الشفيع احمد محمد يدَلِك ويحَنِن ويكَبْرِت معتز موسى ليدخله كعروس لغرفة فض بكارتها

 


 

 

 

يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب:

isamnahgoub@gmail.com
في قروب "الطريق الثالث" بتطبيق (واتساب) للتواصل الاجتماعي جرى تبادل رسائل على النحو التالي:
* الشفيع احمد محمد:
إهدار الفرص:-
لا شك من ان الخطوة التي اتخذها السيد رئيس الجمهورية بإقالة حكومة الوفاق الوطني وتقليص هيكل الدولة واختيار الشاب المقتدر الخلوق معتز موسى لرئاسة مجلس الوزراء تمثل خطوة مهمة في سبيل الاصلاح وتحقيق بعض مطلوبات الحكم الراشد وتنبع أهميتها من استشعار الرئيس للخلل الحاصل في ادارة الدولة والفشل في ادارة شئون البلاد والعباد وتوفير الحياة الكريمة للمواطن. ويقيني ان فشل الحكومة المقالة ليس لعدم مقدرة أوكفاءة الفريق بكري حسن صالح بل يكمن الخلل الحقيقي في كل المنظومة الحاكمة بما في ذلك رئاسة الجمهورية وكل أدوات ادارة وسياسة الدولة والمجتمع والأحزاب والتكشكيلات السياسية دون استثناء. لذا تأتي أهمية الخطوة من زاوية الاعتراف النبيل الصريح بأن كل منظومة الحكم في بلادنا قد تنكبت الطريق وضل بها المسعى لذلك عبر السيد الرئيس عن هذا الاعتراف بتلك الخطوة. وأحسبها مجرد بداية وليست بداية ونهاية ونتوقع ان تأتي بعدها خطوات بل وثبات اكثر جرأة وأعمق أثرا وانبل مسعىً في اتجاه إصلاح الوضع المختل في البلاد. ومن هذا المنطلق فقط، اعتقد ان هذه فرصة يجب ان لا تهدر ولكن كيف؟
في تقديري ان المعنيين بعدم اهدار هذه الفرصة كثر، منهم السيد الرئيس نفسه والمؤتمر الوطني وشركاؤه في السلطة (والبرنامج الوطني) والمعارضة والشعب السوداني بمختلف شرائحه.
فيما يختص بالسيد الرئيس فإنه وخلال ما يقرب من الثلاثين عاما تعرضت المصداقية لأكثر من علامة استفهام وأصبحت موضع شك لدى الكثيرين وضاعت كثير من هذه الفرص بسبب هذا المسلك وعدم اتباع القول بالعمل بالنظر الى ان الإيمان المجرد دون عمل لا يكفي لثبات الأجر والثواب، فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون).
أحياناً يأتي عدم اتباع الفعل للقول بغير ارادة القائل لعذر معلوم ولكن يجب ان لا يكون ذلك سلوكاً وممارسة ممنهجة فذاكرة الشعب السوداني تعود للبيان الاول لثورة الإنقاذ الوطني مرورا بسنوات التوافق ووعود ما بعد استخراج وتصدير النفط ثم المفاصلة ثم وعود انتخابات العام ٢٠٠٠ ثم وعود مابعد اتفاقية نيفاشا ثم وعود ما بعد أبوجا والدوحة وإنفصال الجنوب ثم الوثبة الاولى فالحوار الوطني.
سيدي الرئيس كل هذه المحطات حاضرة في ذهن المواطن السوداني مما جعله يشكك في الوعود التي تطلقونها.
اقولها بملء فمي إن الفرصة الآن ذهبية ومواتية لإعادة الثقة في القيادة والتعويل على مصداقيتها ونرجو لا تهدرها سيادة الرئيس فنحن نريدك صادق الوعد وفي العهد.
اما المؤتمر الوطني فعليه ايضا ان يؤكد مصداقيته بأنه ماض بجدية وإخلاص في إصلاح الدولة وأنه فعلا مهموم بقضايا المواطن وأنه لا يناور أو يسعى لكسب الوقت (قطع فرقة) ولكنه جاد ومبدئي ومؤسسي ومستعد للتضحية بمصلحة الحزب والتنازل عن طموحات أفراده من اجل مصلحة الوطن العليا وسوف يكون للحزب شأن أكرم وأشرف وأفضل في مقبل الايام ان استمسك بهذا النهج.
اما الشركاء في الحكومة والبرنامج (الوطني)، فعليهم أن يتذكروا اقوالهم التي ظلوا يرددونها (الذين شاركوا في الحوار الوطني والذين انضموا والذين لحقوا بالحوار الوطني) فكلهم كان يقول انه لم يأتِ من اجل المحاصصة في المناصب او أخذ نصيبه من الكيكة ولكنه جاء ليتعاون مع الآخرين من أجل اقالة عثرات الوطن (وهذه الشهادات كما هو الحال بوعود والتزامات السيد الرئيس كلها موثقة سطر وصوت وصورة)، فنقول لهم الان أركزوا ولا تتمترسوا في مسألة المحاصصة (وهذا لا يعني ان تتركوا الحبل على الغارب وتخرجوا من المولد بدون حُمُّص، ولكن التعامل بحس وطني يعلي المصلحة الوطنية العليا على ما سوها).
أما المعارضة فنقول لها ان الخلخلة التي احدثتها وتحدثها مبادرة الرئيس فرصة للتعجيل بقضية التحول الديمقراطي الحقيقي وتهيئة الظروف لممارسة سياسية راشدة وتحقيق السلام العادل الشامل والتمهيد لوضع انتقالي، فبقدر ما تكون المعارضة متجاوبة ولو بحذر مع الاصلاحات التي يتخذها الرئيس فإن ذلك مما يعينه ويشجعه ويدفعه لمزيد من الوثبات (والعافية درجات وأكيدة اذا تواصل تعاطي الدواء).
وظني ان المعارضة واعية وقارئة حصيفة للساحة الداخلية والإقليمية والدولية ومدركة وحريصة على مصلحة الوطن وصاحبة مصلحة حقيقية لأي هبوط آمن.
اما الشعب السوداني وهو المستفيد الاًول من اي إصلاح حقيقي فواجبه ان يكون حاضراً بشتى الوسائل، ليس بالتأييد والتصفيق والتزلف الفاقد المعنى، ولكن أيضاً بالتأكيد على أن الخطوة التي اتخذها الرئيس مهمة حتى ولو لم تكن كافية وانه على استعداد للدعم والمساندة والتضحية من اجل احداث إصلاح وتحول حقيقي وليس تكتيكي، وأنه ورغم أهمية تغيير الأشخاص والوجوه فان الأهم هو تغيير النهج والسلوك الذي أورد البلاد موارد الهلاك، وأن الشعب كما ضحى من قبل بفلذات اكباده وصبر على ضنك الحياة سنين عددا في بداية الإنقاذ وتخلى عن حصة السكر من اجل الطريق وتحمل المكوس والضرائب والرسوم من اجل الجريح ومع شُح الغلة دفع بزاد المجاهد وتخلت بنات السودان عن الذهب والحلي من اجل الاستقرار ووحدة التراب (والاخيرة قد فرطنا فيها بكل أسف)، هذا الشعب على أتم استعداد على ان يصبر على المسغبة أسابيع بل شهور بل قل عام او عامين شريطة ان يرى جدية واخلاص ومصداقية في قلب الصفحة واذا رأى حكومة بوزراء اكفاء وطنيون بغير عصبية حزبية عمياء والأفضل ان يكونوا غير منتمين الا للوطن لم تدفع بهم الى الكابينة مجرد المحاصصة او المجاملة او شراء التأييد او المزاج ولا لتكبير الكوم. حكومة ببرنامج واضح ومفصل وبتوقيتات قطعية ترفع المعاناة عن كاهل المواطن وتحارب الفساد وتطوي ملفات الحروب والاقتتال بين أبناء الوطن وتنصف ضحايا الحروب وتقتص لهم وتنهي الخصام السياسي وتوحد جبهة الوطن الداخلية وتهيئ البيئة لممارسة سياسية راشدة تمكن كل أبناء الوطن من اداء دورهم الوطني دون عزل او أقصاء او تخوين بغير جريمة يعاقب عليها القانون المبرأ من المساس بحقوق الناس والمنزه من الغرض والتوظيف السياسيي.
أخيراً:-
معتز موسى سهم يجب ان لا يقذف به في ظلام رؤيا أوغياب برنامج أوضعف ارادة أو فوضى مؤسسة كما فعل بسلفه، ليس لأنه أفضل منه، لكن لأنه دفع به الى الملعب في آخر دقيقة من زمن المباراة الاضافي.. انها فرصة يجب ان الا تهدر، وكما قال احد المفكرين: اذا مات الامل اخترعوه.

- عصام محجوب الماحي:
لَمْ اقرأ في حياتي مقالا لا يقول كلمة الحق حتى النهاية بعد ان وضع لها.. للكلمة، وله.. للحق، كل الحيثيات، إلَّا ما كتبته أعلاه أخي الشفيع.
لَمْ أقرأ مقالا ضعيف المخبر قوي المظهر حول الحل المطلوب للمأزق الذي رسمه كاتب المقال لحال البلد والشعب، وحول البديل للحالة الراهنة، غير هذا المقال الذي بعد كلما قاله كاتبه عن فشل "منظومة الحُكم"، المؤتمر الوطني والرئيس، لا يقول لهما أرحلا وكفانا تجريب الفشل وتكراره واجتراره.
يا اخي الشفيع.. شكرا على وصفك الصحيح للفشل، فبعد ترهل لزوم ما يلزم من تشتيت للكرة وتلطيخ اخرين بدم الجريمة، لم تستطع إلّا وان تختصر الفشل في "المنظومة الحاكمة بما في ذلك رئاسة الجمهورية"، وحسنا فعلت فلا ولن يختلف معك في ذلك إلَّا الرئيس والمؤتمر الوطني. ومع ذلك، برأيي ان الفشل هو فشلك وفشلي وفشل غيرنا بان سمحنا لهما ان يفعلا في البلد ما فعلاه طيلة 30 عاما تقريبا.. ولكن تبت يدا الذي يكتب ما كتبت من تشخيص، ولا يصل ليقول الحقيقة البينة الواضحة في الجملة -الوصفة- التالية لا تزيد ولا تنقص: على الرئيس البشير والمؤتمر الوطني ان يرحلا اليوم.. اليوووووم قبل الغد، الان.. الاااااان قبل اللحظة القادمة، فلَمْ يَعُد لهما ما يقدمانه بلعبتهما التى أتيا بها (معتز) او بغيرها التي سيأتيان بها غدا، وغدا لناظره قريب، اذا استمرا في الحُكم.
كان عليك، أخي الشفيع، بعد مرافعة الادانة ان تطالب بحُكْمٍ لمَن ادنتهما، ثم بعد ذلك لتطرح ما تطرح من معالجات. ولكن، لم تَقُلْ شيئا غير ان شَكَّرْت ودَلَّكْت وحَنَّنت وكَبْرَت معتز موسى لتدخله عروسا لغرفة فض بكارتها بظن انها "شابة" و "شريفة"، وان معتز موسى يحمل عصا موسى.. وهو حقيقة لا يهش ولن ينِش، وسترى ان عروسك عجوز فوق الخمسين وداااااعر، متمرسة لا يُسمع لها تأوها وهي تمارسل الرزيلة، فهل تظنن ان عقد نكاح من مأزون غير شرعي يجعل منها شريفة تترك بقعة دم على الملاءة لتفرح بها فتحملها تهز بها وتعرض بها امام الناس؟
بئس الفكرة التي تنشرها بين الناس اخي الشفيع وانت تختمها باختراع أمل خايب.. ولعِلمك ان الامل في معتز موسى يجب ألّا يراود اي انسان عاقل ووطني يريد للبلد وللشعب خيرا.. وسيخيب الامل المصطنع امام اعينك، فالبناء قائم على باطل.
صدقني اخي الشفيع أحمد محمد، انك تهدر وقتك بذلك التفكير وتلك الفكرة العاطلة التي تروِّج لها، ولَمْ تقف الموقف الصحيح حتى النهاية بعد مرافعة ادانة البشير والحزب الحاكم فلَمْ تطلب لهما العقوبة المنتظرة وانما طلبت ان يمنحا فرصة جديدة ليرتكبا افظع مما ارتكباه في البلد.
صدقني، اقصى ما قد تحصل عليه هو مكالمة هاتفية من معتز موسى يقول لك فيها "جزاك الله خيرا"، أو "بارك الله فيك"، والاولى او الثانية عبارة ابتذلتموها وأفرغتموها من محتواها وجعلتموها جزءا من عِدّة الشُغل، فاقدة الحياة والمعنى وقصدها اشارة تعريفية لقائلها بأنه من المنظومة، وللمنظومة، ويعمل لأجل المنظومة.. تبا للمنظومة الظالمة التي دَمّرَت البلاد وأفْقَرَت العباد.
بهذا الموقف، أخي الشفيع، تشارك في استمرار الجريمة التي تُرْتكب في الوطن.
وأخيرا.. عطفا على عنوان مداخلتك "إهدار الفرص"، اسمح لي ان اقول لك أخي الشفيع.. أهدرت فرصة ان تقول كلمة الحق حتى النهاية.
مع تحياتي الحارة..
*عصام محجوب الماحي*

/////////////////////

 

 

آراء