدولة، بل كانت ستصم آذاننا حكايات السودان الجديد والبان افريكانزم والدولة المركزية الشينة القبيحة السنيحة التي لا يجدي في مواجهتها سوى الاجتثاث بالسلاح!
#لا_للحرب
#هذه_حرب_الكيزان
#الاصلاح_الامني_العسكري
عزيزي القارئ..
يبدو لي جلياً ومن خلال المقال اعلاه، ان السيدة رشى، لا تفرق بين الجيش، والانظمة السياسية التي حكمت وتحكم.. إذ ان مفهوم الجيش، هو مجموعة من الأفراد، هدفهم الأساسي هو حماية الوطن والحدود وأمن المواطن، والمشاركة في العمليات العسكرية ضد العدو الخارجي، وفي الكوارث البيئية والطبيعية، وليس له أي توجه سياسي أو عرقي جهوي أو عقائدي وولخ.
هذا ببساطة هو مفهوم الجيش الوطني، وهذا هو المفهوم الذي نادت به كل حركات الكفاح المسلح في السودان -سيما الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ التاسيس، أي -الجيش الذي يرتكز في إيمانه وتربيته وتسليحه وتثقيفه على عقيدة قتالية واضحة لا لبس فيها، تلك العقيدة التي تحدد بدقة متناهية وظيفة هذا الجيش ومن هو عدوه الرئيسي الذي يجب أن لا يتساهل تجاهه مهما كانت الظروف وأن يبذل في سبيل انقاذ الوطن من هذا العدو كل ما أوتى من قوة، وأن لا ينفذ مهام خارج سياق الدستور والقانون والقسم العسكري.
لكن ما حدث للاسف، هو ان الانظمة السياسية التي حكمت البلاد، اختطفت ووظفت هذا الجيش كمرتزقة تقوم بقتل المواطنين، لحماية منصب هذا الرئيس أو ذاك، ويقوم هذا "الجيش" بتخزين السلاح عبر صفقات مشبوهة لإستعماله ضد المواطنين، إذا ما انتفضوا أو ثاروا ضد هذا الحاكم أو ذاك.
وانطلاقاً من هذه الإشكالية المعقدة، رأت حركات النضال المسلح التي قاتلت تلك الانظمة السياسية لاهداف مشروعة، ان هذا الجيش المختطف من قبل "الأنظمة الحاكمة في الخرطوم"، بحاجة ماسة الى اعادة "الهيكلة"، حتى لا يستخدم مرة اخرى، كأداة في يد الانظمة الحاكمة، ضدا ارادة الشعب، وقامعا له، وتدميرا لمكتسباته التي كان يفترض أن تكون حاضرة في ذهنية هذا الجيش الذي تم مسخه من خلال اقحامه في اخماد ثورات الشعوب السودانية، وفي حربه ضد حركات الكفاح المسلح.
الحركات المسلحة ولأكثر من ستين عاما، ارادت جيشا، يحرم عليه التماهي مع اللعبة السياسة، جيشا يبقى بعيدا عن صراعات الفرقاء السياسيين كحارس أمين لكل الوطن وكل القوى، وأن يظل على مسافة واحدة من كل الفرقاء السياسيين في صراع السياسة، وأن يحمي الوطن من انزلاقه للعنف والفوضى، ويسهر على أمن وسلامة مواطنيه ومصالحه العليا.
واتساقا، نستطيع القول، ان حركات الكفاح المسلح، لم ترفع السلاح ضد الجيش السوداني كجيش، إنما رفعت السلاح، ضد الانظمة التي حكمت البلاد، إذ ان هذه الانظمة هي التي استخدمت هذا الجيش، ضد الحركات المسلحة، لانها ببساطة لا تريد ان تعطيها حقوقها المشروعة.. ولا ادري ما اذا كانت الجنجويدية رشى عوض، تريد ان تضع هذه الحركات سلاحها ارضا وتستسلم.. بالقول: (في معارضة الانقاذ رفعت غالبية فصائل التجمع الوطني الديمقراطي السلاح في وجه جيش الهنا (جيش الأمة للتحرير، قوات الفتح التابعة للاتحادي الديمقراطي، وقوات مجد التابعة للحزب الشيوعي،فضلا عن الحركة الشعبية وقوات التحالف بقيادة عبد العزيز خالد)!!
هذا الجيش، لم يتأسس مع قدوم الانقاذ أو البرهان، انما جيش له تاريخه الطويل مهما اختلفنا حول سواد أو بياض هذا التأريخ. وكونه وُظِف من قبل الانظمة الحاكمة لقتال الحركات المسلحة، فهذا لا يعني انه جيش البرهان أو النميري أو غيرهما من حكام المركز، إذ ان من يعتقد ذلك لابد ان يكون غبياً، بل انتهازيا.
اذن، الحركة الشعبية لتحرير السودان، لم تقاتل الجيش السوداني، بل قاتلت الانظمة التي رفضت اعطاء حقوقها المشروعة، ولم تطالب يوما ما بحل هذا (الجيش) أو الغاءه، على ان يكون (الجيش الشعبي) بديلا عنه، بل سيكون مطلب هيكلة الجيش، وإعادة تأهيله تربوياً وفنياً ومهاراتياً ومعرفياً وتسليحاً بما يتناسب ومهامه الأمنية والعسكرية والقتالية، والتعويض العادل للفاقد التمويني للقوات المقاتلة، مطلبه الابدي من اجل السودان الذي يسع الجميع.
القائد عبدالعزيز آدم الحلو من سجانبه، لم يطالب ابدا، الاحتفاظ بجيشه وعدم دمجه في الجيش السوداني، كما قالت السيدة رشى عوض في مقالها المليء بالتناقضات وبالأكاذيب، إنما في كل المفاوضات، ربط عملية الدمج بفترة انتقالية محددة، تتم خلال هذه الفترة هيكلة الجيش وفق الممارسات المعتمدة في تنظيم وهيكلة الجيوش في العالم، بالاستعانة، بالخبرات الاقليمية والدولية، خصوصاً من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واوربا وغيرها.
اما فيما يتعلق بالحرب الجارية بين الجيش وميليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، فأقول :
1/حركات النضال المسلح، قاتلت باهداف وطنية واضحة.. لكن ما هي اهداف ميليشيات "الجنجويد" في حربها ضد الجيش السوداني؟
2/حركات النضال المسلح، في كفاحها الطويل من اجل حقوقها المشروعة، لم تطالب بالغاء الجيش، بينما الجنجويد، ارادوا ذلك!!
3/حركات النضال المسلح، عندما قاتلت، لم تكن جزءا من النظام الحاكم، بينما ميليشيا الجنجويد، كانت جزءا اساسيا في السلطة الحاكمة!!
4/افراد الجيش السوداني والحركات المسلحة، جميعهم من أبناء السودان الشرفاء الاحرار، التقوا في ساحات المعارك كسودانيين، واتفقوا في طاولة المفاوضات كسودانيين ايضا -اتفاق (اديس ابابا عام 1972 -واتفاقية السلام الشامل عام 2005) كمثلان.. لكن من اين جاء الجنجويد.. الم يأتوا من تشاد ومالي والنيجر وافريقيا الوسطى وموريتانيا والكاميرون والنيجر؟
5/حركات الكفاح المسلح في نضالها الطويل، لم تقدم ابدا على خوض معارك حربية، داخل العاصمة، لرمزيتها، ولكثافة سكانها الذين جاءوا من كل اقاليم السودان.. بينما، ميليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، لا تعرف المحرمات، ولا تهتم بهدم المؤسسات الحكومية والمشافي وغيرها.
6/القول بان (الفلول)، هم وراء اشعال الحرب الدائرة حاليا في الخرطوم، انما لىّ لعنق الحقيقة وتبرير افعال جنجويدية لا يمكن تبريرها على الاطلاق.
7/الحركات الوطنية المسلحة التي قاتلت الحكومات، لم تحتل المشافي والمدارس ومحطات توليد الكهرباء والمياه، بينما ميليشيات الجنجويد فعلت ذلك.
8/الحركات الوطنية المسلحة، لم تغتصب النساء والحرائر، ولم تسرق وتنهب منازل المواطنين، بينما ميليشيا الجنجويد، اتخذت من هذا السلوك مبدأً لها.
9/لا يمكنك ابدا ابدا، مقارنة سلاح الحركات المسلحة بسلاح ميليشيات الجنجويد، ومن يفعل ذلك لابد ان يكون انتهازيا!!
الحرب الدائرة في الخرطوم اليوم، لها ابعاد دولية واقليمية، وما زعيم الجنجويد محمد حمدان دِقِلو، إلا مجرد (دُمي)، تحركه هذه القوى، لتفتيت السودان، حتى يتسنى لها نهب ثراوته وافقار شعوبه.. أما السيدة رشى عوض، فما هي إلا ذلك المثقف الجوكر الذي يعاني من عقد متعددة مركبة، يعمل على اصطناع الرصانة والشرف، وحين يشعر بالعجز الذاتي وفقدان الحيلة والمبرر، أو إن فقد جدوى الأسلوب، تراه يستخرج كل عقده وينقلب على الآخرين، يرميهم بالشتائم بصورة هستيرية، تصل نوبة الغضب لديه إلى ذروتها، فيكيل السباب لقادة الحركات المسلحة، ويتوعدهم بالويل.
نحن مع الجيش السوداني، لأنه ليس جيش البرهان أو جيش كباشي، انما جيش السودان، وعندما نهزم
الجنجويد شر هزيمة، ونعيدهم الى صحراءهم في النيجر وتشاد ومالي والكاميرون وافريقيا الوسطى وولخ..

#نعم_للحرب حتى هزيمة الجنجويد
#هذه_حرب_المرتزقة الأجانب
#كل_من يدعم الجنجويد_خائن

bresh2@msn.com
////////////////////////

 

آراء