الشاعر ابن سناء الملك وأبو صلاح و”الجوهر الفرد”

 


 

 

قبل يومين نشرنا كلمة بعنوان (الإشارات الفلسفية في شعر أغنية الحقيبة) تحدثنا فيها عن المصطلح الفلسفي "الجوهر الفرد" وإشارة الشاعر السوداني صالح عبد السيد (أبو صلاح) إليه في قصيدته المشهورة التي مطلعها:
(قـلبي هَـمْ مالو خـديدك وجـمالو مـعذَّب فـي هـواك مـالو) والتي يقول في أحد أبياتها:
الـجوهر الـفردِ الـما اتلقى مثالو/ ليهو قلبي يلين وقلبو يقسا لو".
وقلنا إن الشاعر يشير بـ"الجوهر الفرد" إلى المصطلح الفلسفي الذي استخدمه الفلاسفة المسلمين في (علم الكلام) كأساس: "لإثبات وجود الله ووحدانيته ومخالفته لكل المخلوقات". وكذلك لإثبات حدوث (خلق) العالم.
بعد النشر وجدنا أن الشاعر ابن سناء المُلك المصري (550-608ه)، قد استخدم مصطلح "الجوهر الفرد" في إحدى قصائده وقرن بينه وبين أحد أقطاب (علم الكلام) الإسلامي، حيث يقول ابن سناء الملك:

هي البدْرُ إِلاَّ أَنَّه كلَّه سَنىً/هِي الغُصْنُ إِلا أَنَّه كُلَّه وَرْدْ
ولو أَبْصرَ النَّظَّامُ جوهَر ثَغْرِها/ لما شَكَّ فيه أَنَّه الجوهَرُ الفَرْد

والنّظام هو المفكر والفيلسوف الإسلامي إبراهيم بن سيّار النّظام البصري (185-221هـ) من أكابر إن لم يكن أكبر علماء المعتزلة وهو أستاذ الجاحظ. وقد توفي وهو شاب في سن السادسة والثلاثين.
abusara21@gmail.com
//////////////////////

 

آراء